"النابلسي والرفاعي" يدينون تفجير كنيسة مار إلياس ويؤكدون وحدة الدم والمصير السوري
"النابلسي والرفاعي" يدينون تفجير كنيسة مار إلياس ويؤكدون وحدة الدم والمصير السوري
● أخبار سورية ٢٤ يونيو ٢٠٢٥

"النابلسي والرفاعي" يدينون تفجير كنيسة مار إلياس ويؤكدون وحدة الدم والمصير السوري

أصدر الدكتور محمد راتب النابلسي، عضو مجلس الإفتاء في سوريا، بياناً مؤثراً حول الهجوم الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، مشيراً إلى أن هذه الجريمة النكراء جاءت في لحظة يتلمّس فيها السوريون طريقهم نحو الأمل واستعادة الوطن، بعد سنوات من الضياع والانكسار.

وأكد النابلسي أن الشعب السوري، الذي بدأ يرى ملامح النصر والانعتاق من الظلم، فوجئ بمحاولات "قوى الظلام" لإفساد هذا المسار الوطني، عبر استهداف بيوت العبادة وانتهاك حرمة أماكن مقدّسة تجمع السوريين على المحبة والتعايش. وقال إن سوريا، بتنوّعها الفسيفسائي الفريد، كانت عبر التاريخ نموذجًا للانسجام، وإن هذه الجريمة ما هي إلا محاولة بائسة لضرب هذا النموذج والعودة بالبلاد إلى دوائر الفوضى والانقسام.

وأشار النابلسي إلى أن الفكر الظلامي الذي تغذيه قوى محلية وخارجية، سواء عبر بقايا النظام البائد أو الجماعات المتشددة، لا يزال يشكّل تهديداً لوحدة المجتمع السوري، داعيًا إلى توحيد الصفوف لمواجهة هذا الخطر عبر ترسيخ ثقافة التماسك المجتمعي والعدالة الشاملة. 


وأكد أن من واجب المرحلة الراهنة العمل على إصدار القوانين الكفيلة بتفعيل العدالة الانتقالية، لمنع استغلال الشباب في مشاريع الغلو والتطرف، متذكّراً الحديث الشريف: "لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يُصب دماً حرامًا"، ومشدداً على حرمة قتل الأبرياء داخل دور عبادتهم.

وفي ختام بيانه، توجّه النابلسي بأحرّ التعازي إلى أسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، وداعيًا المسؤولين إلى كشف جميع خيوط الجريمة ومعاقبة من يقف وراءها دون هوادة، ليكونوا عبرة لغيرهم، مؤكداً أن سوريا لا يمكن أن تنهض إلا بوحدة أبنائها وصدقهم في بناء وطن جديد.

من جهته، أصدر المفتي العام للجمهورية العربية السورية، الشيخ أسامة الرفاعي، بياناً أدان فيه بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف الكنيسة، وعبّر عن بالغ حزنه واستنكاره الشديد لهذا العمل الإجرامي، الذي وصفه بـ"غير المبرر"، مؤكداً الموقف الثابت لدار الإفتاء في رفض العنف والإرهاب بجميع أشكاله.

وشدد الرفاعي على أن استهداف دور العبادة وترويع المدنيين يُعد عدواناً على كل قيم الأديان، وعلى روح التعايش التي تميز المجتمع السوري، داعياً إلى الوقوف صفاً واحداً ضد محاولات تمزيق البلاد. وختم بيانه بتقديم التعازي الحارة إلى أسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.


أثار التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بالعاصمة السورية دمشق، يوم الأحد 22 يونيو، موجة إدانات عربية ودولية غير مسبوقة، وسط دعوات واسعة لمحاسبة الجناة وتعزيز حماية دور العبادة في البلاد التي تخطو خطواتها الأولى نحو التعافي من عقد دموي من الحرب والانقسام.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ