وزارة الزراعة التابعة للنظام تنفي انخفاض الثروة الحيوانية في سوريا
نقل موقع موالي لنظام الأسد عن مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة "أسامة حمود"، قوله إن دعم قطاع الثروة الحيوانية مستمر بعدة سبل، وزعم أن ما يتم تداوله عبر العديد من المواقع حول انخفاض الثروة الحيوانية غير صحيح وهو عبارة عن دراسة قديمة قامت بها بعض المنظمات الدولية قبل سنوات.
وتقدر الدراسة وفق ما نقلته مصادر إعلامية مقربة من نظام الأسد عن "حمود"، انخفاض أعداد الثروة الحيوانية بنسبة 30-50% حسب الأنواع الحيوانية، وقد مضى على هذه الدراسة 6 سنوات تخللها الكثير من الجهود لترميم قطيع الثروة الحيوانية بصورة عامة وقطيع الأبقار بصورة خاصة، وفق زعمه.
وتحدث المسؤول الذي نفى انخفاض الثروة الحيوانية في سوريا عن استيراد 5 آلاف "بكيرة" حاملاً وتوزيعها على منشآت المؤسسة العامة للمباقر وللمربين، ويتم العمل هذا العام لاستيراد ألف بكيرة حامل لمصلحة منشأتين للمؤسسة العامة للمباقر، إضافة إلى استمرار مشروع نشر وتعميم التلقيح الاصطناعي للأبقار.
وفيما يتعلق بأعداد الثروة الحيوانية بصورة دقيقة قال "حمود"، إن هذا الأمر يتطلب إحصاء شاملاً للثروة الحيوانية، وتم مؤخراً التفاوض مع بعض المنظمات الدولية لتنفيذ مشروع الترقيم الإلكتروني للقطيع، الذي سيتم ربطه بقاعدة بيانات ترصد حركة القطيع وبيانات الحيوانات بصورة دقيقة، والإحصاءات الحالية تعتمد على الجولات الإحصائية وتقديرات نسبة نمو القطيع.
وعن التكاليف التي يدفعها المربي لتغذية القطعان أشار إلى أن التكاليف مرتبطة بمجموعة عوامل، أولها أسعار الأعلاف التي شهدت تذبذباً كبيراً في السنوات الأخيرة، إذ يكاد يكون الاختلاف السعري يومياً نتيجة الارتفاع العالمي للأسعار، إضافة إلى مدى توفر البدائل العلفية والعلف الأخضر لدى المربين.
وبرر أسباب ارتفاع تكاليف التربية بأنها تعود بالدرجة الأولى إلى الأعلاف التي شهدت ارتفاعاً عالمياً كانت وطأته على سوريا أكبر نتيجة "الحصار الاقتصادي"، وكذلك الارتفاع العالمي بأجور الشحن البحري والحرب الروسية – الأوكرانية وما نتج عنها من إغلاق موانئ واحتكار الشركات العالمية للمواد العلفية.
وحسب الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الزراعة فإن إجمالي أعداد قطعان الأبقار في سوريا بلغ 872 ألف رأس وعدد قطعان الأغنام 16.8 مليون رأس وبلغ عدد قطعان الماعز 1.9 مليون وقطعان الجمال فبلغ 35893 وقطعان الجاموس 6432 رأس.
وقبل يومين قدّر الخبير في الإنتاج الحيواني "عبد الرحمن قرنفلة"، خلال حديثه لموقع موالي لنظام الأسد تكلفة تربية ورعاية البقرة الحلوب تحتاج يومياً إلى 75 ألف ليرة سورية، وسط تصاعد أسعار الحليب ومشتقاته في عموم مناطق سيطرة النظام، وتهكم موالون على تكلفة إطعام البقرة بقولهم إنها ستواجه مشاكل كبيرة للعيش في سوريا بحال كانت موظفة.
وبحسبة تربية البقرة الحلوب تبلغ حوالي 2.250 مليون ليرة شهرياً، تكلفة علف وأدوية طبية، ويشار إلى أن علف الأبقار الحلوب يصل سعر الكيلو منه إلى 2800 ليرة، بينما سعر كيلو فول الصويا إلى 5050 ليرة، وسعر كيلو الشعير يتراوح ما بين 2400-2700 ليرة، وكيلو النخالة 1100 ليرة، وكسبة قطن 2700 ليرة سورية.
هذا ويشتكي مربو الثروة الحيوانية من ارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة وتحكّم التجار بأسعارها، وقلة المقننات العلفية المدعومة الموزعة، الأمر الذي ينعكس سلباً على أسعار مختلف المنتجات الحيوانية من اللحوم البيضاء والحمراء والحليب واللبن والجبن.
وكان نقل موقع اقتصادي موالي ما قال إنها تقارير رسميّة تنذر بانهيار الثروة الحيوانية في سوريا، وترافق ذلك مع تكرار تبريرات التراجع الكبير للقطاع وسط تجاهل النظام مواصلاً ممارساته التي تزيد تدهور القطاع الهام الذي ينعكس على الأوضاع المعيشية بشكل مباشر.