
"الجعفري" يتّهم سلطات دمشق بالاستيلاء على ممتلكاته ويصفها بـ"عملية انتقام سياسي"
اتهم "بشار الجعفري" سفير نظام الأسد في روسيا، في بيان صادر عنه، سلطات الأمن في دمشق بالاستيلاء "يالتعسفي وغير القانوني" على ممتلكاته العقارية الخاصة، معتبراً أن ما جرى يمثل "سلوكاً انتقامياً سافراً" يعكس مساراً خطيراً، على حد وصفه.
وقال الجعفري، الذي شغل لسنوات منصب المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، إن عناصر أمنية قامت بالاستيلاء على منزله العائلي في منطقة قرى الشام (المعروفة سابقاً بقرى الأسد) ومنزل آخر في ضاحية قدسيا، رغم امتلاكه الوثائق القانونية التي تثبت ملكيته للعقارين منذ أكثر من عشرين عاماً.
ووصف الجعفري في بيانه ما جرى بأنه "تجريد غير مبرر لمواطن سوري من أبسط حقوقه"، معتبراً أن هذا الانتهاك الخطير يمثّل خرقاً لمبدأ قدسية الملكية الفردية التي تكفلها الدساتير الوطنية والمواثيق الدولية.
وأشار الجعفري إلى أن أحد العقارين اشتراه عام 2002 من ماله الخاص بعد عودته من بعثة دبلوماسية إلى إندونيسيا، في حين اشتُري العقار الثاني بالتقسيط خلال فترة عمله في البعثات الدبلوماسية بجنيف ونيويورك، مؤكداً أنه لم يكن في أي وقت طرفاً أمنياً أو سياسياً، بل "جندياً في خدمة الدولة" عبر العمل الدبلوماسي.
وأضاف الجعفري: "الاستيلاء على أملاك دبلوماسي لا يزال رسمياً على رأس عمله، لا يمكن فصله عن مشهد أوسع من حالات مماثلة في الساحل وسهل الغاب وريف حماة الغربي، حيث تحوّلت العقارات إلى غنائم في مشهد يهدد مفهوم الدولة والعدالة".
وأشار سفير الأسد إلى أنه تلقى عرضاً سابقاً لرشوة مقابل خيانة الأمانة، رفضه بقوله: "قل لمن أرسلك أن يوسف العظمة يسلم عليك"، مؤكداً أن ما قدّمه لسوريا في المحافل الدولية لم يكن لخدمة شخصية بل تمثيلاً لبلاده أمام المجتمع الدولي.
وحذّر الجعفري من أن هذا "النهج الانتقامي" يكرّس معادلة خطيرة مفادها أن من يخدم بلده يُعاقَب، في حين تُكافَأ شخصيات متورطة بالفساد ونهب المال العام. كما تساءل: "هل يُقال لنا، نحن من مثّلوا الدولة دبلوماسياً لعقود، أن نغادر منازلنا ونذهب إلى الفنادق؟"
واختتم الجعفري بيانه بالتشديد على أن ما جرى لا يُعد شأناً شخصياً، بل ناقوس خطر يهدد مفهوم سيادة القانون، ويفتح الباب أمام فوضى سياسية وأمنية، داعياً إلى مراجعة هذه السياسات والتوجهات التي وصفها بـ"المُنذِرة بتفكيك الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة".
وسط لغط وتكهنات.. "الجعفري" سفير الأسد لدى موسكو ينفي تقديمه طلبا للجوء في روسيا
وكان نفى "بشار الجعفري"، سفير نظام الأسد لدى موسكو، صحة ما تداولته تقارير إعلامية بشأن تقدمه بطلب لجوء سياسي إلى روسيا، مؤكداً أن تلك الأنباء لا أساس لها من الصحة. وقال الجعفري في تصريح لوكالة "نوفوستي" الروسية، اليوم الاثنين: "لا صحة للمعلومات التي تفيد بأنني طلبت اللجوء في روسيا".
وكان مصدر دبلوماسي نقل لوكالة "تاس" الروسية في وقت سابق، أن الجعفري تقدم بالفعل بطلب لجوء، وأن السلطات الروسية بصدد دراسة الطلب، مشيراً إلى أن السفير لا يعتزم العودة إلى دمشق في الوقت الحالي، وهو ما أثار موجة من التساؤلات حول مصيره الدبلوماسي.
سفارة دمشق في موسكو تنفي... دون توضيح كاف
وكانت السفارة السورية لدى موسكو قد أصدرت، يوم الثلاثاء 8 نيسان/أبريل، بياناً مقتضباً نفت فيه صحة منشور سابق نُشر على صفحتها الرسمية على "تلغرام"، والذي تضمّن إشارة إلى انتقال الجعفري إلى منصب جديد في الإدارة المركزية بدمشق، واصفة إياه بـ"أسد الدبلوماسية".
وبحسب بيان السفارة، فإن الصفحة تعرّضت لاختراق (تهكير)، ما أدى إلى نشر الخبر المثير للجدل، مطالبة إدارة "تلغرام" بالكشف عن هوية المسؤولين عن العملية، إلا أن البيان لم يتطرق بوضوح إلى ما إذا كان الجعفري قد أُعفي من منصبه أو لا، ما فتح الباب أمام تفسيرات متعددة، خاصة أن صيغة المنشور المنفي لم تتّبع أسلوباً دبلوماسياً معتاداً، بل حملت طابعاً شخصياً ومبالغاً فيه من حيث العبارات مثل "أسد الدبلوماسية".
بيان مبهم ومنشور لا يزال قائماً
المفارقة أن المنشور الذي أعلنت السفارة أنه نُشر نتيجة اختراق حسابها، لا يزال حتى لحظة إعداد هذا التقرير متاحاً على صفحتها الرسمية، ما يُضعف رواية الاختراق ويطرح تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء نشره، ولماذا لم يتم حذفه حتى الآن إذا كان زائفاً.
وقد أشار عدد من النشطاء إلى أن الجدل الدائر يعكس محاولة محتملة من الجعفري للتمرد على قرارات وزارة الخارجية أو التعبير عن امتعاضه من تغييرات داخلية غير مُعلنة. فيما اعتبر آخرون أن البيان الغامض قد يكون محاولة لاحتواء فضيحة دبلوماسية، في وقتٍ تشهد فيه مفاصل الدولة إعادة هيكلة واسعة عقب سقوط النظام السابق.
بين الترقب والتكتم الرسمي
لا تزال الرواية الرسمية غير مكتملة، وسط استمرار حالة من الغموض حول مصير بشار الجعفري، خاصة مع تزامن النفي مع شائعات حول استبعاده من المشهد الدبلوماسي السوري، أو توليه منصباً داخلياً في وزارة الخارجية، دون إعلان رسمي حتى الآن.
وتبقى التساؤلات معلّقة حتى صدور توضيح رسمي صريح من وزارة الخارجية السورية أو من الجعفري نفسه، يضع حدًا للتكهنات التي باتت تتجاوز خبر طلب اللجوء إلى مصير واحد من أبرز وجوه دبلوماسية النظام السابق.
استئصال أذرع الأسد .. "الخارجية" تُجري تغييرات دبلوماسية تشمل سفيريها في روسيا والسعودية
وكان كشف مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية لوكالة "سانا"، أن وزير الخارجية أصدر قرارًا يقضي بنقل سفيري الجمهورية العربية السورية "بشار الجعفري" في روسيا الاتحادية و"أيمن سوسيان "، في المملكة العربية السعودية، إلى الإدارة المركزية في دمشق.
وبيّن المصدر أن هذا القرار يأتي في إطار حركة التغييرات الدبلوماسية التي أطلقتها الوزارة مؤخراً ضمن خطة شاملة لإعادة هيكلة البعثات الخارجية، بما يتوافق مع رؤية الدولة السورية الجديدة وتوجهاتها السياسية.
وأوضح المصدر أن القائمين بالأعمال في كل من السفارتين سيواصلون تسيير الشؤون الدبلوماسية والمهام القنصلية بشكل مؤقت، إلى حين صدور التعيينات الرسمية للسفراء الجدد بمرسوم من رئيس الجمهورية خلال الفترة القريبة المقبلة.
من هو "بشار الجعفري" سفير نظام الأسد في روسيا
"بشار الجعفري" اسم برز بشكل كبير لأزلام نظام الأسد، من خلال مواقفه وتصريحاته والدور الذي لعبه في شيطنة ومحاربة الحراك الشعبي السوري في المحافل الدولية وأروقة الأمم المتحدة مؤيداً القتل ونافياً استخدام النظام الأسلحة الكيمائية والمحرمة دولياً، وتميز بتصريحاته الاستفزازية التي كانت مليئة بالتضليل والكذب للدفاع عن جرائم النظام لسنوات طويلة.
وعين "الجعفري" مندوب سوريا الدائم في مقر الأمم المتحدة الرئيسي بنيويورك عام 2006، حيث دافع بشراسة عن سياسة النظام في القتل والقمع ونفي كل جرائمه، ثم عين بعد سنوات طويلة من عمله بالأمم المتحدة، سفيرا في موسكو بأكتوبر عام 2022 حتى الوقت الذي سقط فيه نظام الأسد إلى الأبد.
وفي آخر تصريحاته بعد سقوط نظام الأسد، قال الجعفري، إن بلاده في في عهد الأسد كانت بلا نظام، إنما تحكمها "منظومة فساد ومافيا"، داعيا للاحتفال بالتغيير، ودعا "العقلاء والحكماء لتهدئة الشارع وبناء المستقبل بحيث تكون سوريا لكل السوريين"، وشدد على ضرورة "عدم تكرار أخطاء الماضي".
ودافع "الجعفري" عن مواقفه السابقة في دعم نظام القتل والبراميل قائلاً: "في الأمم المتحدة كنت ابتدعت كلمة بلادي ووطني ولم أكن أذكر النظام أو رأسه، لأن بلادنا هي التي تجمعنا، وكان يوجّه لي اللوم من النظام المخلوع على ذلك".
وسبق أن كشف "محمود الحمزة" الأكاديمي والسياسي السوري ورئيس "الجالية السورية الحرة" في روسيا، كواليس الاحتفال بسقوط نظام الأسد في السفارة السورية بموسكو، ودور سفير النظام الساقط "بشار الجعفري" في عرقلة الاحتفالية واستعانته بالشرطة الروسية، ليعاود "الجعفري" إظهار تأييده للثورة وتنظيم فعالية بحضوره ضمن السفارة.
دبلوماسيون سوريون ينتقدون الإبقاء على سفراء النظام السابق في مناصبهم
سبق أن انتقد دبلوماسيون سوريون سابقون استمرار الحكومة السورية في الاحتفاظ بمعظم الدبلوماسيين الذين تم تعيينهم في عهد نظام بشار الأسد، معتبرين أن هؤلاء الدبلوماسيين ما زالوا مخلصين للنظام السابق ويقومون بأنشطة ضد الحكومة الحالية.