تقرير شام السياسي 02-10-2015
المشهد المحلي:
• دعا رئيس الائتلاف الوطني السوري المجتمع الدولي إلى إدانة عدوان روسيا غير القانوني على سورية، والذي أوقع ضحايا بين المدنيين زاد عددهم عن ٦٠ شهيداً؛ بينهم أطفال ونساء، وطالب في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن السفير الإسباني رومان أورازون بالعمل الفوري على إيقاف الغارات الجوية الوحشية على دمشق وحمص وحماة، حيث دمّرت منازل على رؤوس ساكنيها ومشاف ومساجد وهيئات عامة، وحذر خوجة من أن الاحتلال العسكري الروسي له تبعات كبيرة ليس على الروس فحسب، ولكنه سيغذي التطرف وسيكون أداة تجنيد بيد داعش، كما سيزيد من أزمة اللاجئين، وإن سورية والعالم سيكونان أقل أمناً واستقراراً جرّاء هذا التدخل السافر.
• أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية خالد خوجة أن عدوان روسيا على سورية يقوّض أسس التسوية ومسار الحل السياسي وفق ما قرره بيان جنيف، وذلك في سياق لقائه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا في نيويورك أمس، كما أكد خوجة في لقاءات أجراها مع وزير خارجية الدنمارك كريستيان جينسين، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين، أن أزمة اللاجئين ستزداد سوءاً طالما أن الأسد بإمكانه الاستمرار بهجماته ضد المدنيين بحرية ودون اعتراض المجتمع الدولي، وأكد خوجة لوكيل الأمين العام أن الحجم المتصاعد للفظائع التي يرتكبها نظام الأسد يتطلب دوراً أكبر وأكثر فاعلية لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، لاسيما أن نظام الأسد ينتهك كافة الاتفاقات الدولية المتعلقة بوصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.
• التقى نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري هشام مروة وعضو الهيئة السياسية فؤاد عليكو كلاً من المدير السياسي بوزارة خارجية ليتوانيا، والأمين المساعد في مكتب السياسات متعددة الأطراف في وزارة الخارجية والتجارة الأسترالية، وأعرب مروة عن امتنان الائتلاف للدور القوي الذي تلعبه ليتوانيا في مجلس الأمن في الدفاع عن شعب سورية، مع إيلاء اهتمام خاص للأزمة الإنسانية والحاجة إلى المساءلة، وناقش كل من مروة وعليكو أزمة اللاجئين خلال الاجتماع مع المسؤول الأسترالي، وشددا على دعمهما لنهج شامل يتطلب من جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي تحمل مسؤولية متساوية في استيعاب اللاجئين، كما ناقشا الوضع الإنساني المأساوي في سورية، وأثنى مروة على دور أستراليا في مجلس الأمن في تبني القرار ٢١٣٩، وأكد أن الأسد هو سبب تفشي التطرف العنيف في سورية، وأن إطالة حكمه ستذكي انتشار الإرهاب في سورية والمنطقة.
• وجه الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية نداء إلى السوريين والعرب والأحرار في جميع أنحاء العالم كي يرفعوا الصوت عالياً، ويقوموا بتنظيم فعاليات ووقفات احتجاج أمام سفارات روسيا ضد العدوان على الشعب السوري، وعمليات القصف الوحشية للمدنيين، وأكد الأمين العام للائتلاف محمد يحيى مكتبي أن الثورة السورية تحولت من ثورة ضد نظام مستبد، إلى حركة تحرر وطني ضد احتلال غاشم تقوم به كل من روسيا وإيران، وشدد مكتبي على عظم المسؤولية الملقاة على عاتق كل سوري حرّ في أي مكان من هذا العالم في مواجهة الظروف التي تمر بها البلاد من احتلال وإرهاب دولي، محيياً في نفس الوقت رجال الثورة السورية الذين يتصدون للغزاة.
• قالت الجبهة الجنوبية إنها تعتبر الحكومة الروسية والايرانية عدواً حقيقياً للشعب السوري وشركاء بقتل أبنائنا ونعتبر القوات الروسية والايرانية هدفا مشروعاً لقواتنا، وأكدت في بيان على أن استهداف هذه القوات هو حق مشروع ضمنته شريعة الأمم المتحدة بمقاومة الاحتلال، ونرفض أي شكل من أشكال التقسيم، كما عاهدت الجبهة الجنوبية في بيانها بأن نبذل الغالي والرخيص حتى تتحرر أرض سوريا كاملة من نظام الأسد و"داعش" وأعوانها وكل أشكال الاحتلال، واعتبرت الجبهة الجنوبية في بيانها أن النداء الذي أطلقه بشار الأسد باستدعائه المرتزقة الروس والإيرانيين هو نداء خيانة وهذه القوى ما هي إلا قوة احتلال تتستر خلف شعار مكافحة الارهاب، وفي حقيقتها حماية النظام واعوانه، ومزيدا من القتل والدمار والنيل من ثورة الحرية والكرامة لشعبنا السوري الأبي.
• حذر قائد جيش اليرموك من أن الضربات الجوية الروسية لدعم الأسد ستطيل أمد الحرب بسوريا، وتغذي التطرف وتجلب مزيدا من المقاتلين الأجانب إلى البلاد، وهو التحذير نفسه الذي أطلقه البيت الأبيض، وقال بشار الزعبي لوكالة "رويترز" إن هذه الضربات ستمدد من مدى الحرب كخطوة أولى وسوف تنشر التطرف كخطوة ثانية، مضيفا أنه عندما تصبح الحرب دولية وعالمية على الشعب السوري فلن يتراجع عن أهدافه، وستكون بيئة حاضنة لجلب المقاتلين الأجانب لقتال الروس، وطالب قائد جماعة جيش اليرموك -التي تحارب انطلاقا من جنوبي سوريا تحت راية الجيش السوري الحر- خصوم الأسد في الدول العربية بتلبية طلب المقاتلين بإرسال صواريخ مضادة للطائرات حتى يستطيعوا الدفاع عن أنفسهم في مواجهة الطائرات الروسية التي وصلت حديثا، وعبّر الزعبي عن قناعته بأن القوة الجوية الروسية لا يمكنها أن تحسم الحرب لصالح الأسد، مؤكدا أن موسكو تخاطر بتكرار سيناريو أفغانستان في سوريا.
• أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن سبعة مدنيين على الأقل، من بينهم طفلان، قتلوا في غارات روسية، الخميس، على محافظة إدلب، في حين ليس هناك أي تواجد يذكر لتنظيم "داعش" فيها، وأوضح أن الغارات التي شنتها مقاتلات جوية روسية في جبل الزاوية الخاضع لسيطرة جبهة النصرة وفصائل أخرى أدت إلى مقتل أربعة مدنيين من بينهم طفل وامرأة، كما قتل ثلاثة مدنيين، بينهم فتاة وامرأة في غارات لهذه الطائرات في بلدة الهبيط في المحافظة نفسها.
• أشار وزير خارجية الأسد وليد المعلم إلى أن القرارات التي أقرها مجلس الأمن تحت الفصل السابع ما زالت حتى الآن حبرا على ورق وعلى الأرض مازالت الدول الداعمة للإرهاب تغذي التطرف في المنطقة، وخلال كلمته أمام الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المعلم إن سوريا مستمرة بمحاربتها للإرهاب قولا وفعلا، وإن والجيش السوري قادر على تطهير البلاد من هؤلاء، حسب زعمه، معتبرا أن واجب المجتمع الدولي أن يوقف هذا السيل من الإرهابيين من مئة دولة وفق بيانات الأمم المتحدة القادمين إلى سوريا لإنشاء دولة الخلافة، وأعلن المعلم أن سوريا وافقت على المشاركة في "جنيف 2" و "موسكو 1 و 2" وهي توافق اليوم على المشاركة بلجان الخبراء للعصف الفكري الأربعة التي اقترحها المبعوث الخاص دي ميستورا، مضيفا أن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهامة لقيام تحالف دولي إقليمي لمكافحة الإرهاب لاقت اهتمام الحكومة السورية ودعمها.
• قال سفير نظام الأسد في موسكو رياض حداد لـ CNN إن روسيا تساعد بلاده لتدمير كل الجماعات المتمردة في سوريا، وذلك بعد إعلان روسيا عن بدء شن غارات جوية ضد مواقع تنظيم "داعش"، وأضاف حداد أن الروس يحاربون بجانب السوريين ليس فقط لتدمير "داعش" بل كل الجماعات المتمردة، وتابع أن كل الجماعات المتمردة بما فيها "داعش" لديهم هدف مشترك وهو نشر الإرهاب، حسب رأيه، وأوضح حداد أن تأثير الغارات التي شنتها روسيا أكثر فاعلية من جميع الغارات التي شنتها طائرات التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا حتى الآن، مضيفا أن "الجيش السوري" وحليفه الروسي يعملان سويا عن كثب ويتشاركان المعلومات الاستخباراتية.
المشهد الإقليمي:
• دعت دول التحالف -الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"- روسيا إلى وقف هجماتها على المعارضة السورية والتركيز على قتال تنظيم الدولة، وعبرت عن قلقها العميق من الضربات الروسية في سوريا، وجاء في بيان -أصدرته سبع دول من بينها تركيا والسعودية والولايات المتحدة ونشر على موقع وزارة الخارجية الأميركية- أن هذه الأعمال العسكرية ستؤدي إلى تصعيد أكبر وستزيد من التطرف والأصولية، وقال البيان إن التحركات الروسية تمثل تصعيدا جديدا للصراع ولن تسفر إلا عن تأجيج التطرف، ودعا روسيا إلى التوقف فورا عن استهداف مقاتلي المعارضة السورية، وأضاف البيان إننا نعرب عن قلقنا العميق من الحشد العسكري الروسي في سوريا، خاصة هجمات سلاح الجو الروسي في حماة وحمص وإدلب التي أدت إلى سقوط ضحايا من المدنيين، ولم تستهدف تنظيم الدولة.
• أعلنت أمريكا أنها ستقوم بسحب صواريخ "باتريوت" التي نشرت في تركيا، صيف 2013، لحمايتها من احتمال إطلاق صواريخ من سوريا، في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري كما هو مقرر، رغم تطورات الأحداث في سوريا، وفق ما مصادر داخل وزارة الدفاع الأمريكية، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، لورا سيل: إننا لا زلنا ننوي إنهاء سحب هذه الصواريخ المضادة للطيران في تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وبرّرت واشنطن سحب الصواريخ بضرورة تحديث بطاريتي الصاروخين المعنيين، وبحسب وزارة الدفاع الأمريكية، فإنه في الإمكان إعادة نشر صواريخ باتريوت في تركيا في غضون أسبوع عند الاقتضاء.
• ضبطت قوات الدرك (الجندرمة) التركية، ستة أشخاص يحملون الجنسية الألمانية كانوا يحاولون عبور الحدود التركية- السورية بمحافظة "شانلي أورفة" جنوبي تركيا، وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، أن الأشخاص الستة كانوا يحاولون اجتياز الحدود مع سوريا عند حي "جوك تابه" التابع لبلدة "بيرجيك" بمحافظة شانلي أورفة، وأضافت الوكالة أن التحقيق معهم أكد أنهم يحملون الجنسية الألمانية، ومن المقرر أن يتم ترحيلهم عقب الانتهاء من الإجراءات القانونية المتبعة بهذا الشأن.
المشهد الدولي:
• دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون روسيا إلى حصر غاراتها بسوريا في استهداف الجماعات الإرهابية، وأكد بان كي مون أن الضربات الروسية في سوريا يجب أن تنحصر في استهداف من وصفها بالجماعات الإرهابية التي حددتها القرارات الدولية، ودعا روسيا خلال استقباله وزير خارجيتها سيرغي لافروف إلى التقيد الصارم بالقانون الإنساني والدولي في غاراتها الجوية في سوريا، واتخاذ كافة الاحتياطات الممكنة لتجنب استهداف المدنيين، كما أكد بان ضرورة الوقف الفوري للقصف العشوائي، خصوصا بالبراميل المتفجرة التي تلقيها طائرات الأسد.
• دعت المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون، إلى إقامة مناطق حظر طيران في سوريا كمحاولة للحد من أزمة اللاجئين، وقالت كلينتون -في مقابلة مع محطة تلفزيون محلية بمدينة بوسطن في إطار حملتها الانتخابية- إنها بشكل شخصي تؤيد فكرة إقامة مناطق حظر طيران وممرات آمنة في محاولة لوقف ما وصفته بالمأساة الإنسانية في سوريا على الأرض ومن الجو وإيجاد فرصة لتقييم ما يجري في سوريا، وأضافت أنه يجب القيام بمزيد من الضغط على روسيا في هذه اللحظة، واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقيام بـ"لعبة خطيرة جدا"، قائلة إنه من الواضح أن بوتين يسعى إلى دعم نظام الأسد وتوسيع التواجد الروسي في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط.
• قال مصدر فرنسي مسؤول لصحيفة "الحياة" إن ما تقوم به روسيا من ضرب أهداف هي ليست لـ"داعش" يظهر أنها دخلت عسكرياً لمساعدة بشار الأسد للتخفيف من الضغط العسكري الذي يرضخ له منذ تراجع وضع قواته العسكرية، لافتاً إلى أن روسيا أظهرت أن ضرب "داعش" لم يكن أولوياتها، وأشار المصدر إلى قول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أول من أمس في اجتماع مجلس الأمن الذي ترأسه نظيره الروسي سيرغي لافروف أن من يريد محاربة "داعش" فهذا عمل جيد، لكن هناك ثلاثة شروط: أولاً، محاربة داعش وليس المعارضة الشرعية. الثانية، إيقاف ضربات البراميل على الشعب السوري. ثالثاً، إيجاد سيناريو خروج لبشار الأسد، وقال المصدر المسؤول إن قناعة المسؤولين العرب الذين التقوا الوزير الفرنسي في نيويورك أن الضربات الروسية ستؤدي إلى تضامن أكبر من جميع السنة ضد المقاتلين الروس والإيرانيين وهذا سيزيد الحرب خطورة ويبعد أي حل في تفاقم الصراع السني – الشيعي.
• قال دبلوماسيون إن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قدم مشروع قرار أممي بخصوص سوريا إلى أعضاء مجلس الأمن الـ15 يدعو جميع الدول إلى المشاركة بالقدر الممكن في هذه الجهود (محاربة الجماعات الإرهابية بسوريا) وتنسيق جهودها بموافقة الدول، ويدعو مشروع القرار إلى التحرك لوقف تمويل تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما يطرح طلبات أقوى بإدراج مؤيدي التنظيم على قائمة العقوبات الدولية، وبعد تقديم مشروع القرار قال لافروف إنه يتوقع نقاشا شاملا خلال الأسابيع المقبلة، إلا أنه لم يحدد متى سيتم طرح المشروع للتصويت في مجلس الأمن.
• أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الروسي اليكسي بوشكوف أن الغارات الجوية الروسية في سوريا ستستمر ثلاثة إلى أربعة اشهر وأن وتيرتها ستتصاعد، وصرح بوشكوف أن هناك دائما مخاطر بأن تطول لكن الحديث في موسكو يدور حول ثلاثة إلى أربعة اشهر من العمليات، وحين سئل عن تكثيف الغارات لاحقا اجاب: بالتأكيد، وتابع بوشكوف أن ضربات الائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لم تكن مجدية بالقدر الكافي وأنه ينبغي الانتقال إلى مرحلة أخرى في مكافحة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وشدد المسؤول الروسي على أنه ينبغي تسوية الحسابات مع "داعش"، فإما القضاء على التنظيم أو شله، وبعدها سوف نرى بالنسبة لمصير سوريا.
• قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنه لن يكون من الممكن إنهاء الحرب الأهلية في سوريا إلا بمساعدة روسيا، وتعليقا على أزمة اللاجئين قالت ميركل إن من الضروري معالجة القضايا التي تؤدي إلى نزوح الناس من ديارهم، وقالت في كلمة في شرق ألمانيا بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لإعادة توحيد ألمانيا إن هذا صحيح بصورة خاصة في حالة سوريا حيث نعرف جميعا منذ أعوام أنه يمكن أن يكون هناك حل فقط في وجود روسيا وليس من دون وجودها، وفق وكالة رويترز.