"زيف التسمية وحقيقة الدور".. تقرير حقوقي يفضح دور ميليشيا "لـ ـواء القـ ـدس" بسوريا
قالت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا"، إن النظام السوري استطاع منذ بدء أحداث الحرب في سورية، الزج بتشكيلات عسكرية من تركيبات مختلفة، منها ما هو طائفي (كالفاطميّون، ومنها ما هو بمسميات قومية ووطنية كلواء القدس الذي يعتبر من أكبر المجموعات العسكرية في سورية عدداً وعدة وتنظيماً، ويرفع شعارات "تحرير الأقصى" و"الموت لإسرائيل"، لكن دون أن يحمل أيديولوجيا واضحة فهو ليس تياراً أو فصيلاً فلسطينياً ولا يحمل أجندات فلسطينية.
- التأسيس:
ووفق تقرير شامل للمجموعة، فقد تأسس "لواء القدس" في 6 تشرين الأول 2013 ولكن لم يعلن عنه في حينه، وتم تشكيله من قبل المهندس الفلسطيني "محمد سعيد” من سكان محافظة حلب، والمعروف بارتباطه مع المخابرات الجوية لتسهيل عمله في بناء العقارات مع السماسرة، وتقاسم الأرباح في المباني العشوائية (غير نظامية) مع المخابرات الجوية.
وقالت إنه مع بدء أحداث الثورة في سورية استقطب "محمد سعيد" بعض الشباب من ذوي السمعة السيئة من أبناء مخيم النيرب وحندرات، وعملوا على قمع مظاهرات الطلاب اليومية المنطلقة في جامعة حلب، مستغلاً الظروف المعيشية الصعبة لبعض العائلات الفلسطينية في حلب.
ولفتت إلى أن النظام السوري وجد بدخول قوات المعارضة مخيم حندرات في 27-4-2013 ونزوح الأهالي عنه، اضافة إلى اتهام النظام السوري قوات المعارضة قتل 14 عنصراً من جيش التحرير الفلسطيني في الشهر 7 من عام 2012 غالبيتهم من مخيم النيرب، فرصته للضخ باسم القضية الفلسطينية.
وبدأ الضخ الإعلامي وحقن الشعب الفلسطيني ضد قوات المعارضة، ورفع شعارات استهداف القضية الفلسطينية من عملاء وغيرها من الشعارات التي لعب على وترها النظام لعقود، واستطاع النظام بعدها ومن قبل موالين فلسطينيين له في حلب من تأليب أبناء مخيمي النيرب وحندرات وتشكيل مجموعة عسكرية مسلحة قوامها فلسطيني، واستغل النظام واللواء الفقراء من الفلسطينيين في مخيم النيرب ويغريهم برواتب شهرية للقتال إلى جانبه، وحاملاً شعارات فلسطينية.
وبتسهيل وتنسيق مع المخابرات الجوية في حلب وتسهيل رئيس ملف النظام الأمني في حلب اللواء "أديب سلامة"، بدأ اللواء بضم شباباً فلسطينيين وسوريين في صفوفه، ويتم دعمه مالياً وعسكرياً من النظام السوري والنظام الإيراني عبر "فيلق القدس"، وتم اعطاء قادته وعناصره صلاحيات القمع داخل حلب وخارجها، وجعل مخيم النيرب منطلقه ومركز عمله.
- تشكيلات اللواء وتوزعه:
يتكون اللواء من ثلاثة كتائب مسلحة بكافة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، "كتيبة أسود القدس" والثانية "كتيبة الردع"، والثالثة كتيبة "أسود الشهباء"، ويقدر عدده بحسب تقارير غير رسمية بأكثر من سبعة آلاف عنصر، ويضم هذا اللواء لاجئين فلسطينيين من مخيمات النيرب وحندرات والرمل ويقدر عددهم بنحو 500 مقاتل.
إضافة إلى مقاتلين من مدينة حلب وريفها الغربي والشمالي وكتيبة الشبح الأسود والقمصان السود، ومن قرية النيرب وعشيرة البكارة (عائلة البري) ومن قرية تل شغيب المجاورة لمخيم النيرب ومن الطائفة الشيعية من مناطق نبل والزهراء.
وافتتح اللواء فرعاً له في مخيم الرمل للاجئين الفلسطينيين في مدينة اللاذقية، وقد حاول قائد اللواء افتتاح فروعاً عسكرية له في المخيمات الفلسطينية بدمشق إلا أن وجود مجموعات فلسطينية موالية للنظام السوري في دمشق كالقيادة العامة والنضال وفتح الانتفاضة حال دون ذلك.
- أبرز أعماله:
وفق تقرير "مجموعة العمل" فقد شارك "لواء القدس" بنشاط كبير في حفر خندق في محيط مطار النيرب لتأمين حماية (الحرس الثوري الإيراني) داخل المطار خشية اقتحامه من قبل مجموعات المعارضة المسلحة، وشارك اللواء في معارك منطقة الليرمون، ومعارك السجن، والشيخ نجار، ومحيط مطار النيرب العسكري، ومعارك الراموسة، ومعارك مخيم حندرات.
كما استطاع لواء القدس بمساندة قوات النظام السوري الوصول إلى السجن المركزي، وفك الحصار عنه، وذلك بعد الخروج من مطار النيرب، ومن قرية النيرب والسيطرة على “مواقع عسكرية كانت تحت سيطرة الثوار، وفتح طريق عسكري نحو السجن المركزي، ما يعتبر إنجازاً عسكرياً للنظام وللواء القدس.
ووجهت اتهامات للواء القدس بانتهاكات قام بها بحق المدنيين ومن بينها اختطاف الشباب وطلب فدية مادية من ذويهم مقابل إطلاق سراحهم، وسرقة أثاث منازل المدنيين في الأحياء الحلبية غير المحررة التي هجرها سكانها بعدما تحولت إلى خط جبهة مثل حيي "جمعية الزهراء" و "الراشيدين الشمالي"
وفي مخيم النيرب قام عناصر هذا اللواء بنصب الحواجز، وتم اعتقال بعض الشباب الفلسطينيين بحجة تأييدهم للثوار في سورية ومساعدتهم، بالإضافة إلى افتتاحهم للسجون في المخيم لذلك الأمر، كما أقام اللواء في العام 2015 دورات تدريبية عسكرية في مخيم النيرب لمدة 30 يوماً للأعمار 15 وما فوق، وأوصت حينها كل من قام بدورة " معلم صاعقة " بمراجعة مقر المجموعة في مخيم النيرب.
وتجاوز اللواء عمله العسكري إلى استقطاب بعض الشباب الفلسطينيين في أوروبا، حيث نشرت تقارير اعلامية، صوراً لما قالت إنها لمجموعة من الشباب الفلسطينيين من ألمانيا عادت إلى "حضن النظام"، بمبادرة وتنسيق من قائد (مليشيا) "لواء القدس" محمد سعيد، وعدد من قيادات (المليشيا) في مقدمتهم نائب زعيمها عدنان السيد وقائد العمليات فيها محمد رافع.
اشتد ساعد اللواء خلال معارك الميادين وأبو كمال ودير الزور حتى أنه صار قوة عسكرية لها وزنها، وشارك اللواء أيضاً في معارك مع الجيش السوري وقوات ما يعرف بالنمر في عدة مناطق وآخرها ولايزال يقاتل فيها الغوطة الشرقية بريف دمشق.
- خسائر اللواء:
تكبد اللواء خسائر كبيرة إثر معارك الليرمون وشمال سورية، وفي معارك السجن، والشيخ نجار، ومحيط مطار النيرب العسكري وفي إدلب والرقة ودير الزور، إضافة إلى مئات الجرحى، ولم يسقط له قتيل واحد على حدود الأراضي المحتلة في فلسطين.
وبحسب تقديرات غير رسمية فإن عدد قتلى اللواء تجاوز الـ (500) قتيل من بينهم (52) لاجئاً فلسطينياً من أبناء مخيمات النيرب وحندرات في حلب والرمل في اللاذقية بحسب احصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، وفي أواخر 2016 خسر اللواء قائده العسكري "محمد رافع" العراب.
- موقف أهالي مخيم النيرب من اللواء
يعيش أبناء المخيم حالة قلق وخوف من مشاركة عدد من أبناء المخيم في "لواء القدس"، حيث حذروا أكثر من مرة من أن تصرفات الجيش السوري والمجموعات الموالية له من شأنها أن تزجّ المخيم وبشكل مباشر في الصراع الدائر، وطالبوا بتحييدهم عن الصراع الدائر.
وشهد المخيم في الآونة الأخيرة حركة نشطة لمجموعة لواء القدس الموالية للنظام السوري من حالة استنفار لعناصره في المخيم وعقد اجتماعات بقيادته في حين تمر دبابات للجيش السوري من المخيم باتجاه المطار، ما جعله عرضة للقصف من قبل قوات المعارضة وسقوط عدد من القذائف على مناطق متفرقة منه أدت إلى تسجيل عدد من الضحايا والجرحى من أبناء المخيم.
ويستخدم لواء القدس في المخيم أسلوب التهديد بحق كل شاب يكتب فيه تقريراً أو يتهم من قبل "المخبرين" بأنه معارض للنظام بالاعتقال أو التعامل مخابراتياً والانضمام إلى صفوفه عنوة، وتم اعتقال العديد من شاب المخيم بذرائع مختلفة.
ويرى غالبية أبناء مخيم النيرب وأبناء فلسطين أن اسم القدس الذي يحمل اسمه اللواء الموالي للنظام السوري ليس أول ولا آخر المستغلين لقضية فلسطين والقدس واللاجئين الفلسطينيين، فالنظام السوري وإيران كانوا ولازالوا أكبر اللاعبين على وتر القضية الفلسطينية وتحرير القدس لكن مروراً من حلب لا مروراً بحيفا أوطبريا التي لا تبعد إلا بضع كيلومترات عن الأراضي السورية.