عائلات بدون مأوى .. النظام يحرم فلسطينيي حلب من المساعدات ويوزعها لغير المتضررين
نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، شكاوى عدد من اللاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب ضمن مخيمي النيرب وحندرات من عدم استلامهم المساعدات الخاصة بمتضرري الزلزال والتي أرسلتها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خلال الأسبوع الفائت.
وأكدت أن العديد من العائلات التي كانت تبات في العراء، دون مأوى في مناطق صلاح الدين وسليمان الحلبي والميدان وميسلون وسيف الدولة لم يتم مساعدتها بشيء منذ حدوث كارثة الزلزال.
ونقلت عن الأهالي قولهم إنه لا يتم التعامل معهم على أنهم من اللاجئين الفلسطينيين ولا حتى من المتضررين بسبب الزلزال، في حين يتم منح المساعدات من خلال المعرفة والمحسوبية لعائلات لم تفقد منازلها ولم تتضرر في مناطق مختلفة من حلب.
وأوضحت إحدى السيدات إن هناك تمييز واضح في تسليم المساعدات حيث لا يتم اعتبار الفلسطيني المقيم في مدينة حلب فلسطينياً لأنه لا يسكن داخل المخيم، فيما تم توزيع المساعدات على عدد كبير من الفلسطينيين المتواجدين داخل مخيمي النيرب وحندرات.
من جهته قال أحد أبناء مخيم حندرات إنه مهجر ويسكن في مخيم النيرب، وعند طلبه المساعدة أجابوه أنه من سكان حندرات ويجب عليه الذهاب إلى حندرات لاستلام المساعدة، وعند السؤال عن المساعدة في حندرات أجابوه أنت غير مقيم في حندرات ويسكن حالياً في مخيم النيرب، ولا يحق له المساعدة سوى من النيرب، علماً أن عائلات أخرى من حندرات حصلت عليها في النيرب دون أي عوائق.
واستغربت أم محمد وهي من سكان مخيم النيرب عدم تقديم أي مساعدة لها من الهلال الأحمر أو من "عدنان السيد"، وميليشا لواء القدس فيما ذهبت المساعدات لعائلات غير محتاجة وغير متضررة من الزلزال، في الوقت الذي لا تجد فيه كثير من العائلات رغيف خبز في منازلها.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في سوريا قد أعلنت إيصال دفعة من المساعدات العينية للاجئين الفلسطينيين في مخيمات الرمل والنيرب وحندرات، لتلبية احتياجات المتضررين من الزلزال القاسي الذي ضرب المناطق الشمالية والشمالية الغربية من سوريا وأدى إلى تشريد العشرات من العائلات الفلسطينية وقضاء العديد منهم.
هذا وقال عدد من أهالي المخيم إن بيوتهم باتت غير أمنة، ولم تعد صالحة للسكن، وآيلة للسقوط بسبب الزلزال في أي لحظة، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من زلازل وهزات ارتدادية مستمرة، مفضلين النوم في العراء والخيام، على أن يفقدوا حياتهم تحت الأنقاض.
وكان طالب أهالي مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في مدينة حلب شمال سوريا، حكومة النظام ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بتأمين مأوى آمن لهم بعد مغادرتهم منازلهم نتيجة التصدعات التي تسبب بها الزلزال المدمر.
وكان قدر إعلام النظام وصول أكثر من 200 طائرة مساعدات وصلت إلى مناطق سيطرته، تزامنا مع تدفق قوافل المساعدات مستمرة عبر الحدود وعشرات الشاحنات تدخل من العراق والأردن ولبنان، ويأتي ذلك رغم التحذيرات المتصاعدة من خطورة دعم المتضررين عبر الجهات التابعة لنظام الأسد.
هذا وينتقد ناشطون دعوات تقديم الدعم للنظام ويعملون على دحض مزاعمه والمطالبة بوقوف المجتمع الدولي أمام مسؤولياتهم، وتعد المناطق الأشد تضررا في الشمال السوري خارج سيطرة النظام، فكيف يفيد تمويل الأسد في مساعدة المنكوبين هناك؟ وحتى المنكوبين تحت سلطته لا يوجد أي ضمانة أن المساعدات ستصلهم، لأن نظام الأسد يواظب على سرقة المساعدات واستغلال الدعم بكافة أنواعه وأشكاله.
وتشير تقديرات بأن نسبة كبيرة من السوريين الذين يعيشون في المنطقة التي أصابها الزلزال هم ممن هجرّهم نظام الأسد من بلدانهم، وهي منطقة خارج سيطرته، ويحذر سوريون من التطبيع مع النظام أو جعله القناة الرسمية لتمرير المساعدات التي لن تصل إلى المتضررين ويعتبر ذلك أمر يتعدى الوقاحة السياسية ليصبح هزّة مضاعفة للمنكوبين، وفق تعبيرهم.