تركيا تعلن عودة آلاف السوريين إلى بلادهم.. وسقوط الأسد يفتح شهية التجار الأتراك
تشهد العلاقات السورية التركية تحولًا كبيرًا بعد تحرير سوريا من نظام الأسد، حيث تتجه الأنظار إلى عودة اللاجئين السوريين والتعاون الاقتصادي المتزايد بين البلدين، في ظل توقعات بطفرة اقتصادية كبرى تسهم في إعادة إعمار سوريا.
وأعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي قايا، عودة 7,621 لاجئًا سوريًا إلى بلادهم “بشكل طوعي وآمن ومشرف ومنتظم” خلال الفترة من 9 إلى 13 كانون الأول/ديسمبر الجاري. وأشار إلى أن هذه العودة جاءت بعد التحرير الكامل لسوريا من نظام الأسد، الذي أتاح للسوريين فرصة العودة إلى وطنهم.
وأوضح يرلي قايا أن أعداد العائدين ارتفعت بشكل ملحوظ بعد التحرير، حيث عاد 1,259 في 9 ديسمبر، و1,669 في 10 ديسمبر، و1,293 في 11 ديسمبر، و1,553 في 12 ديسمبر، و1,847 في 13 ديسمبر. وأكد أن عدد السوريين الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا يبلغ مليونين و936 ألف شخص.
فرص اقتصادية واعدة
على الجانب الآخر، تفتح التطورات الأخيرة في سوريا شهية المصدرين والمستثمرين الأتراك، حيث ترى تركيا فرصًا اقتصادية غير مسبوقة لإعادة بناء سوريا وتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين.
وقال رئيس اتحاد مصدري جنوب شرق الأناضول، فكرت كيلجي، إن انتهاء الحرب يمثل “خطوة حاسمة لتعزيز الأمن وفتح المجال لفرص اقتصادية جديدة”. وأكد أن مدينتي حلب السورية وغازي عنتاب التركية تشكلان نموذجًا للعلاقات التجارية والصناعية المتجذرة منذ عقود.
وأوضح كيلجي أن الخطة الأولية لتعزيز العلاقات التجارية بين البلدين تتمثل في رفع حجم الصادرات التركية إلى سوريا إلى أكثر من مليار دولار. وأضاف: “عودة السوريين إلى وطنهم والمشاركة في جهود إعادة البناء يمكن أن يعزز التعاون الثنائي ويزيد النشاط التجاري الإقليمي”.
قطاع المواد الغذائية والاستثمارات
من جانبه، أشار رئيس اتحاد مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية في تركيا، جلال قادو أوغلو، إلى أن قيمة صادراتهم إلى السوق السورية بلغت 250 مليون دولار خلال العام الجاري، مع توقعات بارتفاع الرقم إلى 600 مليون دولار في المستقبل القريب.
وأضاف قادو أوغلو أن المنتجات التركية تحظى بتقدير كبير في سوريا، بفضل جودتها وسهولة وصولها، مشيرًا إلى أن رجال الأعمال في هطاي وغازي عنتاب وشانلي أورفة يمتلكون الخبرات اللازمة لدعم جهود إعادة الإعمار.
وتأتي هذه التحولات بعد سيطرة الفصائل السورية على العاصمة دمشق في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لتنتهي بذلك حقبة حكم نظام حزب البعث وعائلة الأسد التي دامت 53 عامًا.
تعتبر هذه التطورات بداية جديدة للعلاقات السورية التركية، التي تشهد توازنًا بين استعادة الأمن وعودة اللاجئين من جهة، وفتح آفاق اقتصادية واعدة تدعم إعادة إعمار سوريا من جهة أخرى.