تقرير شام السياسي 30-01-2016
المشهد المحلي:
• أعلنت الهيئة العليا للمعارضة السورية موافقتها على حضور مفاوضات جنيف، بعد تلقيها تعهدات أميركية بوقف القصف وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، بينما أعلنت السعودية تأييدها لقرار المشاركة، وقالت الهيئة في بيان إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أجرى اتصالا مع منسقها العام رياض حجاب، وتعهد بتنفيذ كامل لقرار مجلس الأمن 2254، وخصوصا الفقرتين المتعلقتين بوقف القصف وإدخال المساعدات إلى المناطق المحاصرة، كما أكد كيري التزام الولايات المتحدة بدعم تشكيل هيئة الحكم الانتقالي، واستعداده للقدوم إلى جنيف لدعم وفد المعارضة، وقال بيان الهيئة إن نائب الأمين العام للأمم المتحدة بعث برسالة أكد فيها أن المسائل الإنسانية فوق التفاوض وسيتم تطبيقها على الفور، كما تلقت الهيئة اتصالات من دول أوروبية -بينها بريطانيا- تدعم هذا الموقف، وأشار بيان الهيئة إلى أن الوفد سيكون برئاسة رياض حجاب، وأن ذهابه إلى جنيف هو بادرة حسن نية في انتظار تطبيق الالتزامات الإنسانية، مشددا على أنه لن يكون هناك دخول في أي مفاوضات قبل إنجاز الالتزامات الإنسانية.
• أكد خالد خوجة رئيس الائتلاف الوطني السوري أنه حدث توافق كبير بين سياسة أمريكا وروسيا وإيران فيما يتعلق بالقضية السورية، وأن هدف تعويم النظام ما يزال هو الهمّ الذي يشغل جهود الدول المؤثرة في السياسة العالمية، وقال خوجة في تدوينة له بموقع "هافينغتون بوست عربي"، إن هذا التوافق حفّز المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا لأن يرفع أشرعة سفينة التسوية السياسية حسب الرياح التي تهب بعد لقاءات كيري – لافروف، مشيراً إلى أن دولا أخرى ركبت موجة التوافق الثلاثي الأمريكي-الروسي-الإيراني وأعادت تقييم مقارباتها وتشكيل مواقفها بما يناسب الوضع الجديد، وانتقد خوجة الحالة المزرية التي وصلت إليها الأمم المتحدة في ظل إدارة دي مستورا للملف السوري، وتحدث عن التقارير الصحفية التي صدرت حول تستر موظف الأمم المتحدة يعقوب الحلو على حالات الموت تحت الحصار في سوريا، ورهن التقارير المرسلة إلى كي مون بموافقة أجهزة مخابرات النظام.
المشهد الإقليمي:
• أعربت السعودية عن تأييدها لقرار الهيئة العليا للمفاوضات السورية، بالمشاركة في مؤتمر "جنيف3"، مؤكدة دعمها للمعارضة السورية، ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية (لم تسمه)، مساء الجمعة تأكيد موقف المملكة الداعم للمعارضة السورية، وللحل السياسي المستند على مبادئ إعلان جنيف1 الذي تضمنه قرار مجلس الأمن رقم (2254)، بتشكيل هيئة انتقالية للحكم تتولى إدارة شؤون البلاد، وصياغة دستور جديد لسوريا، والإشراف على الانتخابات، وصولا إلى سوريا جديدة لا مكان فيها لبشار الأسد.
• شدد وزير خارجية السعودية عادل الجبير، مساء السبت، على دعم بلاده للشعب السوري، موضحا أن المعارضة السورية، ذهبت إلى جنيف، وتحمل هموم وتطلعات الشعب، والأسد لا مكان له في سوريا المستقبل، جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير السعودي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي وصلها للمشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي، وأضاف أن السعودية، تؤيد قرار الأشقاء السوريين (المعارضة)، بالذهاب إلى مفاوضات جنيف للمباحثات التي ستجري على مبادئ جنيف 1، لإنشاء سلطة انتقالية للحكم، ووضع دستور جديد، والإشراف على انتخابات جديدة، ليكون لسوريا مستقبل جديد، لا مكان فيها لبشار الأسد، وأوضح الجبير، أن بلاده تدعم المعارضة السورية في هذا الاتجاه، وكل الحلول السياسية للانتقال في سوريا، مؤكدا استمرار الرياض، في دعمهم عسكريا.
• استدعت أنقرة السفير الروسي احتجاجاً على اختراق مقاتلة روسية للأجواء التركية أمس الجمعة، ودعت تركيا روسيا إلى عدم انتهاك أجوائها مجدداً، وحذرتها من عواقب ذلك، وذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن مقاتلة من طراز سو-34 تابعة للقوات الجوية الروسية انتهكت الأجواء التركية عند الساعة 11,46 بالتوقيت المحلي أمس (الجمعة)، واستدعت أنقرة السفير الروسي إلى وزارة الخارجية الجمعة للاحتجاج بشدة على الانتهاك وإدانته.
المشهد الدولي:
• رحبت واشنطن بقرار الهيئة العليا للمفاوضات السورية، بالانضمام إلى مباحثات جنيف، التي ترعاها الأمم المتحدة بين المعارضة السورية ونظام الأسد، وقال بيان لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري، مساء أمس الجمعة، إن الولايات المتحدة ترحب بالقرار المهم للمعارضة السورية، الممثلة في الهيئة العليا للمفاوضات بحضور المباحثات التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف، وشدد البيان على أهمية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمم المتحدة للأمن رقم 2254 من قبل جميع الأطراف المساهمة في المحادثات، بما في ذلك ما يتعلق بالحاجة الماسة لحصول المناطق المحاصرة في سوريا على المساعدات الإنسانية، وأضاف كيري أن الولايات المتحدة تتوقع من كلا الجانبين (النظام والمعارضة) في هذه المفاوضات، أن يشاركا بنية حسنة وأن يحققا تقدمًا ملموسًا في وقت مبكر من الأيام القادمة.
• أعرب وزير الخارجية الألماني فرانك- فالتر شتاينماير عن اعتقاده بأن مفاوضات السلام السورية في مدينة جنيف السويسرية تبعث بإشارة مشجعة، مشيدا بدور السعودية في إقناع المعارضة السورية بالمشاركة فيها، وفي تصريحات لصحيفة "فيلت أم زونتاغ" الألمانية، قال شتاينماير إن الملايين من السوريين انتظروا هذه المفاوضات طويلا، وأشاد الوزير الألماني بالسعودية للدور المهم الذي لعبته لإقناع المعارضة السورية بالمشاركة في مفاوضات جنيف، وتابع شتاينماير حديثه قائلا إنه سيتضح على طاولة المفاوضات ما إذا كان الجانبان (الحكومة والمعارضة) مستعدين للتوصل لحلول توافقية مؤلمة من أجل وقف القتل وحتى يحصل السوريون على فرصة لمستقبل أفضل في بلادهم، وطالب شتاينماير المتفاوضين بتحقيق تقدم ولاسيما في المجال الإنساني حتى يمكن إمداد المناطق المحاصرة بالغذاء والأدوية كما يجب إطلاق سراح المعتقلين ووقف قصف السكان المدنيين.
• قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، إن محادثات السلام المنعقدة في جنيف يجب أن تضمن حدوث انتقال سياسي، وإنه لا بد من احترام حقوق الإنسان، وقال فابيوس في بيان إنه لا بد من احترام القانون الإنساني والسعي بهمة وراء تحقيق هدف حدوث انتقال سياسي كي تنجح المحادثات، وأعلن الناطق باسم الهيئة العليا للمفاوضات المنبثقة من المعارضة السورية، أن وفد أكبر مجموعة للمعارضة سيصل، مساء اليوم السبت، إلى جنيف للمشاركة في المحادثات التي تنظمها الأمم المتحدة لمحاولة إيجاد حل للأزمة في سوريا.
• قالت جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إنه لا شروط مسبقة بشأن محادثات جنيف، ونقلت وكالة انترفاكس نقلا عن نائب وزير الخارجية الروسي أنه لا خطط لمحادثات مباشرة بشأن سوريا في جنيف والمتوقع إجراء محادثات غير مباشرة، وقال جاتيلوف الذي يتوجه إلى جنيف لحضور المحادثات في مقابلة مع "إنترفاكس" إن مبعوث الأمم المتحدة للسلام الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا اعتزم دائما إجراء محادثات غير مباشرة وهو الحديث مع وفد تلو الآخر: الحكومة وشخصيات المعارضة.
• أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن اتهامات ممثلين عن المعارضة السورية لروسيا بمحاولة إفشال مفاوضات جنيف "هراء كامل"، وأكدت زاخاروفا في مؤتمر صحفي أن روسيا كانت تدعو منذ البداية إلى الحوار بين النظام وممثلي المعارضة السورية وتسوية الوضع سياسيا ودبلوماسيا، كما أشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن موسكو لم تعلن أبدا أنها تدعم بالكامل سياسة بشار الأسد ولم تعتبر كافة الجماعات المعارضة للأسد جماعات إرهابية، مضيفة أن موسكو تشير دائما إلى أخطاء يرتكبها النظام، ودعت المتحدثة باسم الخارجية الروسية كل الأطراف السورية إلى المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة من أجل البحث عن السبل الفعالة لإيجاد تسوية سياسية في سوريا، مشيرة إلى أن مفاوضات جنيف تمثل لحظة انعطاف في التسوية السورية فيما يتعلق بالبحث عن حلول وسبل لإيجاد تسوية سلمية.
• قالت منظمة أطباء بلا حدود إن سكان مضايا ومعضمية الشام في ريف دمشق يموتون جوعا رغم دخول المساعدات الإنسانية، وفي تقرير على موقعها الرسمي بالإنترنت أضافت المنظمة أن هناك 16 حالة وفاة من المدنيين في مضايا منذ دخول المساعدات إليها هذا الشهر، واتهمت المنظمة نظام الأسد وحلفاءه بمنع وصول المساعدات الطبية للبلدة المحاصرة، وأشارت المنظمة في تقريرها أيضا إلى الوضع الإنساني المتدهور في معضمية الشام جراء الحصار.