أردوغان: "مؤامرة المئة عام" تتفكك وأبواب عصر جديد مفتوحة عقب سقوط نظام البعث بسوريا
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "مؤامرة المئة عام" في المنطقة تتفكك، مع بداية عصر جديد يسوده الرخاء والازدهار، جاء ذلك في كلمته التي ألقاها خلال مشاركته في المؤتمر الاعتيادي الثامن لحزب العدالة والتنمية في ولاية مرسين جنوبي تركيا.
التأثير الإيجابي لسقوط نظام البعث في سوريا
وأشار أردوغان إلى أن التأثيرات الإيجابية لسقوط نظام البعث في سوريا وتشكيل حكومة جديدة تحتضن جميع الأطياف في البلاد ستسهم في تحسين الأوضاع في تركيا، وخاصة في مدينة مرسين. ولفت إلى أن مرسين تلعب "دور الأنصار" من خلال استضافتها لحوالي 183 ألف مهاجر سوري يحملون صفة الحماية المؤقتة.
عودة المهاجرين السوريين إلى وطنهم
وأكد الرئيس التركي أن جزءًا من الأشقاء السوريين سيعودون إلى وطنهم في المستقبل القريب للمساهمة في إعادة بناء وطنهم بعد إزالة آثار الظلم والدمار. وأضاف أنه كما هو الحال دائمًا، ستظل أبواب تركيا وقلوبها مفتوحة لأولئك الذين يقررون البقاء.
التضامن التركي السوري
وأوضح أردوغان أن تركيا لن تهاجر أحدًا قسرًا مثل الطغاة، ولن تسمح بحصول أي تعصب عنصري ضد التضامن التركي السوري. كما أكد أن بلاده ستدعم كل الجهود الرامية إلى ضمان الوحدة السياسية لسوريا وسلامة أراضيها وسلامها الاجتماعي.
التحرك ضد تنظيم "واي بي جي" الإرهابي
وفيما يخص الوضع الأمني في سوريا، أكد أردوغان تصميم تركيا على منع أي سيناريوهات جديدة في سوريا من خلال نزع سلاح التنظيمات الإرهابية التي تسيطر على أراض سورية، خاصة تنظيم "واي بي جي". وأوضح أنه سيتم اتخاذ خطوات حاسمة لحل هذه المشكلة بشكل جذري، مشيرًا إلى أن تركيا لن تتهاون في هذا الملف.
التغيير في السياسة الإقليمية
أردوغان أكد أن "عصر الفرق والتقسيم قد انتهى" وأن "مؤامرة المئة عام في المنطقة تتفكك". وأضاف أن المنطقة ستحدد مستقبلها من قبل شعوبها، وأشار إلى أن الموارد الطبيعية، مثل حقول النفط التي ينهبها تنظيم "واي بي جي"، ستكون في أيدٍ أمينة من الآن فصاعدًا.
التحولات في سوريا وتشكيل الحكومة الجديدة
وفي وقت لاحق، تطرق أردوغان إلى الوضع في سوريا حيث بسطت فصائل سورية سيطرتها على دمشق في 8 ديسمبر 2024 بعد الإطاحة بنظام حزب البعث، مما أدى إلى تكليف أحمد الشرع بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية، كما أعلن تكليف محمد البشير بتولي تشكيل الحكومة في اليوم التالي.
وسبق أن أكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأربعاء، أن تركيا عرضت على الإدارة السورية الجديدة دعمًا عملياتيًا في مجال مكافحة تنظيم "داعش"، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري أسعد الشيباني، الذي يزور أنقرة لأول مرة منذ التغيير السياسي في سوريا.
وأشار فيدان إلى أن هناك "فرصة تاريخية" لاستغلال الأوضاع في سوريا بعد الإطاحة بنظام الأسد، مشددًا على ضرورة تأسيس عملية سياسية شاملة تمثل جميع المكونات السورية. كما أكد فيدان على أهمية أن تتعاون كافة المجموعات العرقية والطائفية في سوريا من أجل بناء مستقبل مشترك ومستقر للبلاد.
وأضاف وزير الخارجية التركي أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم العملياتي في محاربة التنظيمات الإرهابية، مثل "داعش" و"بي كي كي/ واي بي جي" في سوريا، وهو دعم يتمثل في تبادل المعلومات الاستخباراتية وتعزيز القدرات العسكرية بين البلدين. ولفت إلى أن هذا التعاون يهدف إلى القضاء على العناصر الإرهابية التي تهدد الأمن الإقليمي.
وأكد فيدان أن تركيا قد اتخذت خطوات عملية خلال الآونة الأخيرة لتعزيز هذا التعاون، مشيرًا إلى استعداد تركيا لدعم سوريا في إدارة معسكرات داعش وسجونها. كما كشف عن بدء القنصلية العامة التركية في مدينة حلب العمل في 20 يناير الجاري، وأعرب عن أمله في أن تستأنف الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى سوريا قريبًا.
من جانبه، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، في المؤتمر الصحفي، إن سوريا وتركيا قد بدأتا مرحلة جديدة من التعاون المشترك المبني على الأخوة والصداقة، مشيرًا إلى أن الهدف هو دعم الاستقرار والأمن في سوريا والمنطقة. وأكد الشيباني أن سوريا ستكون "لكل السوريين"، مشددًا على ضرورة وحدة الشعب السوري في مواجهة الدعوات الطائفية التي تهدف إلى تقسيم المجتمع.
وأضاف الشيباني: "سوريا المستقبل ستقوم على احترام جميع أبناءها، ونعمل على إعادة سوريا إلى دورها الفاعل في المنطقة"، مشيرًا إلى استعداد بلاده للتعاون مع كافة الأطراف العربية والدولية من أجل تحقيق هذه الأهداف.
في وقت لاحق، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن تركيا تتابع وتدعم حل قضايا الإخوة الأكراد في سوريا، مشيرًا إلى أن تركيا هي الضامنة لأمنهم، لكنه جدد تهديده لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تشكل جزءًا من قوات "قسد"، واتهمها بسرقة الموارد الطبيعية في سوريا. وقال أردوغان: "لن تفلت الوحدات الكردية من المصير المؤلم ما لم تحل نفسها وتلقي سلاحها".
وكان وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى العاصمة التركية أنقرة يوم الأربعاء 15 كانون الثاني، في أول زيارة رسمية لوزير دولة سوري إلى تركيا منذ حوالي 14 عامًا، بعد سلسلة من الزيارات أجراها إلى دول عربية مثل (السعودية والإمارات وقطر والأردن)، تحمل زيارته التباحث بملفات هامة على الطاولة.