"روبرت فورد": التقارب التركي مع نظام الأسد ليس إلا "لعبة سياسية بين الأتراك في عام انتخابات"
اعتبر "روبرت فورد" السفير الأمريكي السابق في دمشق، التقارب التركي الأخير مع نظام الأسد، ليس إلا "لعبة سياسية بين الأتراك في عام انتخابات"، إلى جانب مساعي "أردوغان"، للفوز ببعض المزايا، لحساب المصالح التركية الحيوية في شمال سوريا، بمواجهة دمشق وموسكو و"الإدارة الذاتية" الكردية.
وقال فورد، في مقال نشرته صحيفة "الشرق الأوسط"، إن السياسات الانتخابية لا تخلو من صعوبة أمام أردوغان، الذي يحتاج إلى إظهار أن "ثمة عملية سياسية تبدأ"، بينما يضغط الروس على "بشار الأسد" كي يقبل ببناء عملية، وسيطلب منهم "مكافأة مقابل ذلك".
وأضاف المسؤول الأمريكي: "وحدها التنازلات والحلول الوسط والاختيارات الصعبة قادرة على تحقيق تقارب دائم، إلا أنه حتى هذه اللحظة، لم تقدم كل من دمشق وأنقرة تنازلات أو تسويات حقيقية"، مشيراً إلى أن الأسد لن يرحب بعودة اللاجئين لأسباب سياسية واقتصادية.
وأشار إلى اعتقاده أن تسفر المحادثات "على أقصى تقدير"، عن تعاون بين أنقرة وموسكو ودمشق، من أجل معاونة قوات النظام "الضعيفة" والقوات الروسية للسيطرة بدرجة أكبر على منبج وتل رفعت بريف حلب، لكن إدارة الحكم الذاتي الكردي ستبقى على امتداد المستقبل المنظور، وبالتالي القوات التركية، بغض النظر عن اعتراضات الأسد.
وكانت توقعت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تقرير لها، أن تكون المصالحة الكاملة بين النظامين التركي والسوري، عملية "طويلة وصعبة"، لافتة إلى عمق وتعقيد الصدع بين أنقرة ودمشق في هذا الشأن، وذلك مع بدء سياسات التقارب بين الطرفين بوساطة روسية.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدفع باتجاه المصالحة، لكن لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دوافعه أيضاً، ويريد تقديم نفسه على أنه القائد الذي سيعيد السوريين من تركيا إلى بلادهم، وهو الأمر الذي لطالما طالبت به أحزاب المعارضة التركية، الأكثر تعاطفاً مع بشار الأسد.
واستبعدت الصحيفة أن يغادر اللاجئون السوريون تركيا بسرعة، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق بين أنقرة ودمشق، ونقلت الصحيفة عن آخر سفير لتركيا في سوريا عمر أونهون، قوله: "سوريا فريدة من نوعها لأن مشاكلها تؤثر على الناس في الشارع في تركيا بشكل مباشر وخاصة قضية اللاجئين. قد يؤثر ذلك حتى على كيفية تصويت الناس".
وكانت تحدثت وكالة "بلومبرغ"، عن صفقة أبرمت بين "روسيا وتركيا والإمارات" حول تسوية الوضع في سوريا والاعتراف بشرعية رئيسها الحالي، لافتة إلى أن هذه الدول، اتفقت على الاعتراف بشرعية "بشار الأسد" وإعادة الاعتبار له.
وأخذت التصريحات الرسمية التركية، تجاه التقارب مع نظام الأسد، منحى جديداً، مع عقد أول لقاء على مستوى وزراء الدفاع وأجهزة الاستخبارات "السورية - التركية" في موسكو نهاية كانون الأول 2022، معلنة بداية مرحلة جديدة من العلاقة مع نظام الأسد رسمياً، وتضع قوى المعارضة السورية في عنق الزجاجة، وهي التي تعتبر تركيا الحليف الأبرز والأكثر وقوفاً مع قضية السوريين.
وأثارت التوجهات التركية حفيظة الشارع الثوري في عموم المناطق المحررة، وخرجت العديد من البيانات عن روابط وفعاليات وكيانات إعلامية ومدنية، تعبر فيها عن رفضها القاطع للتوجهات التركية في التصالح والتطبيع مع قاتل الشعب السوري، مؤكدين عزمهم المضي على درب الثورة ومطالبها، بالتوازي مع دعوات للتظاهر في عموم المنطقة رفضاَ لأي خيار يدعو للتصالح.