بوجود المحتل الروسي والإيراني وجيوش دول أخرى.. السعودية تهنئ "فخامة" الإرهابي بشار بذكرى جلاء المستعمر
نشرت وزارة خارجية المملكة العربية السعودية، تهنئة موجهة من خادم الحرمين وولي العهد، إلى الإرهابي "بشار الأسد"، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده الممزقة جراء الحرب والتي تتمركز فيها عدة جيوش دولية أبرزها "أمريكية - روسية - تركية - إيرانية" علاوة عن عشرات الميليشيات الأخرى.
وقالت الخارجية، إن خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، بعثا برقية تهنئة لـ "بشار الأسد"، بمناسبة ذكرى يوم الجلاء لبلاده، وأعرب الملك سلمان، عن أصدق التهاني وأطيب التمنيات بالصحة والسعادة لفخامته!، ولحكومة وشعب الجمهورية العربية السورية الشقيق اطراد التقدم والازدهار.
وكانت قطعت السعودية علاقاتها مع نظام الأسد بسبب جرائمه بحق الشعب السوري، ودعمت قوى المعارضة السياسية والعسكرية، قبل أن تتخذ قراراً بإعادة التطبيع مع عدد من الدول العربية الأخرى، وفق مقترح لدفع نظام الأسد للابتعاد عن إيران ووقف تهريب المخدرات باتجاه الدول المجاورة.
ففي شباط 2022، وفي أعقاب الزلزال المدمّر، الذي ضرب كلا من سوريا وتركيا، أرسلت الرياض مساعدات إنسانية إلى المناطق المتضررة التي تسيطر عليها المعارضة وتلك الخاضعة لسيطرة النظام على حدّ سواء. وكسرت هذه المساعدات إلى حدّ ما، حال العزلة التي كانت تمرّ بها سوريا.
وفي أواخر 2022 وخلال القمة الصينية السعودية، أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان عن رغبة بلاده في البحث عن طريقة للتواصل مع القيادة السورية، والملفت أنه تم رفع العلم السوري في القمة العربية الصينية، التي تلت القمة السعودية الصينية، حتى دون أي مشاركة سورية فيها.
في الشهر نفسه، وخلال مؤتمر ميونيخ للأمن، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، عن بداية تشكيل إجماع عربي بشأن عدم جدوى عزل سوريا عن محيطها العربي، وشّدد على أهمية الحوار لمعالجة المسائل الإنسانية، بما في ذلك عودة اللاجئين السوريين إلى أراضيهم.
وفي شهر آذار 2023، أعلنت الرياض ودمشق إجراء محادثات لاستئناف عمل البعثات الدبلوماسية في البلدين كليهما. وبحسب بيان وقتذاك للخارجية السعودية، جاء القرار "انطلاقا من روابط الأخوة التي تجمع الشعبين، وحرصا على الإسهام في تطوير العمل العربي المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة".
تلت هذا الإعلان المشترك، زيارة لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى السعودية التقى خلالها نظيره السعودي في أبريل/نيسان 2023، ومن ثم مشاركة الإرهابي بشار الأسد في القمة العربية التي عقدت في جدة في مايو/أيار 2023، أعقبتها أيضا مشاركته في القمة العربية الطارئة في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، لبحث التطورات في غزة، بعد الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وسبق أن قال المبعوث الأمريكي السابق إلى سوريا جيمس جيفري، إن الدول التي أعادت نظام الأسد إلى جامعة الدول العربية وطبّعت معها، محبطة من عدم اتخاذ دمشق أي خطوات جدية من أجل الحل سياسي في سوريا، أو إعادة اللاجئين.
وبين جيفري، أن واشنطن حثّت الدول العربية على عدم التقارب مع حكومة دمشق وإعادتها إلى جامعة الدول العربية، ولفت إلى أن بلاده تعارض قيام عملية عسكرية تركية شمال شرقي سوريا، مع تأكيده على حق أنقرة في استهداف التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها.
قال "الائتلاف الوطني السوري" إن يوم الجلاء (17 نيسان 1946) هو ذكرى ملهمة للسوريين ودافع روحي لتعزيز صمودهم وثباتهم في ثورتهم التي انتفضوا فيها من أجل استرداد حقوقهم الإنسانية والدستورية والخلاص من حقبة الاستبداد وغياب دولة القانون.
وحيّا الائتلاف في الذكرى السنوية الثامنة والسبعين لعيد الجلاء، الشعب السوري في هذه المناسبة العزيزة على قلوب السوريين، التي خطوا من خلالها إرادتهم للحرية والتزامهم بحمل الأمانة التي حملهم إياها أجدادهم وآباؤهم لاسترداد استقلال ووحدة سورية أرضًا وشعبًا، الاستقلال الأول الذي ضحوا من أجل نيله ليعيش أحفادهم أحرارًا في وطنهم السيد المستقل، الذي يصون كرامتهم ويكفل حقوقهم، ويفدونه بأرواحهم.
وشدد على أنها فرصة لتجديد عزيمتهم لطرد الميليشيات الطائفية والإرهابية والقوى الأجنبية التي استجلبها نظام الأسد لتعزيز وحشيته ودعم منهجه الدموي ضد الثائرين السوريين المطالبين بالحرية والعدالة والديمقراطية وحقهم بدولة المواطنة المتساوية.
وأكد الائتلاف الوطني على أن استرداد استقلال سورية وسيادة شعبها على كامل أراضيها يتعزز تحقيقه بوحدة السوريات والسوريين، بمكوناتهم وأطيافهم كافة وتكثيف جهودهم بمختلف أدوارهم وأماكن وجودهم من أجل تحرير سورية من جميع أشكال الاحتلال، وقوى الاستبداد والتطرف والإرهاب والعمل على بناء مستقبل مشرق يستحقه أبناؤنا وأحفادنا.
وأضاف: "يليق بتضحيات شعبنا التي قدمها منذ الثورة السورية الكبرى في العام 1925، نواة الاستقلال الأول، إلى الثورة السورية العظيمة التي انطلقت منذ العام 2011، ثورة الكرامة والعدالة والحرية، ثورة الاستقلال الثاني، الذي ينتقل بسورية إلى دولة ديمقراطية تقوم على التعددية السياسية وسيادة القانون، دون أي تمييز على أي أساس كان بين أبناء الشعب الواحد".
وعبر الائتلاف الوطني عن إيمان راسخ أن الشعب السوري سينتصر في نهاية المطاف ويرفع راية الحرية والاستقلال مجددًا، ويخلق عيدًا جديدًا لحقبة جديدة، تنهض فيها البلاد بسواعد أبنائها وإخلاصهم وحبهم للحياة، بعد عقود من الظلم والنضال.