بعد روسيا والصين .. (واشنطن والعراق والأردن) تدعو مواطنيها لمغادرة سوريا
دعت كلاً من "الولايات المتحدة الأمريكية والعراق والأردن)، مواطنيها لمغادرة الأراضي السورية، بالتوازي مع استمرار المعارك بين "إدارة العمليات العسكرية" وقوات النظام في محافظات حمص ودرعا والسويداء، مع اقتراب المعارك من حدود العاصمة دمشق، وسط انهيار واضح في كيان النظام السوري.
ودعت "الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان للخارجية نشر على موقعها الرسمي، مواطنيها لمغادرة سوريا عبر الرحلات التجارية التي لاتزال متاحة في دمشق، وحثت من يرغبون بالبقاء على إعداد خطط طوارئ والاستعداد للاحتماء في أماكنهم لفترات طويلة.
وجاء في البيان: "لا تزال الأوضاع الأمنية في سوريا متوترة وغير قابلة للتنبؤ بمآلها، مع اشتباكات مستمرة بين الجماعات المسلحة في جميع أنحاء البلاد".. تحث وزارة الخارجية الأمريكية المواطنين الأمريكيين على مغادرة سوريا الآن بينما لا تزال الرحلات التجارية متاحة عبر دمشق.. وتجدر الإشارة إلى أن مطار حلب الدولي مغلق".
وأضاف: "يجب على المواطنين الأمريكيين الذين يختارون البقاء في سوريا أو غير القادرين على المغادرة إعداد خطط طوارئ والاستعداد للبقاء في أماكنهم لفترات طويلة عند الضرورة"، وأوضحت أنه : "منذ 27 نوفمبر 2024، تشهد سوريا تصاعدا في الأعمال العدائية بين الجماعات المسلحة وقوات النظام، ومن المناطق المتأثرة، حلب، إدلب، حماة، منبج، درعا".
ولفتت إلى أن السفارة الأمريكية علقت أعمالها في دمشق منذ عام 2012، مشيرة إلى أن الحكومة الأمريكية لا تستطيع تقديم أي خدمات قنصلية روتينية أو طارئة للمواطنين الأمريكيين في سوريا، وأن جمهورية التشيك تتولى دور "الدولة الراعية" للمصالح الأمريكية في سوريا.
وأوضحت أنه يتعين على "المواطنين الأمريكيين في سوريا الذين يحتاجون إلى مساعدة طارئة ولكنهم غير قادرين على الوصول إلى قسم المصالح الأمريكية في سفارة التشيك، التواصل مع السفارة الأمريكية في عمان بالأردن".
في السياق، وزارة الخارجية الأردنية، مواطنيها المتواجدين في سوريا إلى مغادرة الأراضي السورية في أقرب وقت ممكن مؤكدة أن العمل على إجلائهم وتأمين عودتهم جار، وأهابت بالمواطنين الأردنيين المقيمين والمتواجدين في سوريا "أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، وإلى التسجيل الفوري على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في دمشق، والتواصل مع الوزارة لطلب المساعدة على مدار الساعة عبر الخط الساخن أو البريد الإلكتروني".
كما دعت السفارة العراقية في دمشق المواطنين العراقيين الراغبين بالعودة إلى العراق الاتصال بها لغرض تسجيل أسمائهم، وأوضحت أن يوم السبت 7/12/2024 سيكون يوم دوام رسمي في السفارة من الساعة العاشرة الى الثانية بعد الظهر. وذلك لاكمال وتسهيل معاملات العراقيين الراغبين بالسفر الى العراق.
وسبق أن دعت "السفارة الروسية في دمشق"، رعياها الراغبين بمغاردة سوريا بوجود رحلات تجارية متاحة عبر المطارات، وجاء في بيان السفارة: "بسبب الوضع العسكري والسياسي الصعب في سوريا، تذّكر السفارة الروسية في دمشق المواطنين الروس الذين يعيشون في الجمهورية العربية السورية والراغبين بالمغادرة بفرصة مغادرة البلاد على متن رحلات تجارية عبر المطارات الموجودة".
في السياق، أرسلت السفارة الصينية بلاغاً عاجلاً، دعت فيه مواطنيها لمغادرة سوريا "في أقرب وقت"، وقالت في رسالة على حسابها في منصة "وي تشات": «تزداد حالياً حدة الوضع في سوريا، ويتدهور الوضع الأمني العام. نصحت السفارة الصينية في سوريا المواطنين الصينيين في البلاد باستغلال الرحلات التجارية المتوافرة للعودة إلى ديارهم، أو مغادرة البلاد في أقرب وقت ممكن"، وفقاً لـ "وكالة الصحافة الفرنسية".
والمتتبع لسير العمليات العسكرية خلال الأيام الثلاث الماضية، أي بعد دخول محافظة حمص على قائمة المناطق المشتعلة، عقب استكمال تحرير محافظات حلب وإدلب ومدينة حماة وريفها الشرقي والشمالي، يجد أن غرفة العمليات لمعركة "ردع العدوان" تسير وفق خطط مدروسة على الأرض، باتجاه العاصمة دمشق.
وكان قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن المعارضة السورية تسيطر على (إدلب وحلب وحماة) والهدف الرئيسي هو دمشق، متمنياً أن "يستمر هذا المسير للمعارضة السورية، بلا مشاكل أو خسائر".
وأضاف أردوغان في تصريحات اليوم الجمعة: "في السابق، كانت لدينا دعوات للأسد مفادها تعال لنجلس ونتحاور ونتحدث عن مستقبل سوريا، ولكنه مع الأسف لم يجب بالإيجاب على دعواتنا"، مشيرا إلى أنه "الآن التوجه من المعارضة السورية مستمر باتجاه دمشق".
وبين أن "المعارضة السورية تسيطر على إدلب وحلب وحماة وتتقدم نحو حمص، والهدف الرئيسي هو دمشق.. مع الأسف المنطقة مليئة بالمشاكل، ولا نريد استمرار التصعيد فيها، وتركيا ستقوم بما عليها".
ويُشكل سيطرة الفصائل على مدينة حلب ومن ثم مدينة حماة، مرحلة جديدة في سياق الحرب الدائرة في سوريا على مدار سنوات، بعد أن كانت قوات الأسد وميليشيات إيران قد سيطرت عليها بعد معارك استمرت لأشهر طويلة، وبقيت حصينة وبعيدة عن مرمى قوى الثورة لسنوات، فجاءت معركة “ردع العدوان” لترسم خارطة جديدة في عموم سوريا، وتعطي الأمل لقوى الثورة في إمكانية استعادة الحقوق وإعادة روح الثورة.
ولايبدو الموقف الدولي في صف الأسد بالمطلق، حتى أن حلفائه روسيا وإيران باتوا في موقف المتفرج نسبياً، إذ لم تقدم روسيا ذلك الدعم والموقف الحقيقي سياسياً وعسكرياً، رغم مشاركة طائراتها في القصف، كما أن ميليشيات إيران شهدت انهياراً كلياً وغابت عن المشهد الفاعل لها، ولم تتحرك أي من الدول الصديقة للأسد لتحقيق أي ضغوطات أو التفاوض حتى لوقف العملية العسكرية التي يبدو أنها ستقترب من حدود دمشق وتهدد الأسد في العاصمة.