"الأمم المتحدة" تدعو من لبنان إلى عودة "مستدامة" للاجئين السوريين
دعا المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، من لبنان، إلى عودة "مستدامة" للاجئين السوريين إلى بلادهم بعد سقوط نظام بشار الأسد في يناير/كانون الثاني، وأكد أن هذه العودة يجب أن تكون محكومة بتحسين الأمن والاستقرار السياسي في سوريا، فضلاً عن ضمان حقوق جميع الفئات في البلاد.
تحقيق الاستقرار في سوريا
خلال لقائه مع الرئيس اللبناني، ميشال عون، أشار غراندي إلى أن الزيارة تأتي ضمن جولة إقليمية تهدف إلى دعم عودة اللاجئين السوريين. وأوضح أن العودة المستدامة تتطلب تحسين الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا، بالإضافة إلى دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة الإعمار في البلد الذي دمرته سنوات من الحرب الأهلية.
فيما أكد الرئيس عون أن لبنان يسعى لعودة النازحين السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت، خاصة بعد زوال الأسباب التي كانت وراء نزوحهم إلى لبنان. وأضاف عون أنه يجب البدء فوراً بتنظيم مواكب العودة للنازحين السوريين.
عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم
من جانبها، أشارت مفوضية اللاجئين إلى أن أكثر من 200 ألف لاجئ سوري قد عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام السوري. وتُظهر الأرقام أن نسبة كبيرة من اللاجئين قد تغيرت رغبتهم في العودة، حيث ارتفعت النسبة من أقل من 2% إلى حوالي 30% منذ التطورات الأخيرة في سوريا.
مستقبل العودة
أعلن غراندي عن نيته زيارة سوريا قريبًا للقاء السلطات السورية الجديدة لمناقشة إمكانية تسهيل عودة المزيد من اللاجئين من دول الجوار السوري. وذكر أنه سيتم العمل على تحقيق استقرار طويل الأمد يعزز من إمكانية عودة آمنة للاجئين السوريين إلى وطنهم.
وأكد غراندي في ختام تصريحاته أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الدولية لدعم عودة اللاجئين بشكل يحفظ كرامتهم ويؤمن لهم المستقبل.
أزمة اللاجئين في لبنان
ويعيش في لبنان نحو مليوني لاجئ سوري، وفقاً للسلطات اللبنانية، حيث يُعد لبنان من أكبر الدول المضيفة للاجئين السوريين في العالم بالنسبة لعدد السكان. من بينهم، أكثر من 800 ألف لاجئ مسجلين لدى الأمم المتحدة. ورغم هذه الأعداد الكبيرة، قال غراندي إن عودة اللاجئين أصبحت فرصة ممكنة بعد التطورات الأخيرة في سوريا، لا سيما بعد التغيير الذي شهده النظام السوري.