أهالي دير الزور يضعون قواعد وشروط لقبول منهاج "قسد" في المنطقة
أهالي دير الزور يضعون قواعد وشروط لقبول منهاج "قسد" في المنطقة
● أخبار سورية ١٠ ديسمبر ٢٠٢٣

أهالي دير الزور يضعون قواعد وشروط لقبول منهاج "قسد" في المنطقة

تداول ناشطون في المنطقة الشرقية، بياناً باسم أهالي دير الزور يتضمن قواعد وشروط حول منهاج "قسد"، الدراسي، الذي طالما أثار جدلاً واسعاً في المنطقة، وسط إصرار وتعنت سلطات الأمر الواقع في فرضه رغم حالة الرفض من المعلمين والاستنكار الشعبي الكبير.

ويشير الشرط الأول والأساسي لقبول أي منهاج هو أن يكون المنهاج قادر على منح الطالب شهادة معترف بها سواء في المرحلة الإعدادية أو الثانوية، وهذا يتطلب وجود جامعات معترف بها دولياً، وأضاف البيان، "ليس من المعقول أن نعطي الطالب منهاج قسد يدرسه في سنواته الأولى ويضطر مثلاً في امتحانات الشهادة على التقدم بمناطق سيطرة النظام.

واشترط الأهالي أيضاً، مشاركة لجنة من أبناء ديرالزور في صياغة المنهاج على أن تكون أسماؤهم معروفة و ليسوا من اتباع قسد ويكونوا من ذوي الشهادات والاختصاص ولديهم الإمكانات لصياغة منهاج ويرضى بهم معلموا واهالي ديرالزور.

وأن يكون أعضاء اللجنة الموسعة التي تصيغ المنهاج أسماء معروفة ومن ذوي الاختصاص ولديهم إمكانيات تخولهم صياغة المنهاج ولا يكونوا تابعين لأي حزب او جهة سياسية، وضمان أن لا تمارس أي ضغوط أو إملاءات على هذه اللجنة.

ورفض البيان أي منهاج يروج لأفكار وايديولوجية جهة سياسية معينة تولت الحكم بل يجب أن يكون منهاجاً وطنياً يعزز قيم العيش المشترك والسلم الأهلي والتآخي بين كافة شرائح المجتمع السوري.

وكذلك رفض أي منهاج يزوّر تاريخ وحضارة سوريا في سبيل إثبات حقائق تاريخية مزعومة عن أحقية جهة معينة في تملّك منطقة من سوريا بحجة أنها أرض أجدادهم واسلافهم ويسفّه باقي تاريخ سوريا.

ورفض أي منهاج يتلاعب بالخرائط الجغرافية ويضع حدوداً جديدة للدول في سبيل إثبات حقيقة جغرافية مزعومة لقيام كيان حكم مزعوم يمثل جزء من شعب سوريا في مخالفة واضحة للخرائط المعتمدة في الأمم المتحدة وبروتوكولاتها.

وشدد أهالي دير الزور على رفض أي منهاج يرسّخ تقسيم سوريا الى مناطق حكم على أساس العرق أو الدين أو اللغة أو الأيديولوجية الفكرية في كل مواده ودروسه،ورفض إدخال أي مواد الى المنهاج تخالف أفكارها الدّين والعادات والتقاليد الحَسنة لاهل ديرالزور خاصة أو أي منطقة اخرى في سوريا.

ورفض المواد التي تحرض على التفكك الاُسري والمجتمعي والمواد التي تهدف لإدخال عادات دَخيلة للمجتمع أو محاولة ادلجة لصالح جهة سياسية مُعيّنة، واعتبار مادة التربية الإسلامية مادة أساسية لترسيخ التعاليم الدينية التي تُنمّي الاخلاق وتُقوّم شخصية الطفل.

وتعكس القواعد والشروط التي وضعها أهالي دير الزور مخاوفهم من أن منهاج قسد قد يؤثر سلباً على مستقبل أبنائهم، فأول شرط يؤكد على ضرورة أن يكون المنهاج معتمداً دولياً، وذلك لضمان مستقبل الطلاب في التعليم العالي وفي سوق العمل.

وأما الشروط الأخرى تؤكد على أهمية أن يكون المنهاج شاملاً لكل شرائح المجتمع السوري، وأن لا يروج لأفكار وايديولوجية جهة سياسية معينة. فهذا الشرط يعكس رغبة الأهالي في بناء سوريا موحدة وتشدد على أهمية أن يكون المنهاج صادقاً في عرض تاريخ وحضارة سوريا، وأن لا يحاول تزييف الحقائق، ما يعكس حرص الأهالي على الحفاظ على هوية سوريا الوطنية.

وتظهر الشروط حرص الأهالي على أهمية أن يكون المنهاج يعزز قيم العيش المشترك والتآخي بين السوريين، وأن لا يحاول تقسيم المجتمع السوري، فهذا الشرط يعكس رغبة الأهالي في بناء سوريا سلمية عادلة، ومن المتوقع أن تثير هذه القواعد والشروط جدلاً واسعاً في المنطقة، حيث ستُطالب "قسد"، بتعديل منهاجها بما يتوافق مع هذه الشروط فهل ستتمكن قسد من تلبية هذه الشروط أم سترفضها، وسط تساؤلات حول مدى استجابة "قسد" التي طالما راوغت وعادت إلى فرض المنهاج الخاص بها.

واعتقلت ميلشيا "ب ي د" بوقت سابق المعلم زياد الخليفة، بعد القاءه بيان المعلمين الذي يطالب ميلشيا "ب ي د" بالتراجع عن فرض المنهاج ويسرد مطالب المعلمين، من قرية الكبر بريف ديرالزور الغربي.

كما طالب المعلمون "منظمة اليونيسيف" بالتدخل لمنع "الإدارة الذاتية" التابعة لميليشيا "ب ي د" من محاولات تغيير المناهج كون أن مدارس ديرالزور تعتمد مناهج "اليونيسيف" منذ سنوات، كذلك طالبوا بزيادة الرواتب وربطها بالدولار وتعيين حراس للمدارس، وصرف رواتب عقود الأمومة.

وكانت نشرت الصفحة الرسمية لـ"لجنة التربية والتعليم في مدينة منبج وريفها"، التابعة لـ"الإدارة الذاتية"، بياناً نفت فيه طرح منهاج جديد أثار استهجان وغضب الأهالي في المدينة الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) شرقي حلب.

وجاء ذلك في إعلان رسمي يوضح التراجع والتنصل من طرح منهاج "الإدارة الذاتية"، في مدينة منبج رغم إعلان رسمي سابق يؤكد تفعيل منهاجها في المنطقة ويعزو نشطاء هذا التراجع إلى الجدل الكبير حوله إضافة إلى حالة الإضراب عن التعليم والغضب الشعبي المتصاعد.

هذا وتداول ناشطون صورا من المنهاج الذي أثار جدلا واسعا خلال الفترة الماضية، ويظهر في بعض صوره المتداولة معلومات عن بعض قتلى في صفوف قوات "قسد"، الانفصالية، ومنهم "فيصل سعدون"، الذي توفي عام 2016 في إقليم كردستان العراق، وهو قيادي عسكري معروف وفق الموسوعة الرقمية ويكيبيديا.

يُضاف إلى ذلك ورود اسم "افيستا خابور"، المقاتلة في صفوف الميليشيات الانفصالية والتي فجرت نفسها بمعارك تحرير عفرين من قبضة "قسد"، خلال عملية "غصن الزيتون"، كما تناولت حول المعتقدات الدينية واعتبرت مسيئة للنبي الكريم محمد.

وتجدر الإشارة إلى أن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وذراعها العسكري (قسد) تضييق الخناق على مجال التعليم بشكل كبير جدا، وسبق أن مارست فرض تدريس هذه مناهج خاصة بها بالقوة، والإكراه والتهديد، ما جعل أهالي المنطقة على اختلاف قومياتهم وأديانهم يتظاهرون معترضين على هذا التعسف، ويصدرون بيانات التنديد بهذه المناهج.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ