
انقسامات واتهامات متبادلة على خلفية تشكيل مجالس بدعوى تمثيل "الطائفة العلوية"
ضجّت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بإعلان تشكيلات تمثل “الطائفة العلوية”، وكان آخرها ما نشره المدعو “باسل الخطيب”، حيث جدد حالة الانقسام والتشرذم وتبادل الاتهامات والتخوين، وعدم اعتراف جهات من الطائفة بهذه المجالس.
وأعلن “الخطيب” تشكيل “المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر”، المؤلف من مجلسين، أولهما ديني، والثاني تنفيذي، وبحسب البيان التأسيسي، فإنّ المجلس الديني يترأسه الشيخ غزال غزال، بوصفه “مفتي اللاذقية”.
ويتألف المجلس من 130 شيخًا: 30 من طرطوس، و30 من اللاذقية، و30 من حمص، و30 من حماة، بالإضافة إلى 10 من محافظتَي دمشق وريف دمشق، على أن يهتم هذا المجلس بالأمور الدينية، ويعقد اجتماعه الأول لاحقًا.
أما المجلس التنفيذي، فسيضمّ مكاتب عدة، هي: مكتب السياسة والعلاقات العامة، والمكتب الإعلامي، والمكتب الاقتصادي، ومكتب الإغاثة، والمكتب القانوني، بالإضافة إلى مكتب التنسيق، ومكتب التوثيق التاريخي، وفق تعبيره.
ولفت البيان إلى أن هذا المجلس سيكون فعّالًا حتى انتهاء المرحلة الانتقالية، وإنشاء دولة يحكمها الدستور، وتتمثل أهدافه في تأكيد أن الطائفة العلوية جزء أصيل من نسيج سوريا، وأن أبناءها يعملون يدًا بيد لبناء مستقبل أفضل للبلاد، من خلال تعزيز التآخي بين مكوّنات المجتمع السوري.
وذكر “حسن حرفوش”، أحد مستشاري المجلس الإسلامي العلوي، أن أهمية هذه الخطوة تكمن في كونها ستجمع صفوف أبناء الطائفة العلوية عبر ممثليهم في المحافظات السورية، وتلغي حالة التشرذم والانقسامات التي عمّقتها سياسة النظام السابق حيال الطائفة.
وأعلن أطراف من الطائفة أن تسرّع نظراء من الطائفة، على رأسهم المدعو باسل الخطيب، مع قلة من الأشخاص، في إصدار بيان يعلن فيه تأسيس المجلس الإسلامي العلوي في سوريا والمهجر، وشددوا على رفض هذا العمل واستنكروا إصداره.
هذا، ولاقت هذه الخطوة اعتراضًا من أبناء الطائفة العلوية في سوريا، إذ اعتبرت إحدى الناشطات أن تشكيل هذا المجلس يعكس الرغبة لدى القائمين عليه في التعاطي مع أبناء الطائفة عن طريق رجال الدين فقط، واختصار تمثيلها بهم.
وفي سياق متصل، صدر بيان عن رجال دين من الطائفة الإسلامية العلوية، ردًا على قيام مجموعة من الشخصيات من نفس الطائفة بتشكيل ما يسمى “المجلس الإسلامي العلوي”.
وكان عدة وجهاء من الطائفة العلوية في الساحل السوري قد أصدروا بيانًا مصورًا، حول الأحداث التي شهدتها عدة مناطق بريف اللاذقية، والتي تحمل دعوات طائفية تقوض السلم الأهلي، مؤكدين رفضهم لمثل هذه التصرفات الصادرة عن بعض الشخصيات الملطخة أيديها بدماء السوريين إلى جانب النظام البائد.
وقال الشيخ “عيسى بهلول”، رئيس شعبة أوقاف القرداحة في الطائفة العلوية في سوريا: “ندين قيام العصابة المسلحة باختطاف عناصر من الأمن العام، وندعو إلى محاسبة كل من تورط في جرائم ضد الشعب السوري.”، ونفى وقوع أي استهداف لأبناء الطائفة لأنهم علويون، مشددًا على أن الإدارة الجديدة تمثل سوريا دولة وحكومة.
هذا، وجاء البيان عقب انتشار مقطع فيديو لضابط سابق في جيش النظام البائد، يدعى “صالح منصور”، وهو يتحدث خلال تشييع شاب من الطائفة العلوية في جبلة في حادث مجهول الأسباب، وزعم خلال الفيديو أن الطائفة العلوية تطالب بتدخل فرنسا لحمايتهم.