
اليمن تعلن إعادة فتح سفارتها في دمشق بعد سنوات من سيطرة الحوثيين عليها
أعلنت وزارة الخارجية اليمنية مساء الجمعة استئناف العمل بسفارة الجمهورية اليمنية لدى سوريا اعتبارًا من يوم الأحد 27 نيسان/أبريل 2025، في خطوة وُصفت بأنها “لحظة تاريخية ودبلوماسية فارقة” في علاقات البلدين.
وقالت الخارجية اليمنية في بيان رسمي، نُشر عبر منصتها على موقع “إكس”، إن قرار استئناف عمل السفارة يأتي تنفيذًا لتوجيهات وزير الخارجية اليمني شائع محسن الزنداني ونظيره السوري أسعد الشيباني، وانعكاسًا للعلاقات التاريخية والمتميزة بين البلدين الشقيقين.
وأوضحت الوزارة أنها كلفت المستشار محمد عزي بعكر قائماً بالأعمال بالنيابة، مشيرة إلى أن استئناف السفارة لمهامها الرسمية يمثل رمزية بالغة الدلالة على “حضور الدولة ومؤسساتها الشرعية، واندثار المشاريع الضلالية والتخريبية”، في إشارة إلى سيطرة ميليشيا الحوثي على مبنى السفارة منذ عام 2016 بدعم من النظام السوري السابق.
وأكدت الخارجية اليمنية أن إعادة فتح السفارة في دمشق يعكس تطلع الجمهورية اليمنية إلى تعزيز علاقاتها الثنائية مع سوريا في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، ويمهد لمرحلة جديدة من التعاون الوثيق بين الشعبين الشقيقين.
كانت معظم السفارات العربية والدولية قد أغلقت أبوابها في دمشق بداية من عام 2012 احتجاجًا على القمع العسكري الدموي الذي مارسه نظام بشار الأسد بحق المحتجين السلميين، ما أدى إلى عزلة دبلوماسية واسعة للسلطة السابقة.
ومنذ سقوط النظام السوري أواخر عام 2024، بدأت عدة دول عربية تبدي استعدادها لاستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا، في إطار دعم مرحلة الانتقال السياسي الجارية في البلاد.
وتجدر الإشارة أن اليمن كانت من أشد المعارضين لعودة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، إلا أنها بعد ضغوطات من دول عربية توجهت على ما يبدو لتطبيع علاقاتها مع نظام الأسد حيث التقى 07/09/2023 وزير خارجية نظام الأسد حينها فيصل المقداد بوزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك.
اللقاء الذي عقد في القاهرة على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول العربية جاء بعد أكثر من اثني عشر عاما من إعلان الحكومة اليمنية مقاطعة النظام السوري الذي قرر لاحقا الوقوف مع الحوثيين، وتسليمهم السفارة اليمنية في دمشق.
وتجدر الإشارة أن جهود إعادة التطبيع هذه لم تنجح، إذ أصر نظام الأسد على عدة إعادة السفارة للحكومة اليمنية الشرعية، وإبقاءها تحت سيطرة الحوثيين، مع سقوط الأسد عادت العلاقات اليمنية السورية إلى مكانها الطبيعي.