"ملف الحج" خارج قبضة النظام .. وزير السياحة يبرر: "الوقت لم يسعفنا"
اعتبر وزير السياحة في حكومة نظام الأسد "محمد مرتيني"، بأن ملف الحج لا يزال خارج قبضة النظام لهذا الموسم، وذكر أن الوقت لم يسعف فيما يتعلق بموضوع الإجراءات المتعلقة بالحج، وزعم بأن لا حج للسوريين هذا العام علماً بأن "لجنة الحج السورية" تعمل منذ عقد من الزمن وتنسق مع الجانب السعودي.
وتوقع "مرتيني"، في حديثه لوسائل إعلام تابعة للنظام أن العام القادم سيكون أفضل ويستأنف الشهر القادم رحلات الطيران ما بين جدة والرياض ودمشق معتبراً أنها خطوة مهمة وقدر أنه يوجد نحو مليون سوري مهجر في السعودية.
ودعا وزير السياحة المغتربين السوريين والسياح العرب إلى القدوم إلى سوريا، وقال رئيس غرفة سياحة طرطوس "إياد حسن"، إن الموسم السياحي هذا العام سيكون فوق التوقعات بعد الانفراجات الحاصلة متوقعا قدوم وفود سياحية خليجية كبيرة إلى سوريا مضيفا إن السياح العرب اشتاقوا لسوريا.
وادعى مدير الحج في وزارة الأوقاف لدى نظام الأسد "حسان نصر الله"، أن هذا العام لن يكون هناك حج للسوريين وأن الحج سيكون اعتباراً من العام القادم، نظراً لأن عودة العلاقات مع السعودية كانت قبل فترة غير كافية لمثل هذه الترتيبات التي تحتاج تحضير مسبق.
واعتبر "وزير الأوقاف" لدى النظام محمد عبد الستار السيد، أن شرط فريضة الحج على السوريين "غير محقق"، بسبب ما وصفه بـ"تسييس فريضة الحج" من المملكة العربية السعودية.
وجاء ذلك في بيانٍ نشره الموقع الرسمي للوزارة، في العام 2017 الأمر الذي أكد فحوى وثيقة انتشرت بشكل واسع خلال اليومين الماضيين، موقعة من مدير "إدارة الهجرة والجوازات" التابعة لـ"وزارة الداخلية" في دمشق.
وفرض النظام السوري بموجب الوثيقة "عدم السماح للمواطنين السوريين الممهورة جوازاتهم بتأشيرات دخول إلى السعودية بمغادرة القطر، إلا بعد تكليفهم بمراجعة شعبة الفرع 235"، وهو المعروف باسم "فرع فلسطين" سيئ الصيت لدى كثيرٍ من السوريين.
وكانت نشرت صحيفة لبنانية معلومات حول نية السعودية سحب ملف الحج من المعارضة السورية وإعادته للنظام، قبل أن يتم نفي ذلك رسميا من قبل لجنة الحج العليا السورية التابعة للائتلاف السوري، والتي قالت يوم أمس إنها اجتمعت مع سعادة القنصل العام للمملكة العربيّة السعوديّة في إسطنبول الأستاذ عبد المجيد بن حمد الدوسري.
ويأتي هذا اللقاء ضمن استعدادات اللجنة لسفر الحجّاج السوريين من سوريا وتركيا ولبنان والأردن ومصر ودول الخليج العربي وذلك بموجب اتفاقية ترتيبات شؤون الحجّ السّوري التي وقعتها مع وزارة الحج والعمرة السعودية مطلع هذا العام.
و"لجنة الحج العليا السورية" هي لجنة منبثقة عن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، مستقلة مالياً وإدارياً، تتولى إدارة ملف الحج السوري منذ عام 2013 حتى اليوم، وتقدم الخدمات لكافة الحجاج السوريين باختلاف انتماءاتهم أو توجهاتهم السياسية دون تمييز بينهم.
وتميز الحج السوري ينقلات نوعية خلال السنوات الماضية، وحقق القائمون على إدارة ملف الحج إنجازات كبيرة بشهادة وزارة الحج في المملكة العربية السعودية، حيث تولي اللجنة تطوير أعمالها أهمية بالغة ودأبت على دفع عجلة التطوير.
ومن أبرز أعمالها، إنجاز برنامج إلكتروني لملفي التقييم والشكاوي، وتدريب كوادر المجموعات من خلال التعاقد مع شركات تدريبية، وتنفيذ المرحلة الثانية منه مشروع الهدي، والمرحلة الثالثة من مشروع نظام تتبع الباصات عبر GPS، وبدء تطوير برنامج تسجيل الحجاج الإلكتروني، وإحداث تغيير جذري في آلية اختيار المقبولين للحج السوري من خلال اعتماد نظام القرعة إضافة لنظام المواليد الأكبر سناً.
وتشرف "لجنة الحج العليا السورية" على تقديم خدمات متعددة من خلال عملها الرقابي ومن هذه الأعمال حجوزات الطيران والسكن والنقل وغيرها، حيث يعتبر ملف الحج ملف سيادي بامتياز، تمكنت قوى المعارضة من خلال تميزها في أداءها من أن تنال ثقة المملكة العربية السعودية والتي قدمت كامل التسهيلات لمواصلة عمل اللجنة والاستمرار في تنظيم مواسم الحج السوري.
وكانت السعودية سحبت ملف الحج من وزارة الأوقاف التابعة للنظام السوري في العام 2013، وسلمته للائتلاف السوري المعارض (اللجنة العليا للحج) والتي تأسست في أيار/ مايو العام 2013 وأنشئت مكاتب في كل من مصر والأردن وتركيا ولبنان ودول الخليج، بالإضافة إلى مكتبين في الشمال السوري.