
تقرير يتهم نائب قائد اللواء الـ29 جوي المسؤول عن مطار دمشق الدولي بالتورط بجرائم حرب
كشف موقع "زمان الوصل" تفاصيل جديدة حول العميد الركن الطيار "عمر موسى قناة"، نائب قائد (اللواء 29) المتمركز في القسم العسكري بمطار دمشق الدولي، الذي ظهر في مقابلة عبر قناة "الجزيرة" بعد أيام من سقوط نظام الأسد، وادعى أنه دافع عن المنشقين ومنع نقل أسطول الطائرات السورية مع الفارين.
وأوضح الموقع أن العميد عمر موسى قناة كان قائدًا لسرب طائرات النقل الخاص "الياك-40" (السرب 522) الذي استخدم لنقل العديد من المعتقلين بين المحافظات السورية، وتُعد هذه الطائرات جزءًا من دعم النظام السوري في نقل الشبيحة والقتلة والمجرمين، فضلاً عن كونها أداة لتهريب الأشخاص المتورطين في الجرائم داخل سوريا وخارجها.
ينحدر العميد قناة من عائلة عسكرية مؤيدة للنظام السوري، تضم سبعة ضباط، أكبرهم العميد الركن أحمد موسى قناة، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب العماد داوود راجحة قبل تسريحه من الجيش في عام 2011 بسبب تورطه في قضية جاسوسية، وقد توفي عام 2019. أما أصغر أفراد العائلة، فهو الرائد الطيار طارق قناة، الذي قُتل عام 2014 بعد إسقاط طائرته.
تعود أصول هذه العائلة إلى قرية جباب شمالي محافظة درعا، وقد كانت عائلة موسى قناة تدعم النظام السوري بشكل كامل منذ بداية الثورة السورية عام 2011. ومن المؤسف أن أفراد العائلة لم ينشقوا عن جيش الأسد، بل على العكس، تورطوا في ارتكاب العديد من الجرائم ضد الشعب السوري. أبرز هذه الجرائم كان تورط العميد سليمان قناة، الذي كان ضابطًا في المخابرات العسكرية، في إشرافه على مجازر في أرياف حمص، خاصة في تلكلخ، حيث أصيب هناك عام 2012.
أما عمر قناة، الذي تخرج من الدورة 36 للطيارين، فقد عمل طيارًا على طائرة Yak-40 في السرب 522، ثم أصبح قائدًا لهذا السرب. ومنذ بداية الثورة وحتى عام 2023، قام بنقل الشبيحة وضباط جيش الأسد بين المحافظات السورية، كما قام بنقل المعتقلين في السنوات الأولى من الثورة.
وأوضح "زمان الوصل" أنه مع تدفق الميليشيات الإيرانية إلى سوريا، شارك في نقل عناصر وقادة هذه الميليشيات بين المحافظات السورية، إضافة إلى نقل الشخصيات السياسية والعسكرية المتورطة في الجرائم داخل سوريا وخارجها.
ويعد السرب 522، الذي كان يتألف من طائرات Yak-40 تحت قيادة قناة، من الأعمدة الأساسية في الدعم اللوجستي لقوات الأسد خلال الحرب، حيث كان ينقل الذخائر والمجرمين والشبيحة والمعتقلين بين مختلف المحافظات السورية.
اتهمت مصادر متعددة العميد قناة وعائلته العسكرية باستدراج 12 ضابطًا من أبناء بلدة جباب في ريف درعا الشمالي إلى مركز المصالحة، حيث تم اعتقالهم من قبل الأمن السياسي عام 2018. من بين هؤلاء الضباط المعتقلين، كان العقيد موسى السالم، والنقيب أحمد العبدالله، والمقدم مهند السلام.
وبحسب التقرير، فقد تم تكريم عمر قناة وعائلته في القصر الجمهوري "مكافأة" لهم على ولائهم، حيث تم تكريمه من قبل أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، باعتبارهم جزءًا من عائلة ضحت من أجل النظام السوري، خاصة بعد مقتل عدة أفراد من العائلة خلال الحرب دفاعًا عن النظام.
وكان قال "عمر قناة" نائب قائد اللواء الـ29 جوي المسؤول عن مطار دمشق الدولي في حديث لموقع "الجزيرة"، إن "بشار الأسد" لم يكن من بين الهاربين عبر مطار دمشق، لافتًا إلى اعتقاده بأنه استخدم طائرة روسية، ولفت إلى أن الشخصيات الهاربة من المطار شملت مسؤولين في القوات الجوية، لافتًا إلى أن التشويش على نظام الملاحة العالمي أدى إلى إظهار أن طائرة يعتقد أنها لبشار الأسد قد سقطت.
وأضاف "قناة" أن قائد القوى الجوية "اللواء توفيق خضر" اتصل به منتصف الليل، وطلب منه تجهيز جميع الطائرات في اللواء 29، وهي 5 طائرات ياك 40، 3 طائرات توبوليف 134، طائرة الرئاسة فالكوم 300، طائرتان يوشن 76، طائرة إن تي نوف، لافتًا إلى أنه شعر بنيتهم الهرب بكامل الأسطول.
وأوضح "قناة" أنه أوهم اللواء بأن جميع الطيارين وقادة الأسراب فروا من المطار، ولفت إلى أنه تعرض لعدة اتصالات من قبل عدة شخصيات قيادية في النظام، يطلبون تجهيز الطائرات بالسرعة القصوى.
وأكد قائد اللواء، أن الشخصيات التي فرت عبر مطار دمشق هم كلاً من: (وزير دفاع النظام السابق "علي عباس" - قائد القوات الجوية اللواء توفيق خضر - مدير إدارة المخابرات الجوية قحطان خليل - العميد نجوان حنيفة مدير مكتب قائد القوى الجوية، بسام دكنجي مسؤول المنطقة الجنوبية)، جميعهم هربوا من المطار عبر طائرة ياك واحدة قبل وصول المعارضة إليه.
ولفت إلى أن طائرة يوشن 76 حملت عائلات الضباط إلى قاعدة حميميم الروسية، وذكر أن خللاً حصل في طائرة اليوشن بعد إقلاعها، وظهرت على رادارات الرصد أنها سقطت بريف حمص بسبب إشارات خاطئة من الخلل، لكنه أكد أنها هبطت في قاعدة حميميم الروسية.