"عبدي" يؤكد فشل الحوار مع دمشق ويستنكر الضربات التركية لقيادات "قسد"
كشف "مظلوم عبدي" قائد ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية"، اليوم الثلاثاء، عن فشل جلسات الحوار مع نظام الأسد في دمشق، مؤكداً أنها "لم تؤدّ إلى نتائج إيجابية"، في وقت لفت إلى أن المسيرات التركية قتلت أفضل قيادات (قسد) في شمال شرق سوريا.
وقال "عبدي" في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "لدينا تواصل مع دمشق، وكان هنالك عدة جولات من الحوار، لكننا لا نستطيع القول إننا توصلنا إلى نتائج إيجابية"، وأضاف: " نعتقد بشكل حاسم أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنقاذ وطننا، ونحن منفتحون دوماً على الحوار والتفاهم مع الأطراف السوريّة، ومن بينها دمشق بطبيعة الحال".
وأوضح بالقول:" ننظر إلى الحوار من زاوية المصلحة الوطنية وحقوق المواطنين والحفاظ على وحدة البلاد"، ولفت إلى أن " أنقرة شنت خلال العامين الماضيين، أكثر من 70 عملية عبر الطائرات المسيّرة، وحصيلة عملياتها، لهذا العام وحده، وصلت إلى 59 هدفاً ضد المدنيين ومناطقنا وقواتنا".
واعتبر أنه "مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، يحاول أردوغان تشتيت انتباه الرأي العام التركي عن الأزمات الحادة التي تسببت فيها سياساته بالداخل، وتصدير مشكلاته إلى الخارج، عبر الانخراط أكثر في الحرب والتقرب من التيارات المتطرفة"، وفق تعبيره.
وحذر عبدي من "التطبيع الشامل بين أنقرة ودمشق"، وقال إن هذه "المقاربة تعكس مصالح حكومة أنقرة، وتحمل معها مخاطر كبيرة على مستقبل السوريين وإرادتهم"، وذكر أنه "وفق ما أعلنت الحكومة التركية، فإن التطبيع مشروط بترحيل اللاجئين السوريين وتقويض صيغة الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا."
وبين عبدي أن "وجود (قسد) ضمانةٌ لوحدة البلاد ضد الإرهاب العالمي والتدخلات الخارجية السافرة. ينبغي على دمشق تغليب المصلحة الوطنية، ورفض الانجرار وراء حسابات سياسة ضيقة".
وشدد عبدي على أنه "لا يمكن عسكرياً تفكيك (قسد) إلى أفراد هنا وهناك، فلهذه القوات مهامّ ميدانية مستمرة للدفاع عن الأراضي السورية، كما تمتلك هيكلاً تنظيمياً متميزاً، ومن مصلحة شعبنا وأرضنا أن نصون هذه القوات ونحافظ على خصوصيتها ونساندها".
وأشار قائد ميلشيا "قسد" إلى أن" اللامركزية مدخل للحل السياسي في سوريا"، لافتاً إلى أن "النظام السوري تحرّك من تلقاء نفسه وفق لا مركزية الأمر الواقع، حين كان يواجه تهديد السقوط".
واعتبر أن التواجد الأمريكي الروسي في المنطقة "منطقياً، لا يمكن أن يستمر الوجود الأميركي أو الروسي إلى ما لا نهاية. وما دام الحل السياسي لا يزال غائباً، فعلينا أن نحضّ هذه الأطراف لتكون ضامنةً لحل سياسي تفاوضي والضغط من أجل إنهاء التدخلات الخارجية والاحتلالات على أراضينا".