تقرير شام السياسي 22-01-2016
المشهد المحلي:
• أكد رئيس وفد المعارضة السورية للمفاوضات في مؤتمر جنيف أن موعد بدء المفاوضات مع وفد النظام تأجل إلى 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، مشيراً إلى أن روسيا هي تضع العصى في العجلات، وقال رئيس الوفد العميد أسعد الزعبي في حديث تلفزيوني مع قناة الجزيرة، إن العراقيل من الجانب الروسي باتت واضحة، من أجل منع عملية التفاوض، أو تحميل الشعب السوري مسؤولية عدم التفاوض، وأضاف أن المعارضة السورية أبلغت الجهات المختصة بالوفد عن جاهزيتها لبدء العملية التفاوضية في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن تنطلق به المفاوضات.
• استبعد مسؤول كبير بالمعارضة السورية إجراء محادثات سلام حتى لو كانت غير مباشرة مع نظام الأسد قبل وقف الضربات الجوية الروسية ورفع حصار عصابات الأسد للمناطق المأهولة، وقال جورج صبرة، نائب رئيس وفد المعارضة التفاوضي، إن من المقرر أن يبحث المجلس الذي يمثله الجهود الدبلوماسية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري غدا السبت، وقال صبرة لوكالة "رويترز": نحن لا يهمنا شكل المفاوضات لكن يجب أن تهيأ الظروف والمناخات المناسبة للمفاوضات، ولدى سؤاله عما إذا كانت المعارضة لن تحضر المفاوضات حتى لو كانت غير مباشرة أجاب "نعم"، وذكر صبرة أن من المقرر أن يبحث رياض حجاب المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الجهود الدبلوماسية مع كيري غدا السبت وسيتم طرح الأمور بوضوح.
• رجّحت مصادر دبلوماسية أوروبية أن يتم تأجيل مؤتمر جنيف الثالث حول الأزمة السورية إلى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، وقالت إن الأمم المتحدة ستوزع الدعوات للأطراف المعنية مطلع الأسبوع المقبل، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن أوساطاً أوروبية وأممية تتحدث عن تأجيل المؤتمر عدة أيام عن موعده المحدد سابقاً، وغالباً إلى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، بعد أن كان مقرراً انعقاده في الخامس والعشرين منه، لإطلاق المفاوضات بين المعارضة والنظام حول الحل السياسي للأزمة السورية، وأوضحت المصادر إن المبعوث الأممي لسورية، ستافان دي ميستورا، المُخوّل بالتنسيق بين الأطراف السورية والدولية سيقوم بتوجيه الدعوات للأطراف التي ستشارك فيه فيما لو تم إقرار الموعد الجديد وتوصّل مع الأطراف الدولية لصيغة مناسبة للمشاركين من المعارضة السورية.
• أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة أن نظام الأسد يخرق قرارات مجلس الأمن على الأرض بتشديده في حصار المدنيين وتجويعهم ومنع الأدوية والمساعدات الغذائية من العبور إليهم، وذلك بغطاء عسكري وجوي من العدوان الروسي على بلادنا، كما وبالتوازي مع ذلك يقوم نظام الأسد بخداع المجتمع الدولي والمماطلة حول العملية السياسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات، أيضاً بغطاء سياسي من روسيا، وشدّد مروة على أن روسيا اليوم بعدوانها العسكري على سورية وقتلها المتصاعد للأهالي والمدنيين وبتغطيتها السياسية على نظام إرهابي لا شرعي هي العقبة الأكبر أمام العملية السياسية في سورية، وطالب مروة أصدقاء الشعب السوري أن لا يخجلوا من تزويدنا بالأسلحة النوعية ودعمنا لحل مشكلة الحصار بشكل جذري، لا سيما وهم يرون عياناً كيف تدخلت روسيا لنصرة حليفها الأسد؛ لا بتزويده بالسلاح فحسب، ولكن بإرسال مرتزقتها وأساطيل طائراتها لتقصف شعبنا وأهلنا على عين العالم وسمعه.
• اتهم هيثم مناع رئيس تيار قمح، ورئيس الهيئة السياسية لميليشيات سوريا الديمقراطية، وفد المعارضة السورية المفاوض بأنه يضم أسماء إرهابية، مشيرًا لعدم إمكانية مشاركة أطراف تضم في صفوفها مقاتلين أجانب في المفاوضات، جاء ذلك في تصريحات لمناع على قناة "الميادين" اللبنانية الموالية لإيران و"حزب الله" الإرهابي، حيث قال إن بعض الدول تريد استعمال المعارضة السورية كورقة، فقد تم حذف بعض الأسماء برغبة أطراف إقليمية، على حد زعمه.
• قضت محكمة نظامية يوم الخميس، بالسجن لمدة 20 عاما على سليمان الأسد، ابن عم بشار الأسد، وأحد أبرز قادة التشبيح التابعين لعصابات الأسد، بتهمة قتل عقيد في مدينة اللاذقية، ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني نظامي قوله، إن محكمة في اللاذقية أصدرت حكماً بالسجن 20 عاما على سليمان الأسد بتهمة قتل العقيد حسان الشيخ، وأقدم سليمان الأسد، في آب الماضي، على قتل العقيد في القوات الجوية حسان الشيخ، بسبب خلاف على أفضلية المرور في مدينة اللاذقية، وروى شقيق الفقيد، الذي كان برفقته أثناء وقوع الحادث، أن سليمان الأسد قتل شقيقه لأنه لم يفسح المجال أمام سيارته للمرور، بسبب زحام على الطريق، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقتها أن الأسد ترجل من سيارته وأطلق النار على الشيخ، من رشاش كان بحوزته.
المشهد الإقليمي:
• قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن مفتاح إلحاق الهزيمة بـ"داعش" في سوريا والعراق هو في تغيير نظام بشار الأسد في سوريا، وأشار الوزير في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إلى إمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا، وأضاف أن تطبيق الإصلاحات المتفق عليها قبل عام ونصف في العراق، أيضاً من أهم العوامل التي تساعد في القضاء على "داعش"، وذلك بضمان توزيع السلطات بعدالة بين مختلف الطوائف في العراق، وأكد الوزير السعودي أنه من دون هذا الأمر فلن نتمكن من تجفيف المنابع التي يتغذى عليها "داعش" بسوريا والعراق، مشيراً بالقول: إنه يمكننا تنفيذ ضربات جوية ضد "داعش"، وهذا ما يحصل بالفعل، كما ويمكننا البحث بإمكانية إرسال قوات خاصة إلى سوريا ولكن الأمور ستكون أصعب وأطول بحال بقاء الأسد في السلطة.
• أكد رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان، أن تركيا لم ولن تسمح بتواجد وحدات حماية الشعب الكردية غرب نهر الفرات في سوريا، ونفى أردوغان خلال حديث مع بعض الصحافيين في إسطنبول أن تكون قوات من هذا التنظيم الكردي قد عبرت بالفعل للضفة الغربية من الفرات، وأضاف: أن هذه كلها إشاعات، مشددا على أننا لم نسمح بهذا الأمر حتى الآن، وحتى ولو كانت تحركات جزئية، لن نسمح بمثل هذا الأمر.
• أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، رفض بلاده وجود ممثلين عن الجماعات الإرهابية ضمن وفد المعارضة السورية في محادثات السلام في جنيف، وقال داود أوغلو: إننا ندعم أي محاولة لإيجاد تسوية سلمية في سوريا، مضيفًا أنه يجب ألا تكون الجماعات الإرهابية ممثلة في محادثات السلام الرامية إلى إنهاء الحرب الدائرة في سوريا، في إشارة إلى حزب الاتحاد الديمقراطي، بقيادة صالح مسلم، الحليف لروسيا، وأضاف أوغلو في خطاب أمام المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس، أن تركيا لا تُفرِّق بين تنظيم الدولة وحزب العمال الكردستاني في معركتها ضد الإرهاب، وأكد رئيس وزراء تركيا على دعم بلاده للمعارضة المعتدلة في سوريا ضد تنظيم الدولة، مستدركًا: ولكن روسيا تقصف هذه الحركات.
• أجرى وفد من "المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية"، يوم الأربعاء الماضي، زيارة إلى ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، من أجل الاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين فيها، والوفد الذي ضم الرئيس التونسي السابق، المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة السورية المؤقتة، أحمد طعمة، والناشطة اليمنية، توكل كرمان، والمعارض المصري، أيمن نور، زار مكتب "رزق"، الذي يقدم خدمات للسوريين في شانلي أورفا، ورافق نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، الوفد خلال الزيارة، وقال المرزوقي، إن الوفد جاء إلى تركيا، من أجل الاطلاع على أوضاع السوريين في تركيا، معربًا عن شكره للشعب التركي على حسن استضافته لهم، وتأسس "المجلس العربي للدفاع عن الثورات والديمقراطية"، في تموز 2015، برئاسة المرزوقي، ويضم عددًا من الرموز السياسية في دول الربيع العربي.
• أكدت خارجية مصر أهمية بدء المفاوضات السورية في جنيف، والمعروفة بجنيف 3 تحت إشراف ورعاية المبعوث الأممي للأزمة السورية، ستيفان دي ميستورا، في الموعد المتفق عليه والمنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2254، ودعا المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، المبعوث الأممي إلى بذل كل الجهد من أجل توفير التمثيل اللازم لكافة أطراف المعارضة السورية والقوى الوطنية المؤثرة في المعادلة خلال عملية التفاوض في جنيف، حرصاً على أن تكون النتائج التي سيتم التوصل إليها قابلة للتنفيذ على الأرض، وناشد المتحدث باسم الخارجية دي ميستورا للاستفادة من الأيام القادمة لبحث صيغ تمثيل المعارضة السورية على النحو الأمثل، مؤكداً أن تسوية الأزمة السورية لم تعد تحتمل الانتظار أكثر من ذلك، وأشار إلى أن استمرار الصراع في سوريا بات يمثل تهديدا خطيرا لاستقرار المنطقة بأكملها، الأمر الذي يجعل التفاوض بين الأطراف السورية مسألة ملحة تحتم على كافة الدول مساعدة الأمم المتحدة على إنجازها.
المشهد الدولي:
• صرَّح المبعوث الأممي الخاص في سوريا ستافان دي ميستورا، بأنه من المحتمل تأجيل مباحثات جنيف الخاصة بالشأن السوري لفترة وجيزة، حتى الاتفاق على صيغة مشتركة بين الدول التي لها تأثير على الأطراف المشاركة في جنيف، وأضاف دي ميستورا بأن دول الدعم الدولية لسوريا تعمل على إيجاد صيغة تفاهم مشتركة لجميع الأطراف التي ستشارك في مباحثات جنيف، المزمع عقدها في 25 كانون الأول/ يناير، وكان ميستورا قد أعلن في تصريح سابق عن احتمالية تأجيل موعد إطلاق المباحثات بين وفدَي نظام الأسد والمعارضة السورية، لافتًا إلى أن الأمم المتحدة تسعى لإجراء جولة مباحثات بين الجانبين حتى نهاية الشهر الحالي.
• أعلن وزير الدفاع الأميركي أشتون كارتر، إنه سيتم نشر قوات برية في إطار استراتيجية محاربة داعش في سوريا و العراق، وقال كارتر في مقابلة مع قناة "سي إن بي سي" الأميركية إن الولايات المتحدة يجب أن تساعد في تعزيز جهود التحالف من أجل التصدي لـ"داعش"، وأكد على ضرورة استعادة مدينتي الرقة في سوريا والموصل في العراق من التنظيم.
• قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن ألمانيا ستتأكد من أن تركيا تلقّت المساعدات المقرّرة من الاتحاد الأوروبي للتعامل مع أزمة اللاجئين، وقالت ميركل خلال مشاورات بين الحكومتين الألمانية والتركية في برلين إن أحد أجزاء جدول أعمال الاتحاد الأوروبي وتركيا أن تسهم أوروبا بنصيبها في تحسين الوضع المعيشي للسوريين الذين يعيشون في تركيا وضمان أن أوروبا يمكنها التعامل مع الأزمة، وأضافت ميركل أننا من الجانب الأوروبي سنقدم 3 مليارات يورو التي أجدد التعهد بها اليوم، وأشارت إلى أن تركيا وألمانيا تعملان على تكثيف الجهود العسكرية في مواجهة تنظيم "داعش"، فيما أشار رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إلى أن محادثات السلام الرامية لإنهاء الحرب في سوريا الأسبوع المقبل ستكون عنصراً أساسياً في وقف تدفق اللاجئين على أوروبا، وأضاف داود أوغلو في مؤتمر صحفي مع ميركل أن ألمانيا وتركيا متعاونتان تماماً في مواجهة الجماعات المتشددة بما فيها تنظيم "الدولة الإسلامية" وحزب العمال الكردستاني.
• قالت صحيفة الحياة، إنه وفي خطوة تعكس موقف المرشحة الديموقراطية من الأزمة السورية وتؤشر إلى انخراط أكبر فيها، التقت وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون بنشطاء سوريين في العاصمة الأميركية ليلة الأربعاء – الخميس، وتم التطرق إلى تطورات النزاع في سورية وخطة إقامة مناطق حظر جوي في حال وصول السيّدة الأولى السابقة إلى البيت الأبيض، والتقت كلينتون بمجموعة واسعة من النشطاء السوريين والسوريين – الأميركيين بينهم بسام بربندي وجومانا قدور وقاسم عيد وكنان رحماني وإبراهيم الأصيل، وتعهدت كلينتون الضغط على إدارة الرئيس باراك أوباما للتحرك لفك الحصار وإقامة مناطق آمنة لوقف هروب المدنيين من سورية، ووعدت أيضاً في حال انتخابها بمساعدة السوريين لبناء مستقبل أفضل لا دور للأسد فيه.
• قال دبلوماسي روسي، إن بلاده ستدعم وفداً بديلاً من المعارضة السورية للتفاوض مع الحكومة في محادثات السلام في جنيف في وقت لاحق هذا الشهر، إذا لم يتم تعديل فريق المعارضة الحالي أو إذا قاطع المحادثات، وقال الدبلوماسي إن ما نحاول تحقيقه هو إما توسيع وفد الرياض ليضم المعارضة المعتدلة أو أن يكون هناك وفد معارض منفصل، وأضاف أنه في حال مقاطعة المعارضة للمحادثات فسوف يأتي الوفد الثاني، وسيتفاوضون مع الحكومة، وذكر الدبلوماسي الروسي أنه تم الاتفاق بين روسيا وأميركا على عقد المحادثات السورية قبل نهاية الشهر الحالي، وإن يوم الجمعة 29 يناير/كانون الثاني هو آخر موعد محتمل.
• نفى دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول عرض قدمته موسكو لبشار الأسد بشأن استقالته، وقال بيسكوف تعليقا على أنباء حول تقديم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مثل هذا العرض لنظيره السوري، بحسب روسيا اليوم: لا، إنه ليس صحيحا، وكانت صحيفة "فاينانشل تايمز" قد نقلت عن مصادر في الاستخبارات الغربية أن رئيس هيئة الاستخبارات العامة التابعة لهيئة الأركان الروسية إيغور سيرغون زار دمشق بطلب من الرئيس فلاديمير بوتين ليعرض على بشار الأسد الاستقالة، لكن الأخير رفض، وكان سيرغون توفي فجأة يوم 3 كانون الثاني عن عمر يناهز 59 عاماً، وحسب مصادر “فايننشال تايمز” فقد رفض الأسد هذا الاقتراح بغضب وشدد على أنه لا مستقبل لروسيا في سوريا إلا في حال بقي هو رئيساً.
• استنكرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زخاروفا تصريحات مسؤولين أميركيين نفوا فيها علمهم بمساعدات روسية أرسلت إلى مناطق محاصرة في سوريا، بحسب ما كانت أعلنت موسكو، وقالت المتحدثة: إن ممثلين عن الخارجية الأميركية قد أنكروا رؤيتهم لجهود روسيا في تقديم المساعدات الإنسانية في سوريا، وهذا أمر غريب للغاية، خاصة أن الخارجية الأميركية ترى وتتابع كل شيء.. فقد رأوا الدبابات الروسية تدخل برا وجوا إلى دول أخرى.. لكنهم لم يروا مساعداتنا للسوريين.