ماعلاقة "تحرير. الشام"؟!.. الاستخبارات التركية أعلنت اعتقال مهاجرين أتراك بعملية أمنية
كشف جهاز الاستخبارات التركي "MİT"، القبض على عنصرين من تنظيم "داعش" في عملية أمنية في سوريا، قالت إنهما كانا يستعدان لتنفيذ عملية إرهابية ضد تركيا، دون الإفصاح عن المكان والزمان، في وقت قالت مصادر جهادية إن المعتقلين كانا لدى "هيئة تحرير الشام" في إدلب.
ووفق مانقلت وكالة "الأناضول" التركية عن مصادر استخباراتية تركية، أن المعتقلين هما "أورهان موران" و"مصطفى قيليجلي" تم نقلهما من سوريا إلى ولاية هطاي جنوبي تركيا، وقالت إن المعتقلان أقرا في التحقيقات الأولية أنهما كانا يخططان للقيام بأعمال تستهدف القوات التركية في سوريا، بالتنسيق مع داعش.
مصادر جهادية، قالت إن "أورهان موران" و"مصطفى قيليجلي"، من المهاجرين الأتراك الذين توجهوا إلى سوريا للقتال إلى جانب الفصائل هناك، في سياق توافد الآلاف من المقاتلين الأجانب لسوريا منذ بدايات الأحداث التي شهدتها عموم سوريا، وكانت استقبلتهم عدة فصائل جهادية تحت اسم "المهاجرين".
وأوضحت المصادر، أن المعتقلان، كانا في سجون "هيئة تحرير الشام" منذ أكثر من عام، إضافة لمئات المهاجرين الأجانب، الذين قامت الهيئة باعتقالهم خلال الحملات الأخيرة التي شنتها ضد خلايا تنظيم داعش والمكونات الأخرى الرافضة للاندماج معها، ضمن حملة واسعة النطاق طالت جل المهاجرين.
وتوقعت المصادر الجهادية، أن تكون "هيئة تحرير الشام" سلمت "أورهان موران" و"مصطفى قيليجلي"، للاستخبارات التركية، كما لفتت إلى أن عشرات الجهاديين المعتقلين في سجون الهيئة تم تسليمهم لجهات دولية عبر تركيا خلال الفترة الماضية، فيما ينتظر آخرون مصيرهم.
وعام 2020، كانت نشرت شبكة "شام" الإخبارية، تقريراً بعنوان ""المهاجرون" ورقة استخدمها "الجولاني" لتمكين سلطته وانقلب عليهم تقرباً للغرب"، سلطت فيه الضوء على سياسة متزعم "هيئة تحرير الشام"، "أبو محمد الجولاني"، لتعويم ذاته ومشروعه في العديد من الخطوات كان أخرها سياسة علنية تهدف إلى تخلصه من "المهاجرين".
وكان استخدم "الجولاني" المهاجريم الذين روج لهم ولوجودهم طيلة السنوات الماضية، وذلك عقب استخدامهم في خدمة مشروعه المزعوم على حساب الثورة السوريّة، محاولاً إظهار نفسه بعباءة الاعتدال أمام المجتمع الدولي لا سيّما الدول الغربية، الأمر الذي تكرر في خطوات سابقة ضمن سلسلة التحولات التي طرأت على "الجولاني" وهيئته.
ومع بداية ظهورهم شارك "الجولاني" في الترويج العلني والصريح لما بات يعرف لاحقاً بـ "المهاجرين"، لا سيّما الأجانب منهم ممن لقوا ترحيباً كبيراً منه، كما كرر عبر معرفاته الرسمية روايات وقصص صعوبة وخطورة وصولهم إلى المنطقة المحررة ولزوم تقدير تضحياتهم في سبيل ذلك، ومع فشله في خلق حاضنة شعبية لهم، عين العديد منهم في مراكز قيادية تحكمت بمفاصل المنطقة بما يتماشى مع سياسات "هيئة تحرير الشام".
وكان تبنّى "الجولاني" رواية بأنّ المهاجرين قدموا إلى المنطقة للمشاركة في نصرة الشعب السوري وبلاد الشام رافعين شعارات دينية، وأشرف على تمكينهم بالعديد من المناطق، ليصار إلى استخدام قدراتهم القتالية والإعلامية وغيرها في الهيمنة على المحرر من قبل الهيئة منفردة بالقرار، ضاربة عرض الحائط بالرفض الشعبي، كما اتخذت من وجودهم ذرائع شتى لقتال الفصائل الثورية.
وتبعت مرحلة الترويج وتمكين "المهاجرين"، مرحلة جديدة لم تكن مفاجأة لمن يتابع التغيرات الكبيرة التي مرت بها "تحرير الشام"، تمثلت في إقصائهم والتخلص منهم، وكان الإجراء الأول في هذه المرحلة بعد أن أحكم الجولاني قبضته على العناصر من غير الجنسية السورية من خلال تخصيص أماكن محددة يتاح لهم التحرك فيها، لبدء عملية تصفيتهم بشكل ممنهج.
ويأتي ذلك في سياق الانقلابات المعلنة على سياسات "تحرير الشام"، برعاية مباشرة من متزعمها الذي كرر ظهوره بمختلف المناسبات ضمن أو ما يصفه ناشطون بموسم "تبديل الجلود"، كناية عن وصف الجولاني وخطره على المحرر بما يحمله المعنى المتضمن للعبارة.
وأضاف وجود "المهاجرين"، بمختلف الكوادر البشرية نقاط قوة كبيرة لصالح مشروع هيئة تحرير الشام القاضي بالتغلب والانفراد بالسلطة والمال وحكم المناطق المحررة من نظام الأسد، حيث استغل "الجولاني" توجهات عناصر تلك التنظيمات المؤدلجة في حربه الإقصائية ضدَّ فصائل الثورة السورية بالعديد من المناسبات.
وسبق أن أكدت مصادر مطلعة لـ "شام" عن وجود معتقلين من المهاجرين والمهاجرات بينهم أطفال في سجون "هيئة تحرير الشام"، ويأتي ذلك نتاجاً لممارسات الهيئة ضدهم، ليصار المهاجرين الذين تغنت بهم بالأمس بين مقتول وملاحق وسجين، الأمر الذي تكرره هيئة الجولاني في صراعاتها الداخلية التي جرت الشمال السوري، كان أخرها خلافاتها مع غرفة عمليات عسكرية قوامها من المنشقين عنها.
وما يجري تنفيذه خلال الفترة الحالية يعد تطبيقاً عملياً لما صرح به "الجولاني"، في الحوار الذي أجرته "مجموعة الأزمات الدولية" معه والذي استمر لمدة أربع ساعات في أواخر يناير/ كانون الثّاني قبل عامين، متحدثاً عن "أيديولوجية تحرير الشام"، إذ أشار بوضوح إلى قدرته على التحكم بالقرار العسكري والهيمنة عليه في الشمال السوري.
يشار إلى أنّ مرحلة إقصاء "المهاجرين" في مناطق شمال غرب سوريا، لا تزال حيز التنفيذ مع زيادة الشخصيات المستهدفة ويسعى "الجولاني" في نهاية المطاف بأنّ يظهر نفسه بمظهر المعتدل في قتاله لتلك التنظيمات التي كان الراعي الرسمي لها، وبذلك يروج لذته هذه المرة أمام الدول الغربية التي بات يخطب ودها برسائل مضمنة، فيما تظهر الخطوات الممنهجة بأنها رامية إلى التفرد بالسلطة وإدارة الشمال السوري، على حساب شركاء بغييه وقتاله للثوار ضمن عشرات الفصائل التي عمل على إنهائها وتجهيز عناصرها بحجج وذرائع واهية، أفضت إلى تسليم مناطق واسعة لنظام الأسد.