معهد دراسات: الوجود الأمريكي في سوريا "مريب" ولا يملك "أساساً دستورياً أو أخلاقياً أو استراتيجياً"
اعتبر الزميل بشؤون الدفاع والسياسة الخارجية في معهد "كاتو" تيد جالين كاربنتر، في مقال، أن التدخل الأمريكي الذي وصفه بـ "المريب" في سوريا، لا يملك "أساساً دستورياً أو أخلاقياً أو استراتيجياً"، إنما يحظى بدعم الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)، داعياً إلى الاعتراض على هذا التدخل.
وقال "كاربنتر"، إن مهمة القوات الأمريكية في سوريا، لم يعد ممكناً تبريرها على أي قاعدة، معتبراً أن وجود الجيش الأمريكي بمناطق حقول النفط السورية ليس مصادفة، وهو ما يثير الشكوك حول دوافع واشنطن.
وأوضح أن قوات "قسد"، العميل الرئيسي للولايات المتحدة في سوريا، لا تعتبر نموذجاً للديمقراطية، لافتاً إلى أن خلافات أنقرة وواشنطن بهذا الخصوص ليست أمراً صغيراً، نظراً لحاجة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تعاون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كي تطبق سياستها في محاربة روسيا.
وأضاف: "السياسة الأمريكية غير الحكيمة حول سوريا تتكشف منذ وقت، ويبدو أن عملية الانهيار متسارعة"، معتبراً أن "المغامرة الفاشلة" بدأت عندما تعاونت إدارة باراك أوباما مع "دول سنية" للإطاحة برئيس النظام بشار الأسد، بسبب علاقته الوثيقة مع إيران.
وسبق أن طرحت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية في تقرير لها، تساؤلاً عن جدوى بقاء القوات الأميركية في سوريا، وإن كان من الضروري للوجود العسكري الأميركي أن يبقى من هذا البلد، معتبرة أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا لم يعد مجدياً من الناحية الاستراتيجية، بل تحول لنقطة ضعف".
وقال، إن المخاطر التي تحيط بالقوات الأميركية تزيد يوماً بعد آخر، "وتوهن موقف المساومة الأميركي بدلاً من أن تقويه، وذلك بالنسبة لما يمكن الحصول عليه من قبل الأسد وروسيا مقابل رحيل أميركا".
ولفت التقرير، إلى أن على واشنطن أن تركز بعملية التفاوض على مخرج يضمن لها اثنتين من مصالحها الأساسية في سوريا، وهما: الوصول الأميركي إلى الأجواء السورية، وتأمين السوريين الذين حاربوا إلى جانب القوات الأميركية لدحر تنظيم "داعش".
وأكد على أن يواصل الجيش الأميركي استهداف قياديي تنظيم "داعش" عبر الطائرات المسيرة والغارات الجوية، "بعد أن أثبت هذا الأسلوب فعاليته من قبل في مناطق سورية كان للقوات الأميركية فيها وجود فعلي على الأرض".
ونبهة كاربنتر من مغبة اتخاذ قرار الخروج بلا تنسيق، معتبراً أن "النتيجة التي يرجح ظهورها هي حملة عسكرية تركية تهدف لتحقيق الأهداف المعلنة لأردوغان، وقد يتسبب ذلك بتخريب لا يمكن إصلاحه للعلاقات مع قسد".
وأشار، إلى أن الوقت قد حان حتى تقوم واشنطن بسحب قواتها من هناك، "بما أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا لم يعد مجدياً من الناحية الاستراتيجية، بل تحول لنقطة ضعف".