مجنسون سوريون في تركيا يمارسون لأول مرة حقهم بانتخابات ديمقراطية حرة
مجنسون سوريون في تركيا يمارسون لأول مرة حقهم بانتخابات ديمقراطية حرة
● أخبار سورية ١٤ مايو ٢٠٢٣

مجنسون سوريون في تركيا يمارسون لأول مرة حقهم بانتخابات ديمقراطية حرة

شاركت نسبة كبيرة من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية اليوم الأحد، في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية، في أول تجربة انتخابية حرة وفق تعبير الكثير منهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتداول العشرات من السوريين الحاصلين على الجنسية التركية، صوراً لإدلاء أصواتهم في الانتخابات التركية، وعبروا فيها عن سعادتهم بممارساتهم حقهم الانتخابي بشكل ديمقراطي وحر ونزيه.

ولاقت ردود الأفعال أصداء كبيرة لدى السوريين بشكل عام، معبرين عن سخطهم لسياسة الحزب الواحد والانتخابات الصورية التي كانت تمارس في سوريا طيلة عقود من الزمن على عهد آل الأسد من الأب حافظ إلى الابن بشار، ونسب النجاح التي كانت تصل لـ 99%.

ورغم أن أصوات السوريين لن تُحدث فارقاً كبيراً في الانتخابات التركية، بالنسبة لعدد المجنسين، إلا أن التوجه العام كان المشاركة الفاعلة في الانتخابات التركية لغالبية المجنسين، لممارسة حقهم الانتخابي وتحديد موقفهم بطريقة حرة ديمقراطية.

وكان استبعد المحلل السياسي التركي طه عودة، أن تحدث أصوات السوريين فارقاً كبيراً في الانتخابات التركية، وقال في حديث لموقع "الشرق"، إن قضية اللاجئين السوريين مثلت عامل ضغط من المعارضة لتأليب الرأي العام ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتقويض شعبيته، في محاولة منها للحصول على أصوات الناخبين.

ورأى الباحث والمحلل السياسي التركي إسلام أوزكان، أن من غير الوارد أن يكون لأصوات السوريين المجنسين الذين يعيشون أساساً في مناطق متفرقة من البلاد، تأثيراً في الانتخابات التركية في تحديد مصير الانتخابات، بالنظر إلى عددهم الذي يقدر بنحو 221 ألف شخص، وفق بيانات رسمية.

وعبر أوزكان عن اعتقاده أن قضية اللاجئين السوريين ستكون "مؤثرة بشكل محدود في الانتخابات الرئاسية والنيابية دون المبالغة فيها"، مشيراً إلى وجود "جمهور لا بأس به يعتقدون أن اللاجئين هم سبب الأزمة الاقتصادية، وهذا لا علاقة له بالواقع".

ويتنافس المرشحون لمنصب الرئاسة التركية، المنافسين للرئيس التركي الحالي "رجب طيب أردوغان" في طرح ملف اللجوء السوري على جدول وعودهم الانتخابية، مجتمعين على جملة من المواقف في إعادة العلاقات مع نظام الأسد وإعادة اللاجئين، في حال فوزهم بالانتخابات.

وكانت توعدت "مرال أكشنر" رئيسة حزب "الجيد" التركي المعارض بترحيل اللاجئين السوريين من بلادها في حال وصولهم للسلطة، عقب الانتخابات الرئاسية التركية المقررة في الرابع عشر من الشهر المقبل، وشددت "أكشنر" خلال كلمة ألقتها في مهرجان انتخابي على أن السوريين سيتم ترحيلهم لا محالة.

ونقلت تصريحات المرشح للرئاسة "محرم إنجه"، التي أعلن فيها أنه يعتزم عقد لقاء مع الإرهابي "بشار الأسد"، وتعيين سفير في دمشق وإعادة اللاجئين السوريين، في حال فاز بالانتخابات المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

وتوعد إنجه بأنه سيعيد كل اللاجئين السوريين إلى بلادهم، باستخدام الطرق الدبلوماسية، معتبراً أن الأمر يحتاج إلى الحوار والدبلوماسية، ولا يمكن القول إننا "سنرسلهم بشاحنات إلى الحدود".

وسبق أن عبر "سنان أوغان" المرشح للانتخابات الرئاسية التركية، عن تحالف "أتا" (الأجداد)، عن استعداده للقاء الإرهابي "بشار الأسد"، بزعم حل الخلافات بين البلدين، وذلك في حال فاز بالانتخابات في أيار (مايو) المقبل.

وسبق أن أطلق "حزب الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية، حملة لترحيل اللاجئين السوريين، وعمل الحزب على نشر إعلانات ولافتات في الشوارع وعلى الطرقات في عدة مدن تركية، تحمل عبارات عنصرية منها: "أيها العالم جئنا لنتحداك.. تركيا لن تكون مخيماً للاجئين".

في المقابل، انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تصريحات زعماء المعارضة التركية بشأن ترحيل اللاجئين السوريين إلى بلادهم في حال تولت السلطة في تركيا، وقال إن عملية العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى بلادهم قد بدأت.

وأوضح أردوغان في معرض إجابته عن أسئلة مجموعة من الشباب في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة أنقرة، أن "تركيا دولة 99 بالمئة من سكانها مسلمون، وهناك شعب سوري اضطر إلى مغادرة بلاده بسبب الحرب والتنظيمات الإرهابية".

وأَضاف: "أنشأنا حتى الآن أكثر من 100 ألف منزل في الشمال السوري عبر مؤسساتنا الحكومية ومنظماتنا المدنية، وقد بدأ المهاجرون العودة إلى هذه المنازل"، وتابع: "لا أؤيد هذا المفهوم، هذا ظلم. لا سيما أن العودة الطوعية للسوريين قد بدأت بالفعل ونحن سنقدم الدعم اللازم لهم".

وفند أردوغان مزاعم حزب الشعب الجمهوري بشأن تقديم الحكومة التركية تسهيلات شتى للسوريين خصوصا في المدارس والجامعات، وقال إنه "لا يوجد تسهيلات للطلاب السوريين كما تزعم المعارضة، هناك طلاب حاصلون على الجنسية التركية يجتهدون ويحصلون على درجات جيدة ويجتازون الامتحانات".

وبين أن "هناك أطباء ومهندسون وحقوقيون بين اللاجئين السوريين الذين أتو إلى تركيا، فهل يعقل أن نطردهم؟ هذا تصرف غير إنساني ولا أخلاقي، والأهم من كل ذلك ليس إسلاميا"، ولفت أردوغان إلى أن قوات الأمن التركية والجهات المعنية لا تتساهل مع السوريين الذين يقومون بتصرفات سيئة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ