الأمم المتحدة: العقوبات تشكل عائقاً رئيسياً أمام عودة اللاجئين السوريين
أكد المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، أن العقوبات الغربية المفروضة على سوريا تمثل “عائقاً رئيسياً” أمام عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم. جاءت تصريحات غراندي خلال مؤتمر صحفي في دمشق، يوم السبت، عقب لقائه قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع.
وقال غراندي: “العقوبات تجعل أي استثمار مستحيلاً”، مضيفاً أن هذه العقوبات “فرضت في سياق مختلف” ويجب إعادة النظر فيها بهدف رفعها لدعم استقرار سوريا.
كما أوضح أن حوالي 30% من اللاجئين السوريين في دول الشرق الأوسط أعربوا عن نيتهم العودة إلى ديارهم خلال العام المقبل، وذلك بناءً على تقييم حديث أُجري في يناير الجاري.
وأشار غراندي إلى أن نسبة اللاجئين الذين ينوون العودة إلى سوريا ارتفعت من الصفر تقريباً إلى 30% خلال أسابيع قليلة، ما يعكس تحولاً ملحوظاً بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وذكر أن نحو 200 ألف لاجئ عادوا بالفعل إلى سوريا منذ الإطاحة بالنظام السابق، بالإضافة إلى حوالي 300 ألف شخص فروا من لبنان إلى سوريا أثناء الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل، ويُعتقد أن معظمهم بقوا في البلاد.
وفي تصريح له عبر منصة “إكس”، أكد غراندي أن "عودة اللاجئين السوريين بشكل دائم تتطلب استثمارات في الأمن، وفرص العمل، والإسكان، والخدمات الأساسية”، مشدداً على أن “رفع العقوبات المفروضة على سوريا سيكون عاملاً حاسماً لتحقيق ذلك”.
وأضاف أن النقاش مع الشرع تناول سبل تسهيل عودة اللاجئين والنازحين السوريين إلى ديارهم، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً منهم قد بدأوا بالفعل بالعودة.
وقال غراندي خلال تواجد في لبنان، إنه سيزور سوريا للقاء السلطات الجديدة والبحث في إمكانية عودة مزيد من اللاجئين من الدول المجاورة، بما في ذلك من لبنان.
وأضاف "إن هذا، بطبيعة الحال، سيعتمد على التقدم في المسائل الأمنية، واحترام حقوق جميع الطوائف في سوريا، وعلى تعافي وإعادة إعمار بلد دمرته سنوات من الحرب".
وتواصل الإدارة السورية الجديدة مطالبة المجتمع الدولي برفع العقوبات التي فُرضت على النظام السابق، والتي تأثر الأن بشكل كبير على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري خلال سنوات الحرب.
وأكد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، خلال زيارته لدمشق يوم الجمعة، أن الرياض تعمل على ضمان رفع العقوبات المفروضة على سوريا. وأضاف أن هناك “رسائل إيجابية” من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حول هذا الشأن.
فيما خففت الولايات المتحدة بعض عقوباتها بعد سقوط النظام السابق، ينتظر أن يبحث وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي مسألة تخفيف العقوبات خلال اجتماعهم المقبل في بروكسل، المقرر في 27 يناير الجاري. ويأتي هذا في إطار الجهود الدولية لدعم الإدارة السورية الجديدة، وتحفيز عودة اللاجئين، وتعزيز عملية إعادة الإعمار في البلاد.