يحفر "الاكراد" قبرهم بايديهم
يحفر "الاكراد" قبرهم بايديهم
● مقالات رأي ١٩ يونيو ٢٠١٥

يحفر "الاكراد" قبرهم بايديهم

في بدايات القرن الماضي  اتفق غربيا على تقسيم تركة الرجل المريض فكانت بريطانيا تعد العرب ببلاد الشام والخليج العربي في حال كانوا معها في محاربة الخلافة العثمانية آنذاك وبالفعل تم اقتطاع الشام والعراق وشبه الجزيرة العربية من الخلافة العثمانية لكن ليس ليد العرب وإنما ليد الانتداب الفرنسي والبريطاني .

توالت حركات التحرر المسلحة منها والسياسية حتى جلاء الفرنسي والبريطاني عن العراق وسورية ليتسلمها ابناء البلدين , والذي كانت تعصف فيه تيارات عروبية فاقعة , في ظل سبات شبه تام من الاكراد الذين كانوا موجودين في المنطقة الا ان التوجه العام لهم كان منصرفا الى التدين وطلب العلم الشرعي جاعلين أمر الوطنية او القومية الكردية خلف ظهورهم وهذا ما يفسر سقوطهم من حسابات راسم الحدود آنذاك .

الا أنهم وحتى خمسينيات القرن الماضي بدأت تضرب فيه تيارات داعية إلى اقامة دولة عرقية كردية على غرار الدولة التركية والدول العربية , وبدؤوا ينظرون إلى العرب أنهم من سلبهم حقهم وجاءت حقبة البعث العربي الذي أراد من الكردي أن يكون عربيا بل وعليه أيضا أن يعتز بعروبته , فكتم من الأكراد الكثير , والمكتوم مصطلح يعني عدم امتلاك الشخص لأي أوراق ثبوتية فلا يستطيع الدراسة ولا العمل ولا حتى السفر وقد حدثني بعض أصدقائي الأكراد  انه لجأ إلى عمليات تزوير معقدة حتى يستطيع الذهاب الى الحج ,

في ظل هذه الحياة  قوي التيار القومي الكردي وبدأ ينمو في السر بعيدا عن أنظار الحكومات التي رفضت الاستماع لأي مظلومية من الجانب الكردي ,

حتى لو دققت في أسماء العائلة الكردية لوجدت ما ألمحت إليه من ميل التوجه الكردي من التدين إلى التوجه القومي الكردي فتجد الشاب صاحب العشرين ربيعا اسمه كانيوار وهي تعني ( اين الوطن ) واسم أبيه حسين وهو ابن الستين  واسم جده محمد وهو ابن المية عام  والواقع ان حسين هو من سمى ابنه كانيوار ومحمد الجد هو من سمى ابنه حسين  فهذا التوجه بد أ ينمو في منتصف القرن الماضي ويرون في سايكس بيكو انه اكل حقهم ويرون في الدين هو من ساهم في ابتعادهم عن  تحقيق دولة كردية فنظروا النظرة العدائية الى الدين والى الجيران باعتبار الجميع ظلمهم ,

وفي الحقيقة من ظلمهم هو من يتحالفون معه الآن نعم انه حزب البعث ونظام الأسد الذين يرون فيه حليفا ويحافظون في القامشلي والحسكة على رموز ذلك النظام وقد كنت حاضرا في نيسان 2004 أحداث الأكراد وكيف طوقت الدبابات السورية مدينة القامشلي ولولا تدخل العقلاء لكانت أبيدت القامشلي في صبيحة اليوم التالي ,

نعم لقد نظر العرب الى القضية الكردية بعين العطف والألم على المظلومين الأكراد في حكم آل الأسد  ولكن هذا لا يعني أبدا السماح للأكراد بتهجير العرب بحجة أنها أرضنا قبل مئات السنين ,

ان تحالف الأكراد مع الولايات المتحدة الأمريكية لا يعطيها الحق في طرد العرب من بلادهم فما تحويه الجزيرة السورية من الأكراد لا يزيد عن ثلث تلك المنطقة ,

إن  اتباع  الأكراد هذه السياسة سيدفن مشروعهم في مهده ومن غير المقبول في عصر العولمة قيام دولة قومية خالصة .

 

الكاتب: صلاح الدين الفاتح
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ