تقرير شام السياسي 03-04-2016
المشهد الإقليمي:
•دعا "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، حكومة بنيامين نتنياهو، إلى دعم مخططات روسيا الهادفة إلى تقسيم سوريا إلى دويلات،وفي ورقة تقدير موقف صدرت عنه ونشرت على موقعهنوّه المركز إلى أن تقسيم سوريا يسمح بتمكين إسرائيل من مواجهة المحور الشيعي، وفي الوقت ذاته بالتقليص من مخاطر الحركات الجهادية في المستقبل،وأضافت الورقة أنه يتوجب على حكومة نتنياهو أن تواصل التعاون مع روسيا في سوريا، من أجل ضمان المصالح الإسرائيلية هناك، وعلى رأسها هامش حرية مطلق لمنع نقل سلاح كاسر للتوازن إلى لبنان، وفي الوقت ذاته يسمح لها بالعمل في سوريا ضد الحركات الجهادية،واعتبرت الورقة أن روسيا ترى في إسرائيل لاعبا إقليميا مهما في المنطقة، وتقدر تعاملها "بحيادية" في الصراع القائم في سوريا،وشدد المركز على أن روسيا لم تسحب قواتها من سوريا "بل غيرت نمط تدخلها فيها من خلال المزاوجة بين العمل العسكري المحدود والحراك السياسي"،وأشار المركز إلى أن هناك ما يدلل على أن الروس قد حسموا أمرهم واختاروا تقسيم سوريا تحت غطاء "الفيدرالية"،وقلل المركز من أهمية الحديث الروسي عن دعم الأسد في محاربة تنظيم الدولة، مشيرا إلى أن "الوقائع تدلل على غياب رغبة حقيقية لدى روسيا لمحاربة داعش، على اعتبار أن موسكو تركن إلى دور قوات التحالف الدولي للقيام بهذا الجهد"،ونصح المركز الإدارة الأمريكية بضرورة المناورة في الملف السوري بما يخدم مصالحها من أجل أن يفضي تحركها إلى إضعاف المحور الإيراني والحركات الجهادية،يشار إلى أنه سبق لمعلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن نقل عن مصادر رسمية إسرائيلية قولها إن التدخل الروسي "يهدف إلى تكريس منطقة نفوذ لداعش في سوريا من أجل منح نظام الأسد شرعية دولية من خلال طرح نفسه طرفا في الحرب على الإرهاب".
•اعتبرت قطر أن الغارات الجوية للنظام السوري التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا بينهم أطفال في مدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف دمشق قد "تنسف" اتفاق وقف الأعمال القتالية الهش في البلاد،وأضافت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها أن دولة قطر تعرب "عن إدانتها وقلقها الشديدين للمجزرة التي نتجت عن القصف الجوي من قبل قوات النظام السوري الذي استهدف مرافق مدنية في منطقة دير العصافير، وذلك في انتهاك لاتفاق وقف الأعمال العدائية ولقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة"،وتابعت قطر في بيانها أن "هذا القصف الإجرامي، يعكس السياسة التي ينتهجها النظام في قتل المدنيين، ويهدد بنسف الهدنة والمساعي الدولية الرامية للوصول إلى حل سياسي" لإنهاء الحرب التي دخلت عامها السادس في سوريا. ودعت قطر مجلس الأمن إلى "القيام بمسؤولياته لوقف هذه الجرائم، وضمان حماية الشعب السوري، والحيلولة دون تقويض فرص التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية".
•قالت وسائل إعلام إيرانية اليوم إن ضابطا برتبة عقيد في الحرس الثوري قتل في شمال سوريا. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أصدر في وقت سابق بيانا أكد فيه مقتل اثنين من مستشاريه العسكريين خلال معارك مع من سماهم التكفيريين وجماعات الإرهاب في مدينة حلب، شمالي سوريا،وأوضح البيان أن جمال رضا وسعيد مسافر قتلا خلال مرافقتهما لمقاتلين من حزب الله اللبناني،وبهذا يرتفع عدد قتلى العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى 210 منذ إعلان الحرس الثوري زيادة أعداد مستشاريه العسكريين في سوريا،وتشارك قوات من الحرس الثوري الإيراني في صفوف قوات النظام السوري لقتال المعارضة السورية،وكان مراسل الجزيرة في لبنان قد أفاد أمس بارتفاع عدد قتلى حزب الله اللبناني إلى تسعة بعد معارك ريف حلب الجنوبي بين قوات النظام والحزب من جهة وفصائل المعارضة السورية المسلحة من جهة ثانية،ويبرر المسؤولون الإيرانيون مشاركة قوات إيرانية في القتال بسوريا بأنها للدفاع عن جبهة "المقاومة الإسلامية" والوقوف في وجه التهديدات قبل أن تصل الحدود الإيرانية،وفي فبراير/ شباط الماضي، قال قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري إن ما سماه الدفاع عن سوريا سيمنع بلوغ التهديدات إلى أرض إيران، ونقل قائد الحرس الثوري عن مرشد الثورة علي خامنئي قوله "لولا هذا الدفاع لبلغت التهديدات أراضينا".
المشهد الدولي:
•طالبت الخارجية البريطانية نظام الأسد بالتوقف عن قصف المدنيين واحترام الهدنة المؤقتة في سوريا، وذلك بعد مجزرة "دير العصافير" في ريف دمشق والتي راح ضحيتها عشرات المدنيين. وقال نائب وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، توبياس ألوود، في تغريدة نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": إن "الغارة الجوية المرفوضة التي استهدفت المدنيين في الغوطة، ألقت بظلالها على اتفاقية وقف الأعمال العدائية"،من جهة أخرى دعت وحدة "المملكة المتحدة ضد داعش"، التابعة للخارجية البريطانية، نظام الأسد إلى احترام الاتفاقية، والتوقف عن استهداف المدنيين والمعارضة في البلاد.
•اتهمت باريس، دمشق بخرق الهدنة في سوريا بقصفها المدنيين من الجو وتقويض الجهود التي تبذلها الأسرة الدولية من أجل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية،وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال إن هجوم القوات السورية، في 31 آذار/مارس الماضي على إحدى المناطق بريف دمشق، "الذي استهدف مدنيين عمدا، يظهر أن النظام (السوري) يواصل ممارساته وينتهك الهدنة"،وأضاف أن الأمر يتعلق بعمل "دنيء يهدف إلى ترويع الشعب السوري وتقويض جهود الأسرة الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي" للأزمة السورية، داعيا "النظام (السوري) إلى وقف كل هجوم ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة فورا".
•أعربت وزارة الخارجية الأميركية عن "صدمتها" بالغارات التي شنها الطيران السوري، فيما اتهمت فرنسا النظام السوري بانتهاك الهدنة وتقويض الجهود التي تبذلها الاسرة الدولية لإيجاد حل سياسي،وكانت الطائرات التابعة لنظام الأسد شنت عدة غارات جوية استهدفت خلالها مستشفى بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية ومدرستها ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا أغلبهم أطفال.
وقتل أكثر من 33 شخصا على الأقل، بينهم 12 طفلا وتسع نساء، قد قتلوا في قصف جوي نفذته قوات النظام على مدينة دير العصافير في الغوطة الشرقية بريف دمشق الخميس الماضي،وتعد الغوطة الشرقية من المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا ودخل حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير.
•أفاد مصدر في الاستخبارات الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما رفض أكثر من 50 خطة لإسقاط رئيس النظام السوري بشار الأسد عرضت عليه،وتابع المصدر حسب ما نقلت عنه قناة "NBC" أن الاستخبارات الأمريكية عرضت على أوباما خطة مفصلة ومطولة لعملية سرية للإطاحة بالأسد في العام 2012، لكنه رفضها،ونقلت القناة عن صاحب الخطة الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية دوغ لوكس، قوله إنه تعاون مع مختلف فصائل المعارضة السورية المسلحة ومع أجهزة استخبارات الدول الأخرى التي تتحرك في سوريا،من جهتها أكدت مصادر أخرى في استخبارات واشنطن للقناة أن أوباما توصل بخطة لإسقاط الأسد، وتابعت أنها وصلت إلى أعلى مراتب السلطة، إذ كان قائد المجموعة الميدانية الأمريكية العاملة في سوريا يلتقي بشكل دوري مع أعضاء الكونغرس، وكان أوباما يعرف أيضا بتفاصيل خطة لوكس،وقال لوكس: "ألمح البيت الأبيض وكذلك الاستخبارات منذ البداية إلى أن هدف مجموعتنا الميدانية، حرمان الأسد من السلطة. وكان لدينا 50 خيارا لتحقيق ذلك. وتم سرد تفاصيل تنفيذ هذه العملية في خطتي. ولكن القيادة السياسية لم تمنحنا أية فرصة للقيام بذلك"،وأشارت القناة إلى أن الضابط الأمريكي السابق عرض خطته على القيادة، قبل أن تنفصل داعش عن تنظيم " القاعدة" وقبل أن يتم إعلان تأسيس "الخلافة"،وأضاف لوكس أن الداعم الرئيس لعملية الإطاحة بالأسد كان رئيس وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك ديفيد بترايوس، الذي ترأس الاستخبارات من سبتمبر / أيلول2011 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني2012.