
تدهور الوضع الإنساني يفاقم معاناة قاطني مخيمي "دير بلوط والمحمدية" شمال سوريا
تشهد المخيمات في شمال سوريا، وخاصة مخيمي دير بلوط والمحمدية بريف عفرين، تدهورًا غير مسبوق في الوضع الإنساني، حيث يواجه النازحون الفلسطينيون ظروفًا معيشية قاسية تهدد حياتهم.
وأرجعت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، هذا التدهور بشكل رئيسي إلى توقف عمل المنظمات الإغاثية والإنسانية التي كانت تقدم الدعم الحيوي للنازحين، ما يزيد من معاناتهم في هذه المناطق.
ويعود توقف الدعم المقدم من المنظمات الإنسانية إلى عدة عوامل، أبرزها "نقص التمويل" حيث تعاني العديد من المنظمات من نقص حاد في التمويل، ما اضطرها إلى تقليص عملياتها أو تعليقها بالكامل، كذلك "تغير الأولويات" تغيّرت أولويات العديد من الجهات المانحة والمنظمات الإنسانية، ما أدى إلى تقليل الدعم المقدم للمخيمات.
وتسبب توقف الدعم في العديد من العواقب الوخيمة على النازحين، من بينها نقص الغذاء وازدياد التدهور في الظروف المعيشية بسبب انعدام الموارد المالية. كما تزداد مخاوف المهجرين من مستقبل أطفالهم في ظل صعوبات الوضع المعيشي والإنساني، بما في ذلك صعوبة الوصول إلى تعليم جيد.
وقد ناشد النازحون الفلسطينيون في المخيمين ومخيمات الشمال السوري المجتمع الدولي التدخل الفوري لإنقاذهم من هذا الوضع المأساوي، موجهين نداءً للحكومة السورية الجديدة لإعادة إعمار منازلهم التي دمرها النظام السوري السابق، أو إيجاد بدائل توفر لهم حياة آمنة وعودة إلى مناطقهم الأصلية.
يعتبر الوضع الإنساني في المخيمات شمال سوريا مأساويًا ويتطلب استجابة عاجلة من المجتمع الدولي، مع ضرورة تحمل المسؤوليات من قبل الجهات الدولية للتحرك سريعًا من أجل إنقاذ حياة هؤلاء النازحين الأبرياء، وفق المجموعة.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن أكثر من 250 عائلة فلسطينية كانت تقيم في مخيمي دير بلوط والمحمدية قبل سقوط النظام السوري، حيث كانوا يعيشون في خيام بالية ويعانون من عجز كبير في توفير أدنى مقومات الحياة، مع تراجع الدعم من الأونروا وتخليها عن تحمل مسؤولياتها تجاههم. كما يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في مناطق الشمال السوري بحوالي 1488 شخصًا، موزعين بين إدلب وريفها، وعفرين، وريف حلب الشمالي.