ألمانيا تنتقد قرار عودة نظام الأسد لـ "الجامعة العربية" والاتحاد الأوربي يُقيم القرار
عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، عن انتقاد برلين قرار إعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية، مؤكداً أنها لا ترى "مقومات لتطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد"، الذي "يواصل عرقلة كل تقدم في العملية السياسية، ويرتكب كل يوم بحق شعبه أخطر الانتهاكات لحقوق الإنسان".
وعبر المتحدث عن أسف ألمانيا لعدم حدوث أي تغير "في الواقع على الأرض، بما يسمح بتقديم الدعم في إعادة الإعمار على سبيل المثال ورفع العقوبات، وأضاف: "نرى أنه لا يوجد في الوقت الراهن مقومات لعودة كريمة للاجئين"، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقال، إن الدول العربية ربطت قرار إعادة دمشق إليها بالعمل على التوصل إلى حل دائم للصراع في سوريا وتحسين الظروف المعيشية فيها، وأكد على ضرورة جعل القرار مرهوناً بتقديم الأسد "تنازلات جوهرية".
بدوره، أعلن الاتحاد الأوروبي أن مسؤوليه سيقيّمون هذا الأسبوع قرار قبول عودة سوريا إلى الجامعة العربية وأسبابه والتوقعات منه و"تداعياته المحتملة" على السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
واستبعد المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية بيتر ستانو، تطبيع العلاقات مع الأسد ورفع العقوبات المفروضة عليه "ما لم يكن هناك تحرك نحو حل سياسي يتماشى مع قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة"، و"وقف اضطهاد وقمع السوريين".
وكان قال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "أنطونيو غوتيريش يأمل أن يسهم الانخراط المتزايد في المنطقة بشأن المسألة السورية في حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".
ولفت حق خلال المؤتمر الصحفي اليومي، إلى اطلاعهم على قرار الجامعة العربية الذي اتخذ أمس الأحد، مؤكدا أنه ليس بإمكانهم التحدث نيابة عن البلدان التي اتخذت القرار، وأوضح أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يعتقد أن دول المنطقة لها "أهمية رئيسية" في حل المسألة السورية.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن الظروف التي أدت لتعليق عضوية نظام الأسد في الجامعة العربية منذ 12 عاماً "لا تزال قائمة حتى اليوم"، مؤكدة أن الولايات المتحدة لم تكن قادرة على وقف التقارب العربي مع دمشق.
وبينت الصحيفة، أن قرار وزراء الخارجية العرب، بعودة سوريا إلى المشاركة في اجتماعات ومؤتمر الجامعة في هذا الشهر، "وربما مشاركة بشار الأسد، خطوة مهمة لنهاية النبذ الدولي، الذي عاشه البلد منذ 12 عاماً".
وأعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، تمديد العقوبات المفروضة على نظام الأسد ضمن مايعرف باسم "قانون قيصر" لعام آخر، وقال بايدن: "أمدد حالة الطوارئ المعلنة لمدة عام على خلفية إجراءات الحكومة السورية".
اعتبر "سالم المسلط" رئيس الائتلاف الوطني، خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، أن إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية "قرار خاطئ، وسوف يقوي شوكة إيران ويزيد من احتمالية تعزيز مشروعها التوسعي في المنطقة".
وعبر المسلط عن رفض الائتلاف السوري للتطبيع العربي مع النظام، واعتبره "انحيازا للنظام وتجاهلا لمطالب الشعب السوري"، ولفت إلى أن الائتلاف سيبدأ اليوم جولة في الدول الغربية وسيتضح له "فيما إذا كانت ستتخذ مواقف أقوى ضد النظام".
وقال البيت الأبيض في بيانه، إن "تصرفات النظام السوري تشكل تهديدا للأمن القومي والسياسة الخارجية والاقتصاد للولايات المتحدة. ولهذا السبب فإن حالة الطوارئ المعلنة في 11 مايو 2004، والإجراءات المتخذة "يجب أن تكون سارية المفعول بعد 11 مايو 2023".
وكان أكد "الائتلاف الوطني السوري"، في بيان له، عن رفضه واستيائه من قرار إعادة النظام المجرم إلى الجامعة العربية، مؤكداً أن القرار يعني التخلي عن الشعب السوري وعن دعم مطالبه المحقة، وهو إهدار لتضحياته العظيمة عبر 12 عاماً من الثورة على الظلم والإرهاب والاستبداد، كما يشكّل القرار انحيازاً واضحاً لصالح المجرمين.
وفي وقت سابق، عبر "المجلس الإسلامي السوري"، عن استيائه ورفضه، قرار وزراء خارجية الدول العربية رفع التجميد المفروض على نظام الأسد منذ عام 2011، بعد رفضه الحل الذي اقترحته الجامعة العربية آنذاك، مؤكداً أن القرار بمثابة للنظام على جرائمه التي ارتكبها بسوريا.
وقال المجلس، إنّ إعادة النظام لمؤسسات جامعة الدول العربية تعد مكافأة لذلك النظام المجرم الذي شرد نصف الشعب السوري وقتل مئات الآلاف بالبراميل المتفجرة وشتى أنواع الأسلحة حتى الممنوعة منها كالسلاح الكيماوي، وسجن وغيَّب مئات الآلاف الذين لا يُعرف مصيرهم إلى الآن.
وكانت أكدت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن موقف الدوحة من التطبيع مع نظام الأسد "لم يتغير"، جاء ذلك عقب إعلان وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم التشاوري الذي عقد في القاهرة، الاتفاق على عودة نظام الأسد إلى مقعده في جامعة الدول العربية، واستئناف مشاركة وفود النظام في اجتماعات الجامعة.