"أبو عمشة" يُطبل لحليفه "الجـ ولانـ ـي" ويشيّد بإدارة "تحـ رير. الشـ ـام" لمناطق إدلب
نشر "محمد الجاسم" الملقب بـ"أبو عمشة" قائد "فرقة السلطان سليمان شاه"، تغريدات عبر حسابه الشخصي في تويتر، حملت ترويجاً علنياً لـ "أبو محمد الجولاني" قائد "هيئة تحرير الشام" كما أشاد في إدارته لمحافظة إدلب وريفها، في سياق الصراع المتواصل بريف حلب بين الفيلق الثالث، من جهة وتحرير الشام وفصائل "الحمزات والعمشات" من جهة أخرى.
وحسب "الجاسم" فإنه زار "مدينة إدلب وريفها عدة مرات وشاهدنا التطور والتنظيم والإدارة والأمن والأمان"، ولفت إلى نقل لواء كامل من فرقة السلطان سليمان شاه إلى جبهات إدلب، ما يعتبر اعتراف علني بالتقرب من "الجولاني" الذي أصبح حليفه في الصراع المتواصل في الشمال السوري.
ويوم أمس نشر القيادي ذاته سلسلة تغريدات مطولة تحدث خلالها عن مجريات القتال المتواصل، وقال في سرد روايته حول الأحداث بأن بعض القادة بالجبهة الشامية استغلت جريمة اغتيال الناشط "محمد عبد اللطيف" الملقب بـ"أبو غنوم"، لـ "تفتعل جريمة أكبر بمئات المرات من جريمة الاغتيال"، حسب كلامه.
واعتبر أن ذلك يتجسد في "جر المناطق المحررة إلى حرب أهلية وقتال شوارع تزهق بها أرواح الأبرياء من أجل تنفيذ غايات شخصية وأطماع قيادية بالسيطرة على معابر ومقرات تحت مظلة ما يسمى المطالب الشعبية"، وفق تعبيره.
وأضاف متهما "الشامية وجيش الإسلام" بأنهم "يريدون استغلال قضية الشهيد غنوم لتنفيذ مأرب دنيوية مثل اغتنام السيارات والمقرات والأسلحة وليس على احقاق حق فهم بعيدين كل البعد عن الحق"، فيما راح يمتدح في فرقة السلطان سليمان شاه التي يقودها ضمن التغريدات ذاته.
وتنشر معرفات تابعة لتحرير الشام مقاطع ترويجية لفرقة السلطان سليمان شاه التي تدخل معها ضمن حلف إلى جانب فرقة الحمزة المتورطة باغتيال الناشط الإعلامي في مدينة الباب، ضد فصيل الجبهة الشامية وجيش الإسلام ضمن مرتبات الفيلق الثالث، ومن بين هذه المشاهد مقطع لجهاز لاسلكي يصف العمشات بالمجاهدين، وآخر تصوير جوي لاستهداف فصيل أبو عمشة نقطة تتبع للشامية، علما بأن عناصر تحرير الشام وإعلامها الرسمي لطالما هاجمت فصائل "الحمزات والعمشات" بوقت سابق.
والجدير بالذكر أن "أبو عمشة" قاد عدة مكونات من الجيش الحر سابقاً بريف حماة، قبل انتقاله لمناطق شمال حلب إثر البغي الذي تعرضت له تلك المكونات من قبل "جبهة النصرة" سابقاً، ليسطع نجم "أبو عمشة" بعد سيطرة الجيش الوطني على عفرين، ويغدو حديث الإعلام بكثرة الفيديوهات والتصرفات المثيرة للجدل، وكان يتمتع بقوة عسكرية وقبضة أمنية ووصول كبير على مستويات الجيش الوطني، وفق ما يعرف عنه.
وتعتبر منطقة "الشيخ حديد"، ضمن مناطق عملية "غضن الزيتون" بريف عفرين، قطاعاً مستقلاً وفق القسمة التي وزعتها قيادات من الجيش الوطني على بعضها، ليكون لكل فصيل أو قيادي قطاعاً خاصاً يمارس فيه ما يريد من انتهاكات وقرارات ويفرض الأتاوات والمكوس ويعتبرها أرضاَ له خارج حدود أي فصيل آخر، وليس حال باقي المناطق بريف عفرين بأفضل حال، فقد سجلت المئات من الانتهاكات بحق المكونات الأخرى التابعة للجيش الوطني، وسجل العشرات من الصدامات المسلحة بينهم لخلافات على توزيع السيطرة وفرض السطوة.
وعمل "أبو عمشة" على بناء "امبراطورية" كبيرة له في منطقة "الشيخ حديد" بكل قراها وبلداتها، واتخذها مقراً له، يمنع على أي فصيل الدخول لها أو حتى أي مدني إلا بعلم ومواقفة ومراقبة الجهاز الأمني التابع له، والذي يديره أشخاص مقربين منه، وكانت كل المنطقة مستباحة لعناصره، بكل ما فيها من أرزاق ومدنيين، يتخذ فيها مايحلو له من قرارات دون أي مرجعية أو جهة تحاسبه.