رفض شعبي وشروط تواجه محاولات "قسد" فرض منهاج جديد بديرالزور
رفض شعبي وشروط تواجه محاولات "قسد" فرض منهاج جديد بديرالزور
● أخبار سورية ٤ يوليو ٢٠٢٣

رفض شعبي وشروط تواجه محاولات "قسد" فرض منهاج جديد بديرالزور

أفادت مصادر إعلاميّة محلية بأن ميليشيات "قسد" جددت محاولات فرض مناهجها التعليمية الجديدة بمناطق سيطرتها بمحافظة دير الزور، الأمر الذي دفع فعاليات محلية وتعليمية إلى تجديد رفضها لمناهج قسد الجديدة، وسط طرح شروط وضعها عاملون في الحقل التعليمي لقبول أي منهاج تعليمي.

وأصدرت فعاليات تعليمية وشعبية بياناً أكدت خلاله على شرط أساسي بأن يكون المنهاج معترفا به دولياً، وذكرت أنه ليس من المعقول أن نُعطي الطالب منهاجا صادرا عن قسد يدرسه في سنواته الأولى ويضطر مثلاً في الصف التاسع والثالث الثانوي لدراسة منهاج النظام السوري. 

وشددت على أن هذا الشرط للحفاظ على مستقبل أبناء المنطقة الدراسي والتعليمي، ومن جملة الشروط مشاركة لجنة من أبناء ديرالزور بصياغة المنهاج على أن تكون أسماؤهم معروفة وليسوا من أتباع "قسد"، ويكونوا من ذوي الاختصاص ولديهم الإمكانات ويرضى بهم معلمو وأهالي ديرالزور.

ونصت الشروط المحددة على أن يكون أعضاء اللجنة الموسعة التي تصيغ المنهاج غير تابعين لأي حزب أو جهة سياسية، وضمان أن لاتمارس أي ضغوط او إملاءات على هذه اللجنة، وأكد بيان المعلمين على رفض أي منهاج يرسّخ قيم تقسيم سوريا في مواده ودروسه إلى مناطق حكم على أسس مختلفة.

وحسب البيان الموضح لموقف معلمي دير الزور من، فإنهم يرفضون أي منهاج يروج لأفكار وإيديولوجية جهة سياسية معينة تولت الحكم بل يجب أن يكون منهاجاً وطنياً يعزز قيم العيش المشترك والسلم الأهلي والتآخي بين كافة شرائح المجتمع السوري.

وكذلك شددت الشروط على رفض أي منهاج يزوّر تاريخ وحضارة سوريا في سبيل إثبات حقائق تاريخية مزعومة عن أحقية جهة معينة في تملّك منطقة من سوريا بحجة أنها أرض أجدادهم وأسلافهم  ويسفّه باقي تاريخ سوريا. 

ورفض أي منهاج يتلاعب بالخرائط الجغرافية ويضع حدوداً جديدة للدول في سبيل إثبات حقيقة جغرافية مزعومة لقيام كيان حكم مزعوم يمثل جزء من شعب سوريا في مخالفة واضحة للخرائط المعتمدة في الأمم المتحدة وبروتوكولاتها.

وفي سياق متصل رفض إدخال أي مواد الى المنهاج تخالف أفكارها الدّين الإسلامي والعادات والتقاليد الحَسنة لأهل ديرالزور خاصة أو أي منطقة أخرى في سوريا ورفض المواد التي تحرض على التفكك الاُسري والمجتمعي والمواد التي تهدف لإدخال عادات دَخيلة للمجتمع أو محاولة أدلجة لصالح جهة سياسية مُعيّنة.

واختتم المعلمين شروطهم بجعل مادة التربية الإسلامية مادة أساسية لترسيخ التعاليم الدينية التي تُنمّي الأخلاق وتُقوّم شخصية الطفل، ويجب أن يصاغ المنهاج الدراسي في كافة مراحله بعيداً عن تدخل مؤسسات الإدارة الذاتية وخصوصاً المستحدثة منها "مؤسسة الإسلام الديمقراطي" على سبيل المثال.

وشنت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مداهمة أدت إلى اعتقال معلم بطلب من رئيسة لجنة التربية بديرالزور المدعوة امينة الصالح بتهمة التحريض على رفض المنهاج، وذلك تزامنا مع تجدد محاولة "قسد" لفرض منهاجها في دير الزور وتحدث مسؤولو "الإدارة الذاتية"، عن ذلك مع عدد من اللقاءات مؤخرا.

ومع تجدد الترويج للمناهج الجديد تجددت حالة الرفض للمنهاج بشكل قطعي، ودعا المعلمون في دير الزور كل وجهاء وشيوخ العشائر الشرفاء والمثقفين والسياسيين من ابناء المنطقة والآباء والأمهات للوقوف ضد هذه المحاولات التي تستهدف إغراق المجتمع بأفكار لاتسهم سوى بتفكك الأسرة والمجتمع ونشر الأفكار الهدامة ومحاربة الفطرة السليمة والدين الحنيف.

وسبق أن اندلعت احتجاجات نفذتها الكوادر التعليمية في مناطق ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في ديرالزور، خلال العام الماضي 2022، رفضا للمناهج التعليمية التي قررت "الإدارة الذاتية" فرضها من الصف الأول الابتدائي إلى التاسع الإعدادي.

وقال ناشطون في شبكة "الخابور" إن المنهاج يضم عددا قليلا من المواد ولا يغطي كل العملية التعليمية، ويقصرها بعدد محدود من المواد هي اللغة العربية والرياضيات والعلوم فقط، ولا تغطي الدروس فيها كامل العام الدراسي.

فضلا عن اختلاط دروس المواد ببعضها، حيث تحوي كتب العلوم على بعض دروس اللغة العربية أو الرياضيات وكذلك الأمر بالنسبة للمواد الباقية، وفقا لمصادر من ديرالزور.

وكان نفذ معلمو ومعلمات "مجمع الجزيرة التربوي" في بلدة الجرذي، ووقفة احتجاجية ضد مناهج "ب ي د"، طالبوا خلالها "هيئة التعليم" بإصدار قرار فوري بوقف توزيع المنهاج الجديد في ديرالزور.

وذلك من أجل عودة التلاميذ لمدارسهم، بعد امتناع الأهالي عن إرسال أبنائهم للمدارس، بسبب فرض مناهج من قبل "الإدارة الذاتية"، وهددوا بخطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة.

واعتقلت ميلشيا "ب ي د" بوقت سابق المعلم زياد الخليفة، بعد القاءه بيان المعلمين الذي يطالب ميلشيا "ب ي د" بالتراجع عن فرض المنهاج ويسرد مطالب المعلمين، من قرية الكبر بريف ديرالزور الغربي.

كما طالب المعلمون "منظمة اليونيسيف" بالتدخل لمنع "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا "ب ي د" من محاولات تغيير المناهج كون أن مدارس ديرالزور تعتمد مناهج "اليونيسيف" منذ سنوات، كذلك طالبوا بزيادة الرواتب وربطها بالدولار وتعيين حراس للمدارس، وصرف رواتب عقود الأمومة.

وكانت نشرت الصفحة الرسمية لـ"لجنة التربية والتعليم في مدينة منبج وريفها"، التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، بياناً نفت فيه طرح منهاج جديد أثار استهجان وغضب الأهالي في المدينة الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي حلب.

وجاء ذلك في إعلان رسمي يوضح التراجع والتنصل من طرح منهاج "الإدارة الذاتية"، في مدينة منبج رغم إعلان رسمي سابق يؤكد تفعيل منهاجها في المنطقة ويعزو نشطاء هذا التراجع إلى الجدل الكبير حوله إضافة إلى حالة الإضراب عن التعليم والغضب الشعبي المتصاعد.

هذا وتداول ناشطون صورا من المنهاج الذي أثار جدلا واسعا خلال الفترة الماضية، ويظهر في بعض صوره المتداولة معلومات عن بعض قتلى في صفوف قوات "قسد"، الانفصالية، ومنهم "فيصل سعدون"، الذي توفي عام 2016 في إقليم كردستان العراق، وهو قيادي عسكري معروف وفق الموسوعة الرقمية ويكيبيديا.

يُضاف إلى ذلك ورود اسم "افيستا خابور"، المقاتلة في صفوف الميليشيات الانفصالية والتي فجرت نفسها بمعارك تحرير عفرين من قبضة "قسد"، خلال عملية "غصن الزيتون"، كما تناولت حول المعتقدات الدينية واعتبرت مسيئة للنبي الكريم محمد.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وذراعها العسكري (قسد) تضييق الخناق على مجال التعليم بشكل كبير جدا، وسبق أن مارست فرض تدريس هذه مناهج خاصة بها بالقوة، والإكراه والتهديد، ما جعل أهالي المنطقة على اختلاف قومياتهم وأديانهم يتظاهرون معترضين على هذا التعسف، ويصدرون بيانات التنديد بهذه المناهج.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ