دون محاكمة .. السلطات اللبنانية تسلّم الشبيح "الدقاق" للنظام السوري
قالت صحيفة "لوريون لوجور"، اللبنانية الناطقة باللغة الفرنسية، إن السلطات اللبنانية سلمت الشبيح "طلال الدقاق"، للنظام السوري بعد أن دخل لبنان بشكل غير قانوني قبل أسبوعين، حيث تم القبض وضربه من قبل سكان حي باب التبانة في طرابلس، في آذار الفائت.
وكشفت مصادر إعلامية وحقوقية لبنانية أن السلطات الأمنية في لبنان سلّمت الشبيح "الدقاق"، إلى نظام الأسد دون أن تخضعه للمحاكمة، وذلك في خطوة وصفت بالفضيحة القانونية، وسط انتقادات كبيرة من قبل نشطاء وحقوقيين وخبراء في القانون الدولي.
وذلك لعدم محاسبة "الدقاق" على جرائمه لا سيّما أنه خالف القوانين في لبنان، ومارس أعمال التشبيح، وسط أنباء عن فراره خارج مناطق سيطرة النظام بسبب خلافات مع شخصيات في ميليشيات النظام في محافظة حماة وسط سوريا.
وقال المحامي اللبناني "طارق شندب"، إن السلطات اللبنانية أعادت المجرم طلال الدقاق للنظام السوري، مشيرا إلى أن ذلك حصل رغم أنه ارتكب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في سوريا ضد سوريين ولبنانيين، دخل الى لبنان بهوية مزورة وبطريقة غير شرعية.
وأضاف، كيف تمت إعادته للنظام السوري؟ اين محاكمته على الجرائم التي اقترفها في لبنان أقله جريمة التزوير والدخول خلسة؟ كيف يعاد بسرعة ويعطى للنظام السوري بدون محاكمة في لبنان على الجرائم التي اقترفها في لبنان؟ من أعطى الأمر بذلك؟ لماذا تتم حماية مجرم قاتل؟ واعتبر أن فضيحة قانونية بكل معنى الكلمة.
وفي 18 آذار/ مارس الماضي، قالت صفحات إخبارية إن زعيم إحدى الميليشيات التابعة لنظام الأسد في مدينة حماة "طلال الدقاق"، تعرض للضرب من قبل أشخاص في حي التبانة في مدينة طرابلس اللبنانية ثم تسليمه لقوى الأمن، دون كشف ملابسات الحادثة.
وتداولت الصفحات صورة قالت إنها تظهر "دقاق"، وعليه آثار الضرب، ويشتهر "طلال دقاق" كأحد قادة الميليشيات التابعة لمخابرات النظام وهو ليس عميدا في جيش النظام كما يتم تداول الخبر في الكثير من الصفحات الإخبارية، بل قيادي اشتهر بكثرة جرائمه.
وكان أثار فيديو يظهر "الدقاق"، وهو قائد مجموعة تتبع للمخابرات الجوية، يزج بفرس عربي أصيل في قفص أسوده بمزرعته في حماة استياء عبر مواقع التواصل، فيما بررت صفحات داعمة للأسد وقتذاك بأن الحصان تم شرائه عن طريق طبيب بيطري بسبب مرضه وأنه بحاجة لقتله ليتخلص من ألمه.
وتشير مصادر إعلامية إلى أن "الدقاق"، الملقب بـ"أبو صخر"، والذي كان يتزعم مليشيا تقدّر بأكثر من 1500 عنصر من المتطوعين في "المخابرات الجوية" وصاحب العلاقات القوية مع زعيم مليشيا "قوات النمر" "سهيل الحسن"، تحوّل من أكبر شبيحة النظام في حماة إلى أكبر تجارها.
وكان يعرف "الدقاق" بنفوذه الواسع في مدينة حماة، على الصعيد الأمني والعسكري وحتى الاقتصادي، وهو من مواليد مدينة طيبة الإمام ويقطن في منطقة الحاضر، ويتهم بأنه من أكبر تجار المخدرات والأسلحة في حماة، وله تواصل وعلاقات كبيرة مع الميليشيات النافذة في مدينة طرطوس.
هذا وبعد تحجيم "أبو صخر" أمنياً، وحلّ مليشياه، بدأ بتبييض أمواله، والسيطرة المالية على اقتصاد مدينة حماة بالكامل، وفرض على كبار تجار المدينة والمستثمرين شراكته، ليصبح من أكبر تجار المدينة، قبل تداول ناشطون على مواقع التواصل صورة تظهر تعرضه للضرب في لبنان، فيما جرى الكشف عن تسليمه للنظام السوري مؤخرا.