
اجتماع دول الجوار السوري في عمّان يؤكد على أمن سوريا ومحاربة الإرهاب وتهريب المخدرات
شهدت العاصمة الأردنية عمّان، اليوم الأحد، اجتماعًا رفيع المستوى لدول الجوار السوري، بهدف بحث آليات التعاون الإقليمي لمواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات والسلاح.
الاجتماع، الذي ضم وزراء الخارجية والدفاع ورؤساء هيئات الأركان ومدراء المخابرات في الأردن، تركيا، سوريا، العراق، ولبنان، ركّز على سبل دعم سوريا في جهودها لإعادة البناء وضمان عودة اللاجئين الطوعية والآمنة.
وفي مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أكد نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أن المشاركين شددوا على أن أمن سوريا واستقرارها هو جزء لا يتجزأ من أمن دول الجوار.
وفي مؤتمر صحفي جمع وزراء خارجية الدول، أكد وزير الخارجية الأردني أن دول الجوار تدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا، مشددًا على دعم جهودها في إعادة البناء والتصدي لمحاولات زعزعة استقرارها. كما أوضح أن استقرار أي دولة في المنطقة يؤثر على استقرار الجميع، متهمًا إسرائيل بالسعي لخلق الفوضى لتحقيق أهدافها.
من جانبه، شدد وزير الخارجية العراقي على أن استقرار العراق مرتبط باستقرار سوريا، داعيًا إلى حوار شامل بين مكونات الشعب السوري لتحقيق الأمن. كما أكد أن مكافحة تنظيم الدولة تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا، مشيرًا إلى تأسيس غرفة عمليات مشتركة مع الحكومة السورية لمواجهة الإرهاب.
أما وزير الخارجية اللبناني، فقد أكد أهمية استقرار سوريا بالنسبة للبنان، مشيرًا إلى ضرورة معالجة ملفات حساسة مثل ترسيم الحدود وتهريب السلاح.
بدوره، رحب وزير الخارجية السوري بالدعم العربي لرفع العقوبات، مؤكدًا أن الحكومة السورية الجديدة هي الضامن للسلم الأهلي، ولن تسمح لأي جهة بتجاوز دور الدولة، مع إحالة جميع المتورطين في الانتهاكات للقضاء. كما أكد أن سوريا تحمي جميع مكوناتها دون تمييز، وترحب بالعمل المشترك لمستقبل أفضل للمنطقة.
وأكد الشيباني أن الدولة لن تسمح لأي طرف بأخذ دورها، مشددًا على إحالة جميع المتورطين في أحداث الساحل للقضاء، مع ضمان حقوق جميع الطوائف السورية.
و وصف وزير الخارجية التركي الاجتماع بأنه “تاريخي”، مؤكدًا أن التدخل الأجنبي يزيد الأزمات، داعيًا دول المنطقة لحل مشاكلها بنفسها. كما شدد على رفض السياسات التوسعية لإسرائيل، وضرورة تجنب تأجيج النزاعات الطائفية في سوريا. وأشار إلى أن العدو المشترك للعراق وسوريا وتركيا هو حزب العمال الكردستاني، مضيفًا أن بلاده مستمرة في مكافحة تنظيم الدولة، مع وضع خطة تشمل إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمواجهة الإرهاب.
وفيما يخص أحداث الساحل السوري، أشار وزير الخارجية التركي إلى أن الحكومة السورية حاولت تجنب الاستفزازات، لكن هناك محاولات لدفعها نحو التصعيد.
كما تم الاتفاق على تكثيف الجهود لمحاربة تنظيم داعش، وتعزيز التنسيق المشترك لمكافحة تهريب المخدرات، لما يشكّله من تهديد مباشر لأمن المنطقة.
بدوره، استقبل العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ممثلي الدول المشاركة في قصر الحسينية، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، حيث أكد دعم الأردن لوحدة سوريا وحماية مواطنيها، مشددًا على ضرورة التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود.
كما جدد الملك التأكيد على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ليسهموا في إعادة الإعمار.
واتفق المجتمعون على عقد اجتماع ثانٍ في تركيا الشهر المقبل لمتابعة مخرجات اللقاء الحالي واستكمال الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية والإنسانية في سوريا والمنطقة.