تقرير شام السياسي 28-10-2015
المشهد المحلي:
• أكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري موفق نيربية على وجوب موافقة إيران على بيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن، ووقف عدوانها وسحب جميع قواتها وميليشياتها التي تقاتل إلى جانب نظام الأسد قبل إشراكها في أي عملية سياسية حول سورية، ولفت نيربية الانتباه إلى أن إيران كانت مُعطلة لكافة محاولات الحل السياسي، ومشاركة بقوة في عمليات القتل والتهجير بحق الشعب السوري، محذراً من أن تُفشل إيران الجهود الدولية في حال مشاركتها بالمحادثات القادمة في فيينا، وخاصة أن الجميع بات يتفق على رحيل بشار الأسد ووحدة سورية التي تتعاكس مع رغباتها.
• رفض عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري فايز سارة أن تشارك إيران في أي محادثات سياسية حول سورية، معتبراً أنها ليست طرفاً محايداً فيما يجري في سورية بل هي شريك لنظام الأسد في قتل السوريين وتحتل -ومليشيات تابعة لها منها حزب الله الإرهابي- أراض سورية، ولفت سارة إلى أن إيران لم توافق على بيان جنيف حتى اللحظة وقرار مجلس الأمن ٢١١٨، والذي وافقت عليه جميع الدول على أن يكون أساس الحل السياسي في سورية، وقال إن إشراك إيران في بداية المحادثات السياسية له أثر سلبي، وسيؤدي إلى تقويض العملية السياسية، وخاصة أن قادة الحرس الثوري الإيراني يقودون المعارك منذ عام ٢٠١٢ ضد الجيش السوري الحرّ لمنع سقوط نظام الأسد.
• دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الأمم المتحدة ومكتب الشؤون الإنسانية فيها، إلى فتح تحقيق جدي وشفاف في حادثة تسمم ٢٥٠ طفلاً وسيدة في مدينة الزبداني بريف دمشق، بعد تقديم الأمم المتحدة معونات غذائية شملت مادة البسكويت، حيث تبين أنها منتهية الصلاحية، وقد أجرى المجلس المحلي للزبداني وبقين تحقيقاً أظهر مسؤولية المواد الغذائية الفاسدة التي وزعها فريق الأمم المتحدة عن حالات التسمم، وشمل ذلك ٣٢٠ علبة من أصل ٦٥٠ تم توزيعها، وأوضح مصدر مسؤول في الائتلاف أن الائتلاف يجري مشاورات لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق الجهات والأشخاص المسؤولين عن حالات التسمم.
• نقلت وكالة أنباء النظام "سانا" أن بشار الأسد اتهم مرة جديدة الدول الغربية، وبينها فرنسا، بدعم "الإرهاب" في سوريا والمنطقة، وذلك خلال استقباله وفدا برلمانيا فرنسيا في دمشق، وقال بشار، وفق الوكالة، إن الكثير من دول المنطقة والدول الغربية، وبينها فرنسا، لا تزال حتى الآن تدعم "الإرهاب"، وتوفر الغطاء السياسي للتنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة، واعتبر بشار أن السبب الرئيسي لمعاناة الشعب السوري هو أولا الإرهاب، وما نجم عنه من تدمير للعديد من البنى التحتية الأساسية، وثانيا الحصار الذي فرض على سوريا، ما أثر سلبا على معيشة المواطنين والخدمات التي تقدم إليهم في مختلف القطاعات، وخصوصا القطاع الصحي.
المشهد الإقليمي:
• أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أن اجتماع فيينا المقرر الجمعة، سيكون لبحث الحل السياسي في سوريا ومناقشة خطط خروج بشار الأسد بشكل عسكري أو سياسي، وأضاف الجبير في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند في الرياض: غدا سيكون هناك اجتماع في فيينا يشمل الدول الأربع المملكة العربية السعودية وروسيا والولايات المتحدة وتركيا لتنسيق الموقف، ومن ثم يليه اجتماع يوم الجمعة مع مجموعة موسعة من الدول الداعمة للمعارضة السورية، وتابع أن الاجتماع سيشمل دولا أخرى من المنطقة لاختبار نوايا هذه الدول فيما يتعلق بإيجاد حل للأزمة السورية وعلى رأسها يكون موعد ووسيلة رحيل بشار الأسد، وقال وزير خارجية السعودية إن المحادثات الدولية في فيينا الخميس ستشكل اختبارا لمدى “جدية” روسيا وإيران للتوصل الى حل سياسي في سوريا، وأشار إلى أن السعودية مستمرة في دعم المعارضة السورية على الأرض.
• أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو دعم بلاده للجيش السوري الحر، قائلا إننا نرى أن الجيش السوري الحر هو الكيان الممثل الوحيد للشعب السوري، وقال داود أوغلو خلال مقابلة تلفزيونية إن تواجد الجيش السوري الحر في منطقة ما يعطي ثقةً لسكان تلك المنطقة، ومهما سيطروا على أراضٍ داخل سوريا، لانرى أحدا يضطر للفرار منهم، على عكس نظام الأسد الذي حينما يسيطر على منطقة ما يضطر العرب الذين يشكلون الأغلبية السنية إلى النزوح هربا منه، وكذلك على عكس تنظيم "داعش" الذي يضطر التركمان والأكراد إلى الفرار من مناطقهم عند وقوعها تحت سيطرته، وأكد رئيس الوزراء التركي، أن بلاده لن تسمح بوجود كيانات معادية لها على حدودها من الجانب السوري، سواء كانت معسكرات "بي كا كا" الإرهابية في شمالي العراق، أو حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD"، ووحدات حماية الشعب الكردية "YPG".
• أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن وزير الخارجية محمد جواد ظريف سيتوجه في نهاية الأسبوع إلى فيينا للمشاركة في محادثات دولية حول سوريا، وقالت الناطقة مرضية أفخم: لقد تسلمنا الدعوة وتقرر أن وزير الخارجية سيشارك في المحادثات، وكانت وكالة فارس الإيرانية للأنباء أعلنت الأربعاء، نقلا عن وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران تلقت دعوة لحضور محادثات تجري في فيينا يوم الجمعة القادم لبحث كيفية إنهاء الصراع السوري، وإنها تبحث ما إذا كانت ستشارك فيها، ونسبت الوكالة إلى مرضية أفخم المتحدثة باسم الخارجية قولها إن وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف ونظيره الروسي تحدثا هاتفيا أمس واليوم بشأن سوريا والقمة القادمة في فيينا، والمشاركة الإيرانية قيد البحث.
المشهد الدولي:
• قال أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأميركي إن تدخل روسيا في سوريا لا يسير بشكل جيد للغاية وإن هذا يعطيها حافزاً للسعي لتحقيق انتقال سياسي في البلاد، وأكد أن الروس لا يمكنهم الانتصار في سوريا… قد يكون بإمكانهم ربما الحيلولة دون هزيمة الأسد لكن لا يمكنهم الانتصار أيضاً، وتابع أن روسيا الآن لديها حافز ونفوذ أكبر لدفع الأسد والنظام صوب الانتقال، مضيفا أن ثمة اعتراف من كل الأطراف بعدم وجود حل عسكري في سوريا وهذا الاعتراف يتزايد الآن بين الروس، وقال بلينكن إن روسيا لا يمكنها تحمل تبعات الغرق في سوريا، كما أنه لا يمكنها تحمل تبعات معاداة العالم الإسلامي السني كله تقريباً.
• قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما والعاهل السعودي الملك سلمان التزما بزيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة خلال اتصال هاتفي يوم الثلاثاء وأكدا الحاجة إلى التعاون في محاربة متشددي تنظيم "داعش"، وأضاف البيت الأبيض في بيان أن الزعيمين رحبا أيضا بالتزام الأطراف في الحرب اليمنية بجولة ثانية من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة، بحسب ما أوردت وكالة رويترز، وأشار البيان إلى أن الزعيمان تعهدا بأن يظلا على اتصال وثيق فيما يتعلق بهذه القضايا والموضوعات ذات الصلة، وأكدا مجددا الشراكة القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية.
• أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة تأمل بأن تتم دعوة إيران للمشاركة في سلسلة محادثات متعددة الأطراف حول الأزمة السورية ستعقد الجمعة في فيينا، وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جون كيربي إننا نأمل أن تتم دعوة إيران للمشاركة في هذه المحادثات، مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يعلم ما إذا كانت بلاده أو بلد آخر سينقل الدعوة إلى طهران وما إذا كانت الأخيرة ستوافق، ويتوجه وزير الخارجية الأمريكية جون كيري اليوم إلى فيينا لحضور محادثات تشارك فيها نحو عشر دول أخرى، ومن المقرر أن تجري هذه المحادثات الجمعة، إلا أن العديد من الدبلوماسيين يتوقعون حصول لقاءات تمهيدية منذ مساء الخميس.
• أعرب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان عن ثقته برغبة روسيا في نهاية المطاف برحيل بشار الأسد لإيجاد حل للنزاع في سوريا، ولكنه أوضح أن السؤال متى وكيف سيتمكنون من دفعه للخروج من المشهد؟، وخلال مؤتمر في واشنطن، أشار برينان إلى أنه رغم تصريحات الروس فإنه يعتقد أنهم لا يرون الأسد في مستقبل سوريا، كما أعرب عن اعتقاده أن موسكو تدرك أنه لا حل عسكريا في سوريا وأن هناك حاجة إلى نوع من عملية سياسية، واعتبر المسؤول الاستخباراتي الأميركي المفارقة في الموقف الروسي أن موسكو تعتقد أن عليها تقوية الأسد أولا قبل أن يصبح بالإمكان إزاحته، وأشار إلى أن روسيا تريد أولا الحصول على مزيد من النفوذ والتأثير في سوريا قبل التوجه نحو عملية سياسية تحمي مصالحها في هذا البلد.
• أعلن مدير الاستخبارات الفرنسية برنار باجوليه في واشنطن خلال مؤتمر حول الاستخبارات أن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى إلى غير رجعة، مؤكداً أن دولاً مثل العراق وسورية لن تستعيد أبداً حدودها السابقة، وقال باجوليه في المؤتمر الذي شارك فيه أيضاً مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) جون برينان إن الشرق الأوسط الذي نعرفه انتهى، وأشك بأن يعود مجدداً، وأضاف إننا نرى أن سورية مقسمة على الأرض، فالنظام لا يسيطر إلا على جزء صغير من البلد، والشمال يسيطر عليه الأكراد، ولدينا هذه المنطقة في الوسط التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، واعتبر باجوليه أن الشرق الأوسط المقبل سيكون حتماً مختلفاً عن الشرق الأوسط ما بعد الحرب العالمية الثانية.
• عارضت روسيا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يرمي إلى وقف عمليات القصف بالبراميل المتفجرة في سورية، معتبرةً أن من شأنه أن يسيء إلى محادثات السلام الجارية، وأعدت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا النص الذي يهدف إلى منع استخدام الذخيرة البدائية الصنع، وفرض عقوبات على نظام الأسد المتهم بإلقاء البراميل المتفجرة على المدنيين، ورد نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة بيتر ايليشيف بـ "لا"، عندما سئل عما إذا كانت روسيا تؤيد النص، قائلاً: خصوصاَ في هذا الوقت الدقيق للغاية، ملمحاً إلى مساع المجتمع الدولي لإيجاد حل سلمي للنزاع الذي يمزق سورية منذ أربعة أعوام وأسفر عن سقوط 250 ألف قتيل، إضافة إلى ملايين النازحين واللاجئين، وشدد أمام الصحافيين على القول إنه يجب أن لا نعرض المساعي المبذولة حالياً للخطر.
• قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الإرهابيين يستغلون الشرق الأوسط كقاعدة لتدريب مقاتلين جدد، قبيل إرسالهم إلى مناطق أخرى لزعزعة الاستقرار هناك، وجاء في رسالة وجهها الرئيس إلى المشاركين في اجتماع رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة أن الأوضاع الجيوسياسية الآنية في العالم تملي علينا ضرورة البحث عن سبل فعالة جديدة للرد على التحديات والمخاطر المعاصرة، وأعرب الرئيس الروسي في رسالته عن قلقه البالغ من الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يحاول الإرهابيون استغلال المنطقة كقاعدة لهم لتجنيد وتدريب مقاتلين جدد، يمكن استخدامهم لاحقا لزعزعة أمن دول أخرى، وفي هذا الخصوص شدد بوتين على ضرورة رفع مستوى التعاون بين الدول في هذا المجال واعتماد الأساليب الأكثر فعالية ووضع مقاربات موحدة لتحقيق الأهداف المحددة.
• نفى الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، صحة ما أثير مؤخراً عن تقديم ضمانات روسية بعدم ترشح بشار الأسد لولاية جديدة في حال تم تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، وكانت بعض وسائل الإعلام أشارت إلى تقديم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ورقة لنظيره الأميركي جون كيري خلال لقائهما في فيينا، الجمعة الماضي، تضمنت بنوداً مفصّلة للحل السياسي في سوريا، من بينها تقديم الرئيس الروسي ضمانات بعدم ترشح بشار الأسد للرئاسة، وقال بيسكوف، بحسب ما نقلت عنه صحيفة الحياة، إن الكرملين لا يعلّق عادة على أنباء من هذا النوع، وقيمة هذه المعطيات لا تتجاوز الصفر، لكنه أشار في المقابل إلى جهود جماعية تبذل حالياً من أجل إيجاد مخرج سياسي للوضع في سوريا، وزاد أن ثمة ترحيباً بمشاركة دول أخرى في هذه الجهود.
• قال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إنه من غير المرجح تحقيق اختراق خلال المباحثات الدولية الموسعة حول سوريا في فيينا الجمعة مع اعتبارها خطوة أولى نحو الحل السياسي للنزاع، وقال الوزير في تصريح نشرته وزارته على "تويتر": إنني لا اتوقع تحقيق اختراق كبير، لأن الوضع في منطقة النزاع لا يزال مشتعلا والاختلاف في المواقف كبير جدا، لكنه أضاف أن المباحثات يمكن أن تقرب الطريق نحو حل سياسي، ورحب شتاينماير كذلك بجلوس وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية حول طاولة واحدة.