كميات قليلة وجودة رديئة... قسيمة "اللباس العمالي السنوي" لا تكفي شراء قميص قطن
قدرت جريدة تابعة لنظام الأسد أن القيمة المالية لقسائم اللباس العمالي السنوي، لا تتجاوز الـ 25 ألف ليرة سورية، وسط انتقادات كبيرة لتدني قيمة القسائم التي لا تكمن العمال من شراء أي قطعة ألبسة، يضاف إلى ذلك انتقادات لجهة تعامل الصالات المخصصة للباس العمالي.
وذكرت مصادر أن قيمة قسيمة اللباس العمالي بمناطق النظام، تقف عائقا بهذا المبلغ البسيط أمام العمال ولا تمكنهم من شراء حتى ولو قميص قطن واحد من ضمن الألبسة المعروضة في الصالات المخصصة للباس العمالي، مع انتقادات لاذعة لعدم وجود لباس كافٍ لجميع العمال رغم أن القسيمة لا تخولهم لشراء أدنى حاجاتهم.
يُضاف إلى ذلك شكاوى حول أن الألبسة المعروضة داخل معظم الصالات، تتميز بنوعيتها غير الجيدة، ورغم تلك النوعية تبقى أسعارها فلكية وأعلى من أسعار السوق المحلية، وفق ما أكده عدد من العمال في حديثهم لجريدة تابعة لإعلام النظام الرسمي.
وذكر عمال أن الأسعار داخل الصالة غير معلن عنها ومعظمها يباع عشوائياً بعيداً عن تسعيرة التموين، والأهم هو ضيق المكان وخلوه تماماً من غرفة لقياس اللباس، وأمام ذلك الواقع لم يكن عند العمال سوى خيار بيع القسيمة بنصف قيمتها.
وأكد رئيس اتحاد عمال السويداء "هاني أيوب"، أن الألبسة المتوافرة داخل الصالة المخصصة للباس العمالي أسعارها لا تتناسب مع قيمة القسيمة على الإطلاق، إضافة إلى أنّ النوعية المعروضة غير جيدة، وفق تعبيره.
وصرح المسؤول في الاتحاد العام لنقابات العمال، لدى نظام الأسد بوقت سابق "جمال الحجلي"، بأن العمل على رفع قيمة اللباس العمالي التي لم تعد تتناسب مع ارتفاع أسعار الألبسة بشكل كبير مشيراً إلى ورود شكاوى كثيرة من العمال تصل إلى أمانة شؤون العمل اعتراضاً على قيمة القسيمة التي لاتتعدى 20 ألف ليرة سورية.
في حين طالب "الحجلي"، بزيادة المخصصات المتعلقة باللباس العمالي في الموازنات السنوية والتي تكون قليلة "مليون ليرة سورية " وهذا مايؤدي إلى تدني حصة العامل والتي بالكاد تصل إلى 15 ألف ليرة سورية، ووفقا لما أوردته صحيفة تابعة لنظام الأسد.
وذكر "الحجلي"، أن ضعف قيمة اللباس العمالي يضع الكثير من العمال "المستحقين للباس" أمام خيار البحث عن أشياء أخرى كشراء الشراشف مثلا أو إلى بيع قسائمهم بنصف قيمتها النقدية ليتسنى لهم شراء احتياجاتهم الأخرى، وطالب بزيادة القيمة إلى 60 ألف كحد أدنى مع قناعته بأن 200 ألف لن تكفي لتأمين اللباس.
ونقلت جريدة تابعة لإعلام النظام عن العمال اعتراضهم على قيمة القسيمة التي تم تخصيصها اللباس العمالي فهي لا تشتري جوارب حسب تعبيرهم، وهذا مايفرض عليهم ضمن تلك المبالغ شراء بعض الأغراض إن وجدت من بياضات وشراشف وبشاكير، أو اضطرار البعض إلى بيع قسائمهم بنصف قيمتها النقدية، كما أشاروا إلى انخفاض جودة اللباس.
وكانت كشفت مصادر إعلامية موالية عن قرار صادر عن نقابة "عمال النقل البري والبحري"، التابعة للنظام يقضي برفع قيمة الوجبة الغذائية لعمال مرفأ طرطوس بقيمة أقل من نصف دولار، وفقاً لما ورد عبر المصادر الموالية.
وأشاد موقع موالي للنظام بموافقة مديرية إدارة "مرفأ طرطوس"، على زيادة قيمة الوجبة الغذائية لعمال المرفأ من 300 إلى 1500 وبذلك تبلغ قيمة الزيادة 1200 ليرة فقط وهي لا تساوي نصف دولار أمريكي، وقتذاك حيث جرى إصدار القرار في فبراير/ شباط 2021.
يشار إلى أنّ حرب النظام الشاملة ضدَّ الشعب السوري نتج عنها تدمير آلاف المنشآت الاقتصادية والاجتماعية، فضلاً عن تدمير مدن وبلدات بأكملها الأمر الذي نتج عنه قتل وتشريد ملايين السوريين، ما افضى إلى ارتفاع نسبة البطالة إلى نسب قياسية غير مسبوقة في تاريخ البلاد.