تقرير شام السياسي 14-12-2015
المشهد المحلي:
• قال نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هشام مروة إن الاحتلال الروسي نفذ يوم أمس مشروع إبادة جماعية عبّر فيها عن استراتيجيته الإجرامية والإرهاب الممنهج والموجه ضد المدنيين بالدرجة الأولى، وقد وثقت مصادر حقوقية استشهاد 113 شخصاً أمس الأحد في عموم سورية، بينهم 23 طفلاً و16 سيدة، حيث تلقت مدينة دوما في ريف دمشق الهجمات الأعنف نتيجة غارات وحشية من الطيران الروسي استخدمت خلالها القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية، وأوضح مروة أن المجازر الروسية تنسجم مع أسلوب نظام الأسد في التعامل مع أي خطوات سياسية أو دبلوماسية تتحرك على طريق الحل السياسي، ويسعى الروس من خلالها للرد على مخرجات مؤتمر المعارضة الموسع في الرياض، وخلط الأوراق من خلال ارتكاب المزيد من المجازر واستعمالها للتغطية على الهروب المتعمد من تلبية الاستحقاقات الدولية.
• أدان أمين سر الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري أنس العبدة الهجمات الوحشية من الطيران الروسي على مناطق المدنيين والتي خلفت يوم أمس 113 شهيدا في عموم سوريا، محملاً المجتمع الدولي مسؤولياته في حفظ الأمن والسلام، ومطالباً، وعلى نحو عاجل، بإدانة الاحتلال الروسي واتخاذ الإجراءات الإغاثية والإسعافية اللازمة لإنقاذ المدنيين والجرحى في مدن وبلدات الريف الدمشقي وسائر أنحاء سورية، استناداً إلى قرار مجلس الأمن رقم 2165 القاضي بإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وأكد العبدة أنه لا يمكن لأي تحرك جدي، يسعى لإرساء حل سياسي حقيقي، أن ينجح ما لم يتم بالتوازي مع فرض قرار مجلس الأمن 2139، بما يشمل وقف القصف العشوائي والاستخدام الممنهج للبراميل المتفجرة في المناطق الآهلة بالسكان، وبدء العمل مباشرة على رفع الحصار عن جميع المناطق المحاصرة، وإيصال المساعدات الإغاثية للمدنيين.
• دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري، خالد خوجة، لتصنيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كمجرم حرب إلى جانب الأسد؛ وذلك بعد مقتل مئات المدنيين جراء الغارات الروسية، وقال خوجة على صفحته بتويتر أمس الأحد: إن مجزرة بوتين اليوم في دوما وقتله عشرات المدنيين بدم بارد بعد مجازره في باقي مدن سوريا دليل آخر لتصنيفه كمجرم حرب إلى جانب الأسد، وأضاف خوجة في تغريدة أخرى: اليوم ودعت سوريا أكبر عدد من شهدائها، ضحايا بوتين المدنيين في دمشق وحلب وإدلب والساحل وحمص وحماة ودرعا ودير الزور تجاوزوا الـ 600.
• أعلنت فصائل عديدة تابعة للجيش السوري الحر تأييدها لاجتماعات المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي، في مؤتمر الرياض في المملكة العربية السعودية، فقد أصدرت فصائل "الفرقة الشمالية - فيلق الشام - تجمع صقور الجبل" بياناتٍ أيدت فيها مساعي السعودية في توحيد جهود المعارضة السورية من أجل إسقاط نظام الأسد، مع الإشارة إلى الحفاظ على الثوابت الثورية، وختمت الفصائل العسكرية بياناتها بدعم ممثلي "الجبهة الشمالية" الحاضرين بالمؤتمر، وشُكْر السعودية وملكها على احتضان تلك الاجتماعات.
• أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، دعمها لمخرجات مؤتمر الرياض الموسّع للمعارضة السورية الذي اختتم قبل 3 أيام، رغم تسجيلها بعض التحفظات عليه، وفي بيان أصدرته بهذا الخصوص، قالت الجماعة إنه على الرغم من رؤيتنا المختلفة لبعض النقاط حول نسب التمثيل وآليات التعامل مع الأجهزة الأمنية والعسكرية، إلا أن نجاح المؤتمرين في التوافق على الثوابت الوطنية، والرؤية المستقبلية لحل سياسي لم يكن ليتم لولا توفيق من الله ودعم لوجستي موفق من المملكة العربية السعودية، وأكد البيان على دعم مخرجات الهيئة العليا للتفاوض التي (تمخضت عن مؤتمر الرياض)، طالما أنها التزمت بالثوابت الوطنية التي تم التوافق عليها، كما وجه البيان الشكر للمملكة العربية السعودية وتركيا وقطر لتقديمهم العون والمساعدة للشعب السوري.
• طالبت الهيئة العامة في غوطة دمشق الشرقية الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية بوقف الجرائم الممنهجة ضد المدنيين وتأمين المستلزمات الطبية لعلاج الجرحى وإدخال المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية، وقالت الهيئة في بيانها، إن الطيران الحربي الروسي والأسدي قاما بشن عشرات الغارات الجوية أمس مستهدفاً التجمعات السكنية والأسواق والمارس والمنشآت الطبية والخدمية في كل من مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك في إطار سياسة ممنهجة للقتل ترقى إلى مستوى المجازر الجماعية، وأضافت بأن ذلك القصف أدى إلى شلل تام للحياة المدنية وخروج العديد من النقاط الطبية والمؤسسات الإغاثية والمجالس المحلية عن الخدمة وانتشار الهلع والذعر بين النساء والأطفال، وطالبت الهيئة في بيانها الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية وكل الحكومات العالمية بتحمل مسؤولياتهم ووقف الجرائم الممنهجة ضد المدنيين، وتأمين المستلزمان الطبية والإسعافية اللازمة لمعالة مئات الجرحى والمصابين، وإدخال المساعدات الإنسانية الأساسية.
المشهد الإقليمي:
• نقلت صحيفة إيطالية عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قوله إن لصبر أنقرة على روسيا حدوداً، بعد أن بالغت موسكو في رد فعلها على حادث بحري بين البلدين في مطلع الأسبوع، وأطلقت مدمرة روسية أعيرة تحذيرية صوب سفينة تركية في بحر إيجه أمس الأحد، تفادياً للتصادم، واستدعت الملحق العسكري التركي بسبب الواقعة، وقال وزير الخارجية التركي لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" إن سفينتنا كانت مجرد سفينة صيد ويبدو لي أن رد فعل سفينة البحرية الروسية كان مبالغاً فيه، وأضاف إن على روسيا وتركيا استعادة علاقة الثقة التي كانت تربطهما دوماً لكن لصبرنا حدوداً، وقال أوغلو إن روسيا وضعت نفسها بالفعل في موقف سخيف بالاتهامات التي وجهها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تركيا أسقطت الطائرة لتحمي امداداتها من النفط من تنظيم داعش، مؤكدا أن أحدا لم يصدق ذلك، وانتقد أيضاً التدخل الروسي في سوريا، قائلاً إن القصد منه هو دعم بشار الأسد لا محاربة "داعش".
• نفى نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبداللهيان وجود خلافات بين بلاده وروسيا حيال سوريا، ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن عبداللهيان قوله إن إيران وروسيا تقدمان مساعداتهما للجيش السوري لمحاربة الإرهاب بجدية، وأضاف إننا نقيم إيجابيا خطوات موسكو لمكافحة الإرهاب في سوريا بالتنسيق مع حكومة الأسد، وكانت تقارير استخباراتية دولية كشفت أن إيران بدأت في سحب قوات النخبة أو ما يسمى بـ"الحرس الثوري الإيراني" من العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سورية نتيجة خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين.
• قال المتحدث باسم وزرارة الخارجية الإيرانية، حسين جابر أنصاري، إن نظام الأسد لم يطلب دعمًا عسكريًا من طهران، وأضاف أنصاري في مؤتمر صحفي، عقده اليوم، في مبنى الخارجية الإيرانية بطهران، أن بلاده تقدّم استشارات عسكرية، بناءً على طلب سابق من حكومة الأسد، حسب زعمه، وأشار إلى أن دمشق لم تطلب حتى اليوم دعمًا عسكريًا من إيران، وفي حال طلبت ذلك، فإن الحكومة الإيرانية ستقيّم الأمر وفق سياستها الخارجية، على حد تعبيره.
المشهد الدولي:
• أدانت الأمم المتحدة الهجمات العشوائية أمس الأحد على مدرسة في مدينة دوما بريف دمشق وعلى حي سكني في العاصمة، ووصفتها بأنها "غير مقبولة"، وقال ستيفن أوبراين نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية -في مؤتمر صحفي بدمشق- إن هجمات عشوائية مماثلة غير مقبولة، وعلينا بذل أقصى ما بوسعنا لحماية المواطنين الأبرياء -وبينهم نساء وأطفال- من أعمال وحشية مشابهة، ودعا كافة الأطراف إلى احترام القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، وأضاف أن هذه الهجمات هي بمثابة تذكير مأساوي بضرورة التوصل الملح إلى حل سياسي ووقف شامل لإطلاق النار في سوريا، وعلى صعيد آخر، أشار أوبراين إلى زيارته لحي الوعر في مدينة حمص، حيث توافقت الأطراف مؤخرا على وقف لأعمال العنف، موضحا أن هذا الاتفاق سمح للأمم المتحدة وشركائها -خصوصا الهلال الأحمر السوري- بإيصال مساعدات إغاثية ضرورية خلال زيارتي للسكان الذين لم يتلقوا أي مساعدة منذ كانون الثاني/يناير 2015، وشدد على أهمية استكمال تطبيق مراحل اتفاق المصالحة في الوعر.
• رفضت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل طلب من الولايات المتحدة لتقديم مزيد من الدعم العسكري في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقالت ميركل: أعتقد أن ألمانيا تقوم بدورها ولا نحتاج للحديث عن قضايا تتعلق بهذا الأمر في الوقت الراهن، وكانت مجلة دير شبيغل قد ذكرت السبت أن وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر بعث برسالة يطلب فيها مساهمة عسكرية أكبر من جانب ألمانيا بعد أسبوع على موافقة البرلمان في برلين على الانضمام للحملة العسكرية في سوريا، وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية تسلم رسالة من الولايات المتحدة مشيرا إلى أن الوزارة تدرس محتواها لكنه أحجم عن ذكر مزيد من التفاصيل.
• أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ثمة حركة ديناميكية إيجابية في تسوية الأزمة السورية بعد نجاح جمع الأطراف الخارجية على مائدة المباحثات، إلا أنه من المهم الآن تحقيق نتائج عملية، وقال لافروف، في كلمة ألقاها أمام المشاركين في مؤتمر "الحوار من أجل المستقبل": لقد تحقق نجاح في التسوية السورية من خلال جمع جميع اللاعبين الخارجيين الذين يؤثرون بشكل واقعي على الوضع في هذا البلد وراء طاولة مفاوضات واحدة، وأضاف: والآن، بعد تشكيل مجموعة (دعم سورية) وعرض أولوياتها التي يجب أن تدفعنا إلى الأمام في تسوية هذه الأزمة، وبحسب اللاعبين الخارجيين، من المهم جدا تحقيق نتائج عملية، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية، وأشار الوزير الروسي إلى أن الأولويات واضحة وتتمثل في مكافحة الإرهاب دون أي حلول وسط، خاصة مكافحة "داعش" وجبهة النصرة وأمثالهما وكذلك تحريك العملية السياسية بمشاركة كافة القوى السياسية السورية أخذا في الاعتبار تأمين مصالحها.
• صعدت روسيا انتقاداتها لسياسة الولايات المتحدة بخصوص سوريا عشية زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لموسكو وقالت إن واشنطن لم تظهر أنها مستعدة للتعاون بشكل كامل في القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان اليوم الاثنين، قبل زيارة كيري لموسكو المقررة غدا الثلاثاء، إن روسيا ستواصل حث واشنطن على إعادة النظر في سياسة "تقسيم الإرهابيين إلى طيبين وأشرار".