فشل محاولات النظام البائد في تشويه صورة النازحين أمام صمود السوريين
فشل محاولات النظام البائد في تشويه صورة النازحين أمام صمود السوريين
● أخبار سورية ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٥

فشل محاولات النظام البائد في تشويه صورة النازحين أمام صمود السوريين

لم يتوقف نظام الأسد البائد يوماً عن محاولاته لتشويه صورة النازحين السوريين، في سعيٍ واضح للانتقام من كل من رفض الخضوع لسلطته أو الانخراط في آلة حربه. استخدم النظام أدواته الإعلامية والفنية في تنفيذ حملة تضليل ممنهجة، هدفها الإساءة إلى شريحة واسعة من السوريين الذين اضطروا للنزوح تحت وطأة القصف والاعتقال والحصار، مقدّمين التهجير القسري كخيار للكرامة لا للهروب.

تشويه النزوح في الدراما وتزييف الواقع
منذ سنوات، ضخّ النظام أموالاً طائلة في إنتاج أعمالٍ درامية تحاول تصوير النزوح كعار والإيحاء بأن المهجّرين مجرد "خونة أو متسولين"، لا ضحايا لجرائمه. وقد تم تصوير الحياة في المخيمات بأسلوب مهين ومتحامل، بينما كانت هذه المخيمات في الواقع ملاذاً لآلاف الأسر التي نجت من بطشه.

الباصات الخضراء... من رمز للذل إلى أيقونة للكرامة
حاولت تلك الأعمال تقديم مشاهد ركوب "الباصات الخضراء" كدليل على الهزيمة والانكسار، لكن الذاكرة الشعبية السورية جعلت منها رمزاً للنجاة والصمود. فهذه الحافلات التي أرادها النظام أداة إذلال، تحوّلت إلى شهادة شجاعة لمن اختاروا الرحيل رفضاً للعبودية، وتمسّكاً بكرامة الإنسان السوري.

مسلسل “تحت سماء الوطن”.. أداة دعائية لتشويه النازحين
بلغ هذا التشويه ذروته في مسلسل "تحت سماء الوطن" الذي سعى إلى تعميم صورة نمطية مشوهة عن النازحين، من خلال مشاهد تُظهرهم في طوابير الإغاثة بذلّ واستجداء، وتربط قصصهم بسلوكيات سلبية كالجشع والانحراف الأخلاقي. كما تضمّن المسلسل قصصاً مسيئة عن زواج قاصرات واستغلال ديني ومزاعم ملفّقة حول “جهاد النكاح”، وهي سرديات طالما استخدمها النظام لتشويه المعارضة وتشتيت الرأي العام.

مقاومة التشويه واستعادة الكرامة
ورغم كل هذا التزييف الإعلامي والفني، فشلت محاولات النظام البائد في طمس الحقيقة أو النيل من كرامة النازحين، إذ أثبت السوريون قدرتهم على تحويل المأساة إلى شهادة على الصمود. وبعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد إلى روسيا، عاد كثير من أبناء المخيمات إلى مدنهم وقراهم مرفوعي الرأس، حاملين حكاياتهم كشهود على حقبةٍ من الألم والنضال والإصرار على الحياة.

لقد أراد النظام أن يكتب روايته عن النزوح، لكن السوريين كتبوا روايتهم الحقيقية، رواية الكرامة التي انتصرت على التشويه، والإرادة التي هزمت آلة الدعاية والكراهية.

 

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ