روسيا تُعلن تسليم نظام الأسد "قطعا أثرية" اكتشفها الجيش الروسي في تدمر
قالت مواقع إعلام روسية، إن ممثلون عن أكاديمية العلوم الروسية، سلموا في 8 أكتوبر، نظام الأسد قطعا أثرية من مدينة تدمر شرقي حمص، كان اكتشفها العسكريون الروس.
وأوضحت المصادر، أن القطع المسلمة، هي قطع أثرية من العصر الآشوري يعود تاريخها إلى القرن الثاني قبل الميلاد، والقرن الأول الميلادي، وقد سُلمت تلك القطع الأثرية التاريخية الثمينة إلى إدارة المتحف الوطني بدمشق.
ولفتت إلى أن اكتشاف هذه القطع الأثرية تم من قبل أفراد الجيش الروسي في المناطق التي كانت سابقا تحت سيطرة المجموعات المسلحة، حيث كانت معدة للبيع في السوق السوداء، وفق تعبيرها,
وكان قدم المتخصون من سانت بطرسبرغ عام 2023 للمجتمع العلمي الروسي مشروعا لترميم قوس النصر في تدمر الأثرية في سوريا، وذلك بعد أن تعرض هذا الصرح التاريخي لأضرار كبيرة على يد الجماعات الإرهابية في عام 2015.
وسبق أن قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن موسكو مستعدة لنقل تجربة ترميم آثار مدينة تدمر السورية، إلى مواقع أخرى بالشرق الأوسط، ولكن ذلك يتطلب ظروفا خاصة، في سياق عملية تسويق روسيا لفكرة حرصها على المرافق الأثرية التي ساهمت في تدميرها وتخريبها وسلبها في سوريا.
وقال بوتين في اجتماع لمنتدى بطرسبورغ الثقافي الدولي، متحدثا عن إمكانية نقل تجربة ترميم تدمر إلى مواقع أخرى الشرق الأوسط: "بالنسبة للمناطق الساخنة الأخرى، بالطبع، ولكن من الضروري تهيئة الظروف لهذا العمل".
وأضاف: "من الضروري بالطبع إجراء الاستعدادات المناسبة مع السلطات المحلية. ونحن بالطبع قادرين على القيام بذلك، ومن المرجح أن زملاءنا يدعموننا في ذلك".
وقبل أعوام، كشف علماء الروس في منتدى الجيش – 2021" العسكري التقني الدولي عن نتائج بعثاتهم إلى سوريا، بما في ذلك نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لمدينة تدمر الأثرية، وفق ما أعلنت نائب مدير معهد تاريخ الحضارة المادية لدى أكاديمية العلوم الروسية، ناتاليا سولوفيوفا.
ونشرت المعروضات في جناح "سوريا" في مركز "باتريوت" العسكري الوطني بضواحي موسكو، وقالت سولوفيوفا إن المعروضات تلقي الضوء على نتائج جهود العلماء الروس في إطار مشروعي "تدمر، الزمن والفضاء" و" إنقاذ كنائس المسيحية المبكرة"، وفق تعبيرها.
وأتيحت لضيوف المنتدى فرصة للاطلاع على مواد الأرشيف والصور الفوتوغرافية والغرافيك ونسخ من الآثار المعمارية والتي رممها الخبراء الروس في إطار المشاريع التي تنفذها روسيا في المنطقة بدعوى الحفاظ على التراث الإنساني.
وكان اقترح فريق من العلماء الروس بعد استعادة السيطرة على مدينة تدمر عام 2016 على وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو تنفيذ بعض الأعمال الرامية إلى الحفاظ على تدمر بصفتها أثرا هاما للتراث الحضاري العالمي، في الوقت الذي ساهم طيران روسيا في تدمير أجزاء كبيرة من تلك الأثار.
وخلص العمل بإعداد النموذج الرقمي ثلاثي الأبعاد لتدمر وأهدي لـ "سوريا واليونسكو"، كما تم إعداد شبكة "تدمر" الجغرافية المعلوماتية الدينامية لتي تتضمن كل المعلومات عن الأثر الحضاري وكذلك نموذج ثلاثي الأبعاد لمعبد إله بعل في تدمر ونسخة من تاج عمود الزاوية في المعبد.
وأشارت سولوفيوفا إلى أن النماذج الرقمية ثلاثية الأبعاد لتدمر ومعبدها والشبكة المعلوماتية تسمح بوضع خطط لترميم تدمر من دون زيارتها، ولفتت إلى أن الباحثين الروس أجروا في إطار المشروع بعثتين دوليتين متكاملتين روسيتين وسوريتين مشتركتين بغية معاينة وترميم الكنيسة المسيحية الأولى في مدرسة الحلوية في حلب، والمعابد في إزرا والكنائس المسيحية المبكرة الموجودة في منطقة مواقع التراث الحضاري في دير الصليب وقصر بن فردان وأفاميا".
وأسفرت البعثات عن التقاط ما يزيد عن 50 ألف صورة فوتوغرافية ستساعد في إعداد النماذج الرقمية ثلاثية الأبعاد وتسجيل وتوثيق الدمار، دون الإشارة إلى تورط روسيا في ذلك الدمار بشكل رئيس خلال عملياتها العسكرية.
يذكر أن المنتدى العسكري التقني الدولي "الجيش-2021" يعقد للمرة السابعة في منطقة مركز "باتريوت" للمؤتمرات والمعارض، وكذلك في مطار "كوبيكا"، ومعسكر "ألابينو" في الفترة من 22 وحتى 28 أغسطس".
وسبق أن كشفت وكالة الأنباء الروسية "تاس" عن موعد عرض فيلم تحت عنوان "تدمر" الذي وصفته بـ"السينمائي الدرامي"، ويهدف إلى تلميع صورة الاحتلال الروسي حيث تقوم فكرة تصويره على مهام إزالة الألغام.
وسبق أن شرّعت قوات الاحتلال الروسية في تصوير فيلم بعنوان "تدمر" تحت مسمى تسليط الضوء على الحرب التي خاضتها ضدَّ الشعب السوري بذريعة محاربة "الإرهابيين"، إلا أن عملية التصوير تجري في شبه جزير القرم، وليس في مدينة تدمر السورية.
وكانت نظمت فرقة أوركسترا مسرح "مارينسكي" الروسية الشهيرة قبل سنوات حفلا موسيقيا في مدينة تدمر الأثرية، وفي محاولة للتغطية على جرائمه قال الرئيس الروسي فلاديمر بوتين حينها أن الحفل حدث ثقافي ويأتي تخليدا لجميع "ضحايا الإرهاب"، حسب زعمه.
هذا وتعمل روسيا على الهيمنة الكاملة على سوريا على حساب دماء الشعب السوري، لتمكن قبضتها العسكرية عبر بناء القواعد والحصول على عقود استئجار لسنوات طويلة، وكذلك اقتصادياً من خلال المشاريع والسيطرة على الموانئ، إضافة للتغلغل الاقتصادي والتعليمي وعلى مستوى التنقيب عن الأثار.