ساعة كهرباء كل "يوم ونصف".. التقنين يتزايد والإنتاج ينخفض إلى مستويات تاريخية
ساعة كهرباء كل "يوم ونصف".. التقنين يتزايد والإنتاج ينخفض إلى مستويات تاريخية
● أخبار سورية ٣٠ ديسمبر ٢٠٢٣

ساعة كهرباء كل "يوم ونصف".. التقنين يتزايد والإنتاج ينخفض إلى مستويات تاريخية

قدرت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد تزايد ساعات التقنين وقطع الكهرباء في مناطق سيطرة النظام، حتى وصلت إلى ساعة وصل كهرباء واحدة في كل يوم ونصف، فيما قالت إن إنتاج الكهرباء في سوريا يعود 30 عاماً إلى الوراء.

وحسب مصادر إعلامية موالية سجّلت إنتاجية الكهرباء في مناطق سيطرة النظام هذا العام تراجعاً كبيراً وهو الأول من نوعه على مدار العقود الثلاثة الماضية، أي منذ عام 1993 تقريباً، حيث انخفض إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد في 2023 إلى 12.900 مليار كيلو واط ساعي.

وذلك بنسبة 29 % مقارنة بإنتاج العام 2022 والبالغ حينها 18.216 مليار كيلو واط ساعي، وتراجع بنسبة 74 % مقارنة بإنتاج عام 2011، وبات يلامس إنتاج عام 1993، وأكدت أن الأرقام الصادرة عن وزارة الكهرباء تشير إلى عدم نجاح الخطة التي كانت مرسومة للقطاع الكهربائي قبل 3 سنوات.

وعلى صدى إعلان وزارة الكهرباء عن إجمالي إنتاجها لهذا العام، يعود للأذهان تصريح وزارة الكهرباء بتاريخ 10 تشرين الأول/ أكتوبر 2021 بأنّ البلاد ستشهد تحسناً خلال عام 2023 بعد الانتهاء من إجراءات تقوم بها الوزارة تتنوع بين صيانة وإنجاز مشاريع في هذا الإطار.

وجاء التصريح حينها على لسان مسؤول كبير في الوزارة، وكشف عن مشاريع عربية كبيرة ستوقع وستزيد من كميات الكهرباء في البلاد، مضيفاً أن هناك كميات من الكهرباء سيتم ضخها العام القادم، وسيكون هناك تحسن ملحوظ في 2022، أما في 2023 سيعود إنتاجنا من الكهرباء لما قبل عام 2011.

وزعم مدير المؤسسة العامة لتوليد الكهرباء في سوريا عمر البريجاوي أنّ الوزارة هذا العام أنجزت العديد من المشاريع واستطاعت إدخال قرابة 400 ميغا جديدة إلى الخدمة، وأضاف أن إنتاج التوليد يرتبط بكميات الغاز والفيول التي تصل للوزارة وعمل الكهرباء بطاقتها العظمى.

ولفت إلى التأثير الذي حصل على إنتاج المؤسسة على خلفية تشغيل معمل الأسمدة خلال الفترة الماضية والذي أعيد تشغيله حالياً، وقال: المعمل يستجر كميات كبيرة تصل إلى 1.2 مليون متر مكعب من الغاز، هذا يخسر الوزارة إنتاج كهربائي يصل إلى 300- 350 ميغا، وهذا رقم كبير تمثل 20 % ما تنتجه المؤسسة حالياً.

وقدر مدير شركة توليد بانياس المهندس قصي ديبة أنه تم الانتهاء من أعمال الغسيل الكيميائي لأنابيب المرجل في المجموعة البخارية الثالثة وذلك في إطار أعمال إعادة تأهيلها التي كانت بدأت قبل فترة، حيث سيتم اليوم الخميس المباشرة بإقلاع المجموعة، ومن المتوقع أن يتم ربطها بالشبكة الكهربائية العامة غداً، ومن شأنها أن ترفدها بين 120-130 ميغاواط.

وأشار إلى أن أعمال إعادة التأهيل والصيانة التي تمت بخبرات وطنية، تضمنت تبديل وشائع الموفر الذي كان السبب وراء فصل المجموعة عندما كانت في الخدمة، بالإضافة لتبديل خلايا المسخنات، مجاري الغازات، وجميع التجهيزات الميكانيكية والكهربائية.

وكانت انتهت كوادر شركة توليد بانياس مؤخراً بالتعاون مع شركة مبنا الإيرانية، من أعمال صيانة وإعادة تأهيل المجموعة البخارية الثالثة التي خرجت عن الخدمة عام 2013، حيث تم تحويلها للعمل على الغاز، وهي جاهزة للإقلاع عند توفر الغاز.

وأكدت شكاوى عدة من سكان مدينة جرمانا بريف دمشق، حول ازدياد ساعات تقنين التيار الكهربائي، والانقطاعات المتكررة خلال ساعة الوصل، منذ بداية فصل الشتاء، ويقول أحد المشتكين من سكان في حي القوس في جرمانا إن ساعات التقنين التيار الكهربائي ازدادت في الآونة الأخيرة متجاوزة الـ 36 ساعة.

وذكر أنه بعد يوم ونصف تقريباً صل الكهرباء ساعة واحدة فقط، موضحاً أنه تقدم بشكوى لمركز الطوارئ وكان الرد عليه بأن هناك محولتين في الحي واحدة منهما خارج الخدمة والأخرى تغذي كامل الحي وليس هناك إمكانية لإصلاحها ويجب عليهم تقديم شكوى لرئيس مركز الكهرباء بالمدينة لاستبدالها.

وكان زعم مدير شركة كهرباء ريف دمشق بسام المصري أنه يتم توزيع الكهرباء في ريف دمشق بالتساوي بين المناطق وفي حال تأخير التقنين يكون بسبب الأعطال، وحسب تصريحات لمعنيين في وزارة الكهرباء أكدوا انخفاض كميات الغاز المخصصة لمحطات التوليد بعد تشغيل معمل أسمدة حمص في منتصف تشرين الثاني الماضي.

وقال مدير كهرباء حماة التابع للنظام، حبيب خليل، إن قيمة الكابلات والشبكات المسروقة من الكهرباء بلغت نحو 14 مليار ليرة منذ بداية العام وحتى اليوم، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في مختلف مناطق حماة حيث حصلت أكثر من 20 سرقة خلال شهر.

وذكر أن السرقات والحاجة إلى تعويضها تعيق عمليات الإصلاح على الشبكة الكهربائية، لافتاً إلى أن إنارة الشوارع يمكن أن تساهم بتخفيف هذا الأمر، إلى جانب التعاون مع الأمن والشرطة بذلك.

وكشف عن زيارة وفد صيني إلى حماة منذ فترة، وجرى الاتفاق مع مؤسسة توليد الكهرباء لتركيب 300 ميغا طاقة متجددة، ويجري العمل على هذا المشروع بعد اختيار الأرض المناسبة للاستثمار.

وكشف رئيس مجلس محافظة ريف دمشق التابع للنظام، إبراهيم جمعة، أن حصة محافظة ريف دمشق من الكهرباء 350 ميغاواط، 250 ميغا منها تخصص للمنشآت الحيوية (المشافي، المطاحن، وغيرها)، بالتالي حصة المناطق السكنية 100 ميغا فقط، وهي غير كافية لوصل الكهرباء لفترات طويلة.

وأضاف، أنه خلال الفترة الماضية كانت هناك محاولات لتطبيق برنامج تقنين ساعة وصل مقابل خمس ساعات قطع ولكنه لم يكن ممكناً بسبب قلة الكميات المخصصة للمحافظة، ما دفع الأهالي للاعتماد على الأمبيرات في كثير من المناطق.

وكشف أنه مع بداية عام 2024 ستصدر تسعيرة خاصة بالأمبيرات، مشيراً إلى أن أكثر المناطق التي تشهد انتشاراً للأمبيرات هي دوما، حرستا، ببيلا، عين ترما، في حين أن الأمبيرات لم تدخل بعض المناطق الأخرى.

يشار إلى أنّ مناطق سيطرة النظام تشهد تدني مستوى عموم الخدمات الأساسية ومنها الكهرباء، وذلك عقب اتّباع "نظام التقنين الساعي" من قبل وزارة كهرباء الأسد ليصل الحال ببعض المناطق إلى الحصول على ساعة واحدة فقط، في حين باتت بعض المناطق تعاني من عدم توفر الكهرباء لأيام متواصلة، بحسب مصادر إعلامية موالية.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ