مع انطلاق الصافرة ... تُهتُم وتاهت بوصلتكم
مع انطلاق الصافرة ... تُهتُم وتاهت بوصلتكم
● مقالات رأي ٥ سبتمبر ٢٠١٧

مع انطلاق الصافرة ... تُهتُم وتاهت بوصلتكم

أشعر بالأسف والاشمئزاز حقا حينما أرى بعض الأشخاص والأصدقاء يتهافتون على تشجيع المنتخب السوري لكرة القدم "المنتخب الأسدي"، ويزداد أسفي عندما أرى أن بعض هؤلاء هم ممن ادّعى الثورية والنضال من أجل حرية سلبها منا مرتزقة عاثوا في الأرض فسادا على مدى عقود عدة.

يطلق هؤلاء الأشخاص حججا واهية ليثبتوا ديمقراطيتهم وثقافتهم ووعيهم السياسي على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل نيل إعجاب من هنا وآخر من هناك.

لنفترض جدلا أن مدّعي الديمقراطية لهم الحق في التشجيع انطلاقا من منظور "فصل الرياضة عن السياسة"، ولكن في المقابل لماذا لا يبدون ديمقراطيتهم ويطلقون عنانها حينما يقوم كابتن ما يسمى بـ "المنتخب الوطني" بنشر صورة على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي يبدي فيها علم نظام الأسد مرفقا بسلاح الكلاشينكوف، هو ها هنا يمثل منتخباً أسدياً ولا يمثل منتخباً "وطنياً سورياً" دون أدنى شك.

سلاح الكلاشينكوف الذي ظهر جليا في الصورة يرمز إلى تأييد الحرب الشعواء التي يخوضها جيش الأسد ضد الشعب السوري، ولا يقف الرمز عند مسماه بالتأكيد، بل يتعداه تأييد كل سلاح قام بشار الأسد بتوجيهه ضد المدن الثائرة والمحررة من بينها السلاح الصامت "الكيماوي".

ألم تذكرون يا مدّعو الديمقراطية ما فعله كلاشينكوف وبنادق الأسد بصدور ورؤوس وأحشاء المتظاهرين العزل في بدايات الثورة، ألم تذكرون ما فعلته صواريخ الأسد بكافة أنواعها بمنازل وممتلكات أهلك بعد عامين من بدء الثورة، طبعا لم نذكر أرواح شهدائنا لأنكم تناسيتموها يا أعزائي، ألا تتذكرون غاز السارين في الغوطة والمعضمية وداريا! أجل مضى عليها الزمن ... ألم تنشط ذاكرتكم بما فعله السارين بخان شيخون قبل أشهر فقط؟؟؟؟ ... يبدو أنها في سبات عميق!!!.

تهتم وتاهت بوصلتكم، لم يعد لديكم موقف، لم يعد لديكم مبدأ، حقا نجح الإعلام في قلب معتقداتكم وتفكيركم، وتم تعويم الأسد في عقلوكم، وإلا لما أقدمتم على مثل هذا الهراء.

لعلي نسيت أمرا... أجل، يجب فصل السياسة عن الرياضة.. ولكن لماذا تتهربون عندما تواجهون سؤالا بسيطا ... لماذا لم يفصلوا الحرب عن قصف المشافي واستهداف الأطفال ومصادر المياه والغذاء، فحصار الغذاء حصد عشرات الضحايا في مضايا الجريحة الجائعة.

راجعوا حساباتكم.. عودوا لمبادئكم .. استعيدوا ذكرياتكم .. تذكروا الآهات والمتاعب والمصائب والنوائب التي اعترضتكم من جبروتهم وطغيانهم .. لا تجعلوا ملذات الحياة تنسيكم ثورتكم وإنسانيتكم وصوت الحق فيكم .. لنعيدها سيرتها الأولى.

أيضا يجب ألا يتم إغفال إرادة وتصميم القتلة والمجرمون على فصل السياسة عن الرياضة، ففي سبيل ذلك اعتقلوا وفصلوا أرواح الرياضيين الوطنيين عن أجسادهم، كاللاعبين أمثال:
1-أحمد سويدان لاعب نادي الكرامة الحمصي الذي قتله جيش الأسد في عام ٢٠١٢.
2-زكريا يوسف لاعب نادي الاتحاد الحلبي الذي قتله جيش الأسد عام ٢٠١٢.
3-لؤي العمر اللاعب السابق في نادي الكرامة في ثمانينات القرن الماضي استشهد تحت التعذيب في سجون وأقبية مخابرات الأسد.
4-إياد قويدر لاعب نادي الوحدة الدمشقي استشهد في سجون الأسد.
5-أحمد العايق لاعب نادي الكرامة معتقلا في سجون الأسد منذ عام ٢٠١٢.
6-طارق عبد الحق لاعب نادي تشرين اللاذقاني معتقلا في سجون الأسد.
7-محمد أحمد سليمان لاعب نادي مصفاة بانياس معتقلا بتاريخ 11 أيار 2012 في سجون الأسد.


إذاً ... الحياة موقف .. والثورة موقف ومبدأ ... فلنعيدها سيرتها الأولى لأننا متحدين نقف ومتفرقين نسقط....

المصدر: شبكة شام الكاتب: محمد أبازيد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ