تقرير شام السياسي 21-01-2016
المشهد المحلي:
• أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات تمسكها باستحقاقات ما قبل التفاوض، وقال المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات رياض نعسان آغا إننا كنا نأمل أن يكون المجتمع الدولي أكثر حزما في تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 الذي نص على مرحلة أساسية يمكن تسميتها مرحلة استحقاقات ما قبل التفاوض، مضيفا أن روسيا وافقت على هذا القرار وعلى أن يكون مقدمة لمفاوضات جنيف، وشدد نعسان آغا على أن وفد المعارضة ليست لديه شروط، بل هو يتحدث عن استحقاقات حددها مجلس الأمن، معتبرا أن من الطبيعي أن تكون هناك مرحلة لحسن النوايا، وأبدى استغرابه من تدخل روسيا في تحديد أسماء وفد المعارضة، واعتبر أن وجود عسكريين على رأس وفد المعارضة هو تعبير عن وحدة المعارضة من سياسيين وعسكريين، ولكي يكون العسكريون هم الذين يبرمون الاتفاق وينفذونه، مؤكدا أن السياسيين لن يستطيعوا وحدهم تنفيذ اتفاق لوقف إطلاق النار في حال التوصل إليه، وقال أيضا إنه لا يرى مؤشرات على أن مؤتمرا كبيرا سيحدث بعد أيام قليلة رغم اتفاق كيري ولافروف على عقده قريبا، وأضاف أنه يتمنى أن تعقد المفاوضات في أقرب وقت لحقن دماء المدنيين، ولكن لم تصلهم دعوة لحضور المفاوضات حتى الآن.
• صرح محمد علوش، كبير المفاوضين والمسؤول السياسي لجيش الإسلام في تصريح لـ"العربية.نت" أن الموقف الأميركي والأوروبي جاء متفهماً لترشيح جيش الإسلام، مشيراً إلى أن الاعتراض الوحيد على مشاركة جيش الإسلام كان من قبل الجانب الروسي، وشكك علوش بحديث الجانب الروسي عن بدء التفاوض مع النظام في غضون أيام، مشيراً إلى عدم تلقي الوفد حتى اليوم أية دعوات، وشدد على أن وفد التفاوض لن يذهب إلا بعد الالتزام بنص الدعوة الرسمي وهو الذهاب إلى مفاوضات لتشكيل هيئة حكم انتقالية، وليس كما يقترح دي ميستورا المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، مؤكدا أن هناك مفاوضات مع الهيئة ودي ميستورا في هذا الشأن.
• بحث أعضاء الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري، اليوم الخميس، الوضع الميداني وآخر التطورات السياسية وأبرزها المفاوضات المفترض عقدها في جنيف الأسبوع المقبل، كما بحث أعضاء الهيئة السياسية عمل الهيئة العليا للمفاوضات وتشكيلها للوفد التفاوضي، وناقش المجتمعون تداعيات عدم وجود توافق دولي حول إزالة العقبات التي تقف حاجزاً أمام انطلاق المفاوضات، كما ناقش أعضاء الهيئة السياسية التحضيرات القادمة لاجتماع الهيئة العامة المزمع عقده خلال الأيام القليلة القادمة.
المشهد الإقليمي:
• قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن روسيا وآخرين يحاولون تقويض المفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى حل للصراع الدائر في سوريا بإشراك جماعات مثل وحدات حماية الشعب الكردية السورية، واعتبر داود أوغلو، في تصريحات في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أن الجماعات الإرهابية يجب ألا تكون ممثلة في المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع في سوريا، وقال إن تركيا لا تفرق بين تنظيم "داعش" وحزب العمال الكردستاني في معركتها ضد الإرهاب، وشدد أوغلو على أن روسيا تعقِّد قتال تنظيم "داعش" بقصف المعارضة السورية المعتدلة وإن هناك حاجة لتنسيق دولي في مواجهة التنظيم الإرهابي.
• قال مسؤولون أمريكيون كبار إن الولايات المتحدة تعمل على مضاعفة الجهود الرامية لمساعدة تركيا في تشديد الرقابة على حدودها مع سوريا، وستعرض للمرة الأولى أساليب تكنولوجية على أنقرة لمساعدتها في تأمين الحدود، وقال المسؤولون الأميركيون لـ"رويترز" إن وزير الأمن الداخلي الأميركي جيه جونسون سيرأس في فبراير المقبل وفداً من عدة وكالات أميركية ويعرض على الحكومة التركية قائمة بالتكنولوجيات التي يمكن أن تستخدم في ضبط الحدود، وأضاف المسؤولون أن قائمة المعدات الأميركية التي يرجح أن تطرح على تركيا تشمل بالونات المراقبة وتكنولوجيا كشف الأنفاق، وأكدوا أن الولايات المتحدة مستعدة لإتاحة وسائل رصد المواد المستخدمة في صناعة العبوات التفجيرية لتركيا.
• نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر تركية مطلعة بأن أنقرة تعد لعملية برية في منطقة جرابلس السورية القريبة من الحدود التركية، والخاضعة لسيطرة "داعش"، خلال الأيام المقبلة، وذكرت الصحيفة أن كاسحة ألغام وصلت قرب الشريط الحدودي الذي يفصل بين جرابلس في شمال حلب ومدينة كيليس التركية، ومن المقرر أن تبدأ الكاسحة في إزالة الألغام التي زرعها التنظيم تمهيدا لما هو أكبر، وكشف النائب في البرلمان التركي عن حزب العدالة والتنمية في ولاية هاتاي الحدودية فوزي جان بيردي، أن تركيا تعد للعملية العسكرية على اعتبار أنها كافحت ولا تزال تنظيم "داعش" وأي تنظيم إرهابي آخر، وستستمر في هذا الأمر حفاظا على أمن مواطنيها.
• نقل موقع "جنوبية" اللبناني الذي يديره شيعة معارضون لـ"حزب الله" الإرهابي، عن مسؤول إيراني كبير، قوله إن ما يجري في لبنان لا قيمة له، في إشارة إلى الفراغ الرئاسي في البلاد، وإن إيران ترى أن ملف الرئاسة في لبنان مؤجل إلى ما بعد بلورة الحل في سوريا، وتصر على أن رئيس النظام هناك هو بشار الأسد، وتابع المصدر، الذي لم يذكر اسمه، بأن المسؤول الإيراني أبلغ المعنيين بأن ما يجري في لبنان هو مجرد خلط جديد للأوراق، من شأنه أن يعيد الأمور إلى نقطة الصفر دون أي تغيير في المعادلة، وأن الاصطفافات ستبقى على ما هي عليه، وأن إيران هي الرابح الوحيد، خصوصا أن المرشحين المتنافسين (عون وفرنجية) ينتميان إلى المحور الإيراني، وأضاف أن المسؤول الإيراني أبلغ الجميع بأنه لن يكون هناك انتخابات في لبنان قبل تبلور الحلّ السوري، وأنه إن استمرت المعاندة العربية التركية التي ترفض بقاء الأسد فإن من المستحيل أن يتغير شيء في لبنان.
• أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، انتهاء تمرين عسكري للقيادة الشمالية حاكى مواجهة في الجبهة السورية إلى جانب مواجهة أخرى على الجبهة اللبنانية في آن واحد، اشترك فيها سلاحا الجو والبحرية، ويهدف التمرين بحسب أدرعي إلى رفع مستوى الجاهزية، وقال إنه مخطط له سابقا، ونقل أدرعي عن قائد المنطقة الشمالية العسكرية، أفيف كوخافي، أن التمرين شمل تدريبا على ضرب آلاف الأهداف بشكل مكثف على طول الجبهات والقرى التي ينشط فيها "العدو"، وشمل تنفيذ برامج عملياتية لمختلف أذرع الجيش الإسرائيلي، والتدرب على مناورات واسعة النطاق لمواجهة "حزب الله"، سواء في سوريا أم في لبنان.
المشهد الدولي:
• شكك المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي مستورا من إمكانية الالتزام بموعد انعقاد مفاوضات جنيف في 25 من الشهر الجاري بين الأطراف السورية، ودعا دي مستورا القوى الكبرى لمواصلة الضغط الدبلوماسي على الطرفين - نظام الأسد والمعارضة السورية - للجلوس إلى مائدة المفاوضات، وربط انطلاق المفاوضات بوقف إطلاق النار ووصول قوافل المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة.
• أكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري في دافوس أن مفاوضات السلام بين النظام في سوريا وقسم من المعارضة برعاية الأمم المتحدة ستبدأ الاثنين في جنيف، بينما ترجح الأمم المتحدة تأخير المفاوضات عدة أيام، حسب ما أوردت وكالة فرانس برس، وسئل كيري لدى بداية اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على هامش المنتدى الاقتصادي في دافوس، عما إذا كان قلقا من حدوث تأجيل للمحادثات المقررة في 25 كانون الثاني، يمكن أن يفقدها زخمها فقال إننا حين نقول تأجيلا فهو ليوم أو يومين لتوجيه الدعوات لكن لن يحدث تأجيل كبير، والعملية ستبدأ في 25 كانون الثاني، وسيجتمعون، وسنرى أين وصلنا حتى الآن.
• قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن تأخيرا لمدة يوم أو يومين في بدء المحادثات المزمعة في 25 كانون الثاني بين الحكومة السورية والمعارضة لن يكون نهاية العالم، وردا على سؤال عن تلميح مبعوث الأمم المتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا إلى أن المحادثات قد لا تبدأ كما هو مخطط له في جنيف يوم الاثنين قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تون: إن المواعيد النهائية مسألة مهمة ولكن إذا تأخرت ليوم أو اثنين فهذه ليست نهاية العالم أيضا، وأضاف إن هذه عملية صعبة، ولكن علينا مواصلة الضغوط ومواصلة المضي قدما.
• أعلن الجنرال جوزيف دانفورد رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي أن عملية القوات الجوية الروسية سمحت لقوات الأسد باستعادة المواقع المفقودة جزئيا، وقال دانفورد للصحفيين إن قوات الأسد تمكنت كذلك من تعزيز مواقعها في المناطق التي كانت تتعرض سابقا لهجمات نشطة من قبل مسلحين، وأشار دانفورد إلى أن حكومة الأسد كانت في أسوء أوضاعها سابقا والآن تحسنت مواقف النظام، وقال الجنرال الأمريكي إنه أجرى خلال الشهرين الأخيرين مباحثات مرتين مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف، مؤكدا عدم وجود ما يمكن تسميته بالتنسيق في سوريا، وذكر أن واشنطن تتمسك بحق القيام بعمليات عسكرية في سوريا بشكل مستقل عن روسيا، وأشار دانفورد إلى نجاح قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في مجال مكافحة تنظيم "داعش" الإرهابي، موضحا أن التحالف تمكن من قطع الطريق الرئيسي بين الرقة السورية والموصل العراقية ويحاول حاليا قطع الطرق الأخرى وإيقاف حركة النقل بين المدينتين الرئيسيتين للتنظيم الإرهابي.
• دعت فرنسا روسيا إلى تركيز قصفها على تنظيم "الدولة الإسلامية" والتوقف عن ضرب مجموعات المعارضة المسلحة في سوريا التي تقاتل التنظيم الجهادي، في حين اعتبرت واشنطن أن موسكو على طريق إستراتيجية سيئة، وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان في ختام لقاء عقد في باريس ضم سبع دول من قوات التحالف المشاركة في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، إن روسيا لاعب مهم في الملف السوري، ونحن نقدر هذا الموقع ونرغب بأن تركز روسيا جهودها على "داعش" وتتوقف عن ضرب المجموعات التي تقاتل هذا التنظيم، وقال نظيره الأمريكي آشتون كارتر في الإطار نفسه إن الروس على طريق إستراتيجية سيئة، مضيفا أنه وحتى يتغير هذا الأمر ليس هناك أساس مشترك لقيام تعاون معهم.
• رجّحت مصادر دبلوماسية أوروبية أن يتم تأجيل مؤتمر جنيف الثالث حول الأزمة السورية إلى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، وقالت إن الأمم المتحدة ستوزع الدعوات للأطراف المعنية مطلع الأسبوع المقبل، وقالت المصادر لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء إن أوساطاً أوروبية وأممية تتحدث عن تأجيل المؤتمر عدة أيام عن موعده المحدد سابقاً، وغالباً إلى الحادي والثلاثين من الشهر الجاري، بعد أن كان مقرراً انعقاده في الخامس والعشرين منه، لإطلاق المفاوضات بين المعارضة والنظام حول الحل السياسي للأزمة السورية، وأوضحت المصادر إن المبعوث الأممي لسورية، ستافان دي ميستورا، المُخوّل بالتنسيق بين الأطراف السورية والدولية سيقوم بتوجيه الدعوات للأطراف التي ستشارك فيه فيما لو تم إقرار الموعد الجديد وتوصّل مع الأطراف الدولية لصيغة مناسبة للمشاركين من المعارضة السورية.