تقرير شام السياسي 31-10-2015
المشهد المحلي:
• شارك رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض خالد خوجة في إحدى جلسات قمة الأمن الإقليمي الذي دعا له المعهد العالي للدراسات الإستراتيجية في العاصمة البحرينية المنامة اليوم السبت، وشارك بجانبه كل من وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند ووزير الخارجية الأفغاني صلاح الدين رباني، وتمحورت الجلسة حول سبب التطرّف في المنطقة وسورية، والبديل لما تعيشه المنطقة من ظاهرة التطرّف، وفي النهاية تم بحث سبل الارتقاء إلى مستوى التحديات الموجودة في بلدان المنطقة، وأكد خوجة على أن نظام الأسد هو من أوجد الظروف الملائمة لظهور الإرهاب، بعد استخدامه كل ما يملك من ترسانة عسكرية بما فيها البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي، وأن ظاهرة التطرف لم تكن موجودة من قبل في سورية فالشعب السوري شعب متعايش ومعتدل، وشدد خوجة على أنه بالرغم من انتهاج نظام الأسد وروسيا البطش لم يتمكنوا حتى الآن من تحقيق أي تقدم في المناطق المحررة، كما شدد على ضرورة الوصول لحل شامل يعالج سبب المشكلة الجاذبة للإرهاب وهي الأسد وقوات الاحتلال الروسي والإيراني، وإيجاد حل سياسي وفقاً لبيان جنيف يفضي لرحيل بشار الأسد، وهو شرط أساسي لهزيمة الاٍرهاب ولبدء عملية المصالحة الوطنية.
• أعلن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية، أن بلاده ستقدم 100 مليون دولار إضافية لدعم المعارضة السورية، وذلك في تصريح خلال مرافقته لوزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، وبين المسؤول أن هذه المساعدات ستساعد على دعم المجالس المحلية ونشطاء المجتمع المدني بالإضافة إلى دعم جهود الإسعافات الأولية وغيرها من الأمور التي يحتاجها الشعب السوري.
• وصف عضو الهيئة السياسية للائتلاف الوطني حسان الهاشمي المجازر الدامية التي ارتكبتها الطائرات الروسية أمس الجمعة جراء غارات مكثفة على أحياء في حلب وريف دمشق وحمص وإدلب بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، حيث كان ضحاياها أطفال ونساء وأشخاص مدنيون، وقال الهاشمي إن ما حدث تم في توقيت دقيق وممنهج وفق الرؤية الروسية للحل، وهي نفس رؤية نظام بشار في اعتماد الحسم العسكري واستمرار ممارسة القتل بشكل منهجي، مشيراً إلى محاولات لفرض استمرار نظام بشار الأسد على الشعب السوري؛ والذي يعارض استمراره ولو ليوم واحد، كما لفت الهاشمي الانتباه إلى أن حشود روسيا وإيران وميليشيا "حزب الله" الإرهابي عجزت طوال سنوات عن تركيع الشعب السوري، وفشلت في ثنيه عن مطالبه في إسقاط النظام بكل رموزه وأركانه، وبناء دولته المدنية التي ينال فيها الجميع حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم.
المشهد الإقليمي:
• أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن ما يحدث في سوريا هو حرب تحرير تخوضها المعارضة المعتدلة، قائلًا إن المعارضة المعتدلة هناك تخوض حرب تحرير، هؤلاء هم المقاومون الأبطال، ولا يمكن لأحد أن يقول عليهم إرهابيون، وتابع أردوغان قائلا إنه من غير المقبول في الدبلوماسية الدولية، الدفاع عن شخص قتل 370 ألف إنسان، واستقباله بالبساط الأحمر، في إشارة إلى استقبال الأسد في موسكو، وبخصوص الموقف الإيراني من سوريا، قال أردوغان، إن إيران تقول إنها تقف إلى جانب سوريا حتى النهاية، أما نحن فسنقف في وجه نظام الأسد حتى النهاية، وإلى جانب الشعب السوري، وإلى جانب المعارضة المعتدلة.
• قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن مسألة رحيل الأسد في أقرب وقت ممكن جوهرية لحل الأزمة السورية، وأضاف أن على روسيا وإيران الاتفاق على موعد وسبل مغادرة الأسد للبلاد والاتفاق على سحب كل القوات الأجنبية من سوريا، وجاءت تصريحات وزير الخارجية السعودي أثناء تواجده في مؤتمر الحوار في المنامة حيث تحدث عن الخلافات التي طرأت على محادثات فيينا وأكد بالمحصلة على ضرورة رحيل الأسد في أقرب وقت ممكن.
• أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن الحل السياسي لأزمة سوريا لابد وأن ينطلق من مقررات جنيف1, وأنه لا دور لبشار الأسد في هذه المرحلة، مشيرا إلى أن الخيار أمام بشار الأسد هو التنحي عن طريق عملية سياسية أو الهزيمة في ميدان القتال، جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به الوزير السعودي، لقناة الإخبارية السعودية الرسمية، ونقلته وكالة الأنباء الرسمية للبلاد، مساء الجمعة، عقب انتهاء اجتماع فيينا حول سوريا، بمشاركة وزراء خارجية 17 دولة، وقال الجبير في تلك التصريحات إن الخيار أمام بشار الأسد هو التنحي عن طريق عملية سياسية أو الهزيمة في ميدان القتال، وهذا ما طرحناه للمجتمعين اليوم (أمس)، وخلال الأيام القادمة سنعلم مدى جدية أو رغبة الجانب الإيراني والجانب الروسي في الوصول إلى حل سلمي للأزمة في سوريا، وتابع قائلا إن النقطتين اللتين كان عليهما خلاف هما، الأولى موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، والثانية موعد ووسيلة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا وبالذات القوات الإيرانية، مشددا على أن هاتين النقطتين أساسيتين، ولن يكون هناك حل دون حسمهما.
• كشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، عن نية بلاده إرسال قرابة 12 طائرة حربية من طراز "إف-15" إلى قاعدة إنجرليك بولاية أضنة جنوبي تركيا، وذكر المسؤول في تصريحات للصحفيين بمقر البنتاغون، أن إدارة الرئيس باراك أوباما سترسل تعزيزات جديدة للطائرات الأمريكية الموجودة في قاعدة إنجرليك في إطار مكافحة تنظيم "داعش"، وأشار المسؤول إلى أن قرابة 12 طائرة (إف -15) سيتم إرسالها إلى القاعدة، كتعزيزات للطائرات الموجودة هناك، وهى من طراز (إيه-10 ثاندر بولت2) الملقبة بقاتلة الدبابات، الموجودة فيها مسبقاً، رافضاً الإدلاء بأي تصريحات حول تاريخ وصول الطائرات إلى القاعدة.
• أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أهمية التسوية السياسية لأزمتي سوريا واليمن، وذلك في كلمة له خلال افتتاح أعمال منتدى حوار المنامة في دورته الحادية عشر بالعاصمة البحرينية، مساء الجمعة، وتعرض السيسي في كلمته لموقف بلاده من الأزمات التي تمر بها بالمنطقة، وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال إن مصر تؤكد دعمها للجهود الأممية الرامية لتسوية الأزمة السورية، وشدد على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية، بالإضافة إلى مواصلة جهود مكافحة الإرهاب، والبدء في جهود إعادة الإعمار فور التوصل إلى تسوية سياسية بما يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم ويشجعهم على الاستقرار فيه.
المشهد الدولي:
• دعا ممثلو 17 دولة إضافة للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي في ختام اجتماعهم في فيينا أمس الجمعة، الأمم المتحدة إلى جمع المعارضة وحكومة الأسد حول طاولة حوار، من أجل عملية سياسية تقود إلى تشكيل حكومة جديرة بالثقة وغير طائفية ولا تقصي أحدا، يعقبها وضع دستور جديد وإجراء الانتخابات، كما دعوا إلى هدنة في كل أنحاء البلاد، واتفقوا على تحديد موعد للقاء جديد بعد أسبوعين، وقال المشاركون في بيان مشترك إنهم سيسعون إلى وقف إطلاق النار في كل أنحاء سوريا، واتفقوا على الإبقاء على هذا البلد موحدا، وأقروا في الوقت نفسه أن هناك خلافات جوهرية لا تزال قائمة، وعن هذه النقطة، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مؤتمر صحافي في ختام الاجتماع، إن الخلافات ما زالت مستمرة بين الولايات المتحدة من جهة وروسيا وإيران من جهة ثانية حول مستقبل الأسد، رغم أن كل الأطراف المشاركة في لقاء فيينا اتفقت على العمل من أجل حل سياسي للنزاع، وشدد كيري على أن فرص هذا الحل واعدة رغم استمرار الخلاف بشأن بعض القضايا.
• أقر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإخفاق المشاركين في اجتماع فيينا الثاني في التوصل إلى اتفاق حول إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، واصفا المناقشات التي أجريت بالصريحة والبناءة، وأنها تناولت القضايا الرئيسية، مع أن خلافات كبيرة لا تزال قائمة، وفي بيان صادر عنه، أكد الأمين العام على أن وزراء خارجية الدول المشاركة توصلوا إلى تفاهم على عدد من النقاط التي من بينها وحدة سوريا واستقلالها وسلامتها الإقليمية، والطابع العلماني للدولة، وحماية حقوق جميع السوريين، بغض النظر عن العرق أو المذهب الديني وضرورة تسريع الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب، كما تم الاتفاق كذلك على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع أراضي سوريا، وزيادة الدعم للمشردين داخليا واللاجئين والدول المضيفة لهم، والتأكيد على هزيمة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
• قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن قرار الرئيس باراك أوباما إرسال قوات خاصة إلى سوريا يركز تماما على قتال تنظيم "داعش" وليس دليلا على دخول الولايات المتحدة الحرب الأهلية السورية، وأضاف أن الرئيس أوباما اتخذ قرارا في غاية القوة والفعالية والبساطة يتماشى تماما مع سياسته المعلنة بضرورة دحر وتدمير "داعش"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز"، وقال كيري في إفادة صحفية أثناء زيارة يقوم بها لبشكك عاصمة قرغيزستان إن هذا ليس قرارا بدخول الحرب الأهلية السورية وليس عملا يركز على الأسد وإنما يركز تماما على "داعش" وعلى زيادة قدرتنا على مهاجمة "داعش" سريعا.
• قال نائب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن تدخل روسيا في الصراع السوري سيعود عليها بعواقب غير متوقعة تجرها إلى مستنقع وتنفر منها المسلمين في أنحاء المنطقة، وذكر بلينكن في مؤتمر أمني في المنامة أن المستنقع سيتسع ويزداد عمقاً بشكل أكبر، وسينظر إلى روسيا على أنها في رباط مع الأسد و"حزب الله" وإيران ما سينفر ملايين المسلمين في سورية والمنطقة بل وفي روسيا نفسها، وتابع بلينكن أن تدخل روسيا يمكن أن يزيد من نفوذها على الأسد، لكن الصراع سيخلق أيضا حافزاً مقنعاً لروسيا للعمل من أجل الانتقال السياسي، وأكد أن روسيا لن تقدر على مواصلة هجومها العسكري على كل من يعارض حكم الأسد، مبينا أن الكلفة ستزداد يوماً بعد يوم فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية والسياسية والأمنية.
• أكد البيت الأبيض، أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لم تتغير رغم قرار إرسال عدد محدود من القوات الخاصة على الأرض، وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جوش أرنست: إن استراتيجيتنا في سوريا لم تتغير، مشيرا إلى أن العسكريين الذين سيرسلون إلى هذا البلد أقل من خمسين عنصرا لن يقوموا بمهمة قتالية.
• قال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن قرار إرسال قوات خاصة أمريكية إلى سوريا جزء من استراتيجية لتمكين القوات المحلية من أجل هزيمة تنظيم "داعش" لكنه سيعرض القوات الأمريكية للخطر، وأضاف كارتر، أمس الجمعة، أثناء زيارة يقوم بها إلى فيربانكس في ألاسكا، أن دورنا واستراتيجيتنا بالأساس دعم القوات المحلية لكن هل يعرض ذلك القوات الأمريكية للخطر؟ نعم… لا شك في ذلك، ولم يستبعد كارتر إمكانية إرسال المزيد من القوات الخاصة لسوريا إذا حقق الانتشار الأولي نجاحاً، وفق وكالة رويترز.
• قال السناتور الجمهوري جون مكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ إن قرار إدارة الرئيس باراك أوباما إرسال قوات خاصة إلى سوريا لا يكفي لإضعاف وتدمير تنظيم "داعش" المتشدد، وأضاف مكين الذي دأب على انتقاد السياسة الخارجية لأوباما في بيان إن هذه السياسة التدريجية غير كافية بشكل مؤسف لحجم التحدي الذي نواجهه، وفق ما أوردت وكالة "رويترز".
• حذرت روسيا من احتمال اندلاع حرب بالوكالة في الشرق الأوسط بعد قرار الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سوريا، وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن هذا القرار يزيد الحاجة للتعاون بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة اتخذت قرارها بصورة أحادية وبدون الرجوع إلى القيادة السورية، وعبر لافروف عن قناعته بأن أيا من الولايات المتحدة وروسيا لا تريد أي نوع من الانزلاق إلى ما يُطلق عليه حرب بالوكالة، معتبرا أن هذا الوضع يجعل مهمة التعاون بين الجيشين أمرا أكثر صلة.
• اعتبرت هيئة الأركان الروسية أنه من المبكر الحديث عن انتصار كامل على تنظيم "داعش" في سوريا، لأن الجماعات الجهادية تواصل المقاومة أمام تقدم "الجيش السوري"، وقال رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان، أندري كارتابولوف، لوسائل إعلام روسية: إنه من المبكر الحديث عن انتصار كامل على "الإرهابيين" في سوريا، وأوضح أنه برغم الخسائر الكبرى والانشقاق الموسع في صفوفهم، فإن المقاتلين يواصلون مقاومة القوات الحكومية، وأبدى كارتابولوف استعداد موسكو للتعاون مع الجماعات المسلحة السورية ومنها الجيش السوري الحر الذي يقاتل "داعش" وباقي الجماعات الجهادية، وانتقد موقف الأذرع المسلحة للمعارضة المعتدلة لرفضها حشد القوى ضد العدو المشترك لجميع السوريين وهو "الإرهاب"، على حد وصفه.
• زعم السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فيتالي تشوركين، أمس الجمعة، أن نظام الأسد توقف عن القصف بالبراميل المتفجرة إثر دعوات متكررة من موسكو بشكل خاص لوقف استخدامها لتجنب سقوط ضحايا مدنيين، وقال تشوركين إنه تبعا لهذا التطور لم يعد هناك من داع لأن يناقش مجلس الأمن مشروع قرار يهدد بفرض عقوبات على نظام الأسد بسبب استخدامها هذه البراميل، وعبر السفير الروسي عن سروره لأن التقرير الأخير للأمم المتحدة حول الأزمة الإنسانية في سوريا لا يتطرق الى استخدام للبراميل المتفجرة، كما عبر عن أمله بانتهاء هذه المسألة لأن هذه الأسلحة التي تُلقى بشكل عشوائي لن تستخدم بعد اليوم، على حد قوله.