جولة في الصحافة العربية والعالمية لهذا اليوم 17\10\2014
• قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الطائرات الحربية والمدفعيات التركية قصفت يوم الاثنين الماضي معسكرات لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلاد، مضيفة أن ذلك أول هجوم كبير ضد الحزب الكردي، منذ بدأ محادثات السلام قبل عامين، وتوضح الصحيفة أن هذه الخطوة تشكل تهديدا جديدا للمفاوضات بين الحكومة التركية والحركة الكردية والتي أصبحت متوترة بشكل متزايد في الأسابيع الأخيرة لمواجهة رفض تركيا مساعدة الأكراد السوريين ضد تنظيم "داعش"، حيث يواجه الأكراد خطر مجزرة من قبل التنظيم الإرهابي، وتلفت الصحيفة الأمريكية إلى أن هجمات يوم الاثنين في محافظة هكاري على الحدود التركية مع إيران والعراق، جاءت بعد تحرس حزب العمال الكردستاني بمواقع عسكرية في الأيام الأخيرة، وفقا لوكالة أنباء دوغان التركية المملوكة للقطاع الخاص، وترى وول ستريت جورنال أن الضربات التركية لحزب العمال الكردستاني تأتي ضمن رفض أنقرة مساعدة الأكراد في حربهم ضد "داعش" في منطقة كوباني السورية، وبالتالي فأن الحكومة التركية توجه ضرباتها إلى الأكراد وليس للتنظيم الإرهابي.
• قالت صحيفة التايمز البريطانية إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه 3 معارك يصعب ربح أي منها، ويوضح ديفيد تايلور، في مقاله أن الرئيس أوباما الذي شكل ائتلافاً لشن ضربات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" والعمل على القضاء عليه، يواجه سؤالاً واحداً يطرحه العديد من الأشخاص ألا وهو "لماذا لم نربح الحرب بعد"، ويرى تايلور أن جميع المعارك التي يخوضها الرئيس الأمريكي هي أقرب للفشل منها إلى النجاح، وعن المعارك التي يواجهها أوباما، فهي أولا: معركة التخلص من تنظيم "الدولة الإسلامية"، فالنجاح الأكبر لأوباما في حربه ضد التنظيم هو إقناعه الدول العربية الخمس بالدخول في ائتلاف مشترك مع بلاده لشن ضربات جوية ضد التنظيم، كي لا ينظر إلى هذه المعركة بأنها أمريكية بحتة، وأشار الكاتب إلى أنه بالرغم من شن هذه الضربات الجوية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" فإنه ما زال مسيطرًا على أرض المعركة، وتساءل تايلور عن جدوى إنفاق نصف مليون دولار أمريكي على هذه الضربات التي نجحت بتفجير شاحنة تابعة للتنظيم أو قتل بعض من عناصره، وشدد على أنه لا يمكن القضاء على هذا التنظيم الجهادي دون إرسال جنود للقتال على الأرض لأن اقتصار الخطة على الاستمرار بشن ضربات جوية فقط، يعد تحدياً لا نهاية له، ثانياً: معركة التوصل إلى حل في العراق، إذ أن طموح أوباما إعطاء السنة والأكراد حصة في الحكومة العراقية التي يسيطر عليها بشكل كبير الشيعة، مضيفاً أن بناء وحدة سياسية في العراق يعد مفتاح الحل، لاسيما بعد إزاحة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومجيء حيدر العبادي، إلا أن هذه الحكومة لم تنل ثقة السنة بعد، ثالثاً: المعركة السورية، ويرى تايلور أن ما من أحد يعتقد أن المعارضة السورية المعتدلة قادرة على التغلب على 20 إلى 30 ألف مقاتل من تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا في حالة واحدة تتمثل في استطاعته بناء تحالف بين جميع المعارضين قادر على القتال ضد تنظيم الدولة وإلحاق الهزيمة به، وختم قائلاً: إن إرساء السلام فى سوريا قد يستغرق سنوات، مضيفاً أن المستقبل في سوريا سيشهد بقاء الأسد سواء رضيت بذلك تركيا أم لا.
• علقت إذاعة فرنسا الدولية على تصريح المتحدث باسم البنتاجون أمس، بأن الضربات الجوية للدفاع عن كوباني، المدينة الكردية بسوريا، قرب الحدود التركية قتلت "عدة مئات" من المقاتلين بتنظيم "الدولة الإسلامية"، قائلة إن ذلك جاء نتيجة للتحالف الذي صار أكثر اتحادًا والضربات التي صارت أكثر فعالية، ولفتت الإذاعة الفرنسية إلى أن لاجئي كوباني لا يزالون على اتصال دائم مع المقاتلين والمدنيين في المدينة، ووفقًا للمعلومات التي تم جمعها، نجح المقاتلون الأكراد، بمساعدة الضربات الجوية للتحالف الدولي، في وقف تقدم أعدائهم، وتمكن الأكراد من جعلهم يتراجعون بحيث عادوا للسيطرة على مواقع استراتيجية في محيط المدينة، وقال أحد اللاجئين إن "الوضع بدا منذ ثلاثة أيام ميؤوس منه ولكن اليوم، عاد لنا الأمل للمرة الأولى، وأشارت إذاعة فرنسا الدولية إلى ارتفاع الروح المعنوية داخل المعسكر الكردي وهو ما يظهر في مواقف اللاجئين الذي استعادوا الثقة في قدرة مقاتليهم الأكراد على الدفاع عن المدينة، وفعالية الضربات الجوية التي يشنها التحالف ضد التكفيريين، على الجانب الآخر، تقول الإذاعة، إنه بينما انتهى أمس، الانذار الذي أطلقه حزب العمال الكردستاني لإحياء عملية السلام، تراجعت حدة التوتر مع الجيش التركي، ويبدو أنه لم يقم الجيش التركي بمزيد من القصف لمواقع حزب العمال الكردستاني الذي تراجع عن اللجوء إلى المزايدة، والواضح، أن هناك رغبة لدى كلا الجانبين في تجنب الأسوأ.
• "ليس دفاعاً عن تركيا" كان هذا عنوانا لمقال نشرته صحيفة الحياة اللندنية للكاتب علي العبد الله، قال فيه إن الموقف التركي من الاشتراك في عمليات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في سورية والعراق، والشروط التركية للمشاركة فيها قد أثار أسئلة كثيرة، وقد زاد من حدة الأسئلة واستنكاريتها ما يحصل من قتل وتدمير وتهجير في مدينة عين العرب/ كوباني الكردية، متسائلا: ماذا وراء التحفظ التركي؟، ويلفت الكاتب إلى أن تصريحات وتحليلات كثيرة، خصوصاً كردية، قالت إن لموقف تركيا علاقة مباشرة بالملف الكردي، وإنها استثمرت في "داعش" لتحجيم النهوض الكردي وضرب تجربته "الديموقراطية" التي أطلقها بإنشاء كانتونات الحكم الذاتي في سورية، وها هو ذا النظام التركي يقف متفرجاً على المذبحة في كوباني للضغط على الكرد وقواهم السياسية للقبول بمطالبه مقابل التدخل عسكرياً لمنع سقوط المدينة بيد الإرهابيين، ورأى الكاتب أنه مع التسليم بوجود العامل الكردي في خلفية الموقف التركي، فإن هذه القراءة غير كافية لتفسره بأبعاده المحلية والإقليمية والدولية، منوها إلى أن تنظيم "داعش" الإرهابي لم يأتِ من الفضاء الخارجي، بل نشأ ونما تحت أنظار القوى الإقليمية والدولية التي استثمرت في الظاهرة لاعتبارات آنية ومن دون التفات إلى المترتبات والنتائج المستقبلية الخطيرة التي ستنعكس سلباً على الأمن والاستقرار في الإقليم كله، وأبرز الكاتب أن "النظام السوري" وحلفاؤه الروس والإيرانيون وجدوا في التنظيم الإرهابي حليفاً موضوعياً في ضوء استهدافه قوى المعارضة واستيلائه على المناطق المحررة من جهة، وإعطائه صورة سلبية عن الثوار السوريين كمجموعات تكفيرية إرهابية من جهة ثانية، متابعا أن الولايات المتحدة كذلك وجدت في التنظيم فرصة لخلط الأوراق ومد عمر الصراع لحسابات إقليمية ودولية "المفاوضات النووية مع إيران والمواجهة مع روسيا في أوكرانيا"، أما الدول العربية المعنية وتركيا فاجأها التنظيم الذي مر تحت نظرها ويديها.
• في مقاله بصحيفة النهار اللبنانية والذي جاء تحت عنوان "الرقص على قبور الأكراد!"، أشار راجح الخوري إلى أنه عندما كانت مقاتلات التحالف الدولي تقصف مواقع "داعش" في كوباني، المدينة الكردية الصامدة منذ شهر ونيف، كانت مقاتلات رجب طيب أردوغان تقصف في اتجاهات معاكسة مستهدفة مواقع "حزب العمال الكردستاني" الذي كان قد هدد بوقف المفاوضات مع أنقرة ما لم تقم بدعم كوباني ومنع سقوطها في يد الإرهابيين أو بالسماح للمتطوعين الأكراد بالعبور لمساندة رفاقهم هناك، ورأى الخوري أن أردوغان يرفض التدخل مراهناً على كسب رهانات ثلاثة: أولاً، إسقاط بشار الاسد بما قد يعطيه دوراً مؤثراً في مستقبل سوريا يساعده في التوسع إقليمياً وراء حلم أشبه بالسراب، وهو استنساخ الإمبراطورية العثمانية لأنه يرى أنه هو الخليفة الجديد وليس أبو بكر البغدادي، ثانياً، إسقاط الآمال الكردية المزدهرة بعد التطورات العراقية الأخيرة بقيام الدولة الكردية، وخصوصاً بعد موجة التسليح الدولي الحماسي للبشمركة، وأيضاً بعد الصمود المثير للأكراد في كوباني، في حين انهار الجيش العراقي وسقطت محافظاته مثل هشيم أمام الإرهابيين، وهو ما يعطي الأكراد قوة دفع تزعج أردوغان، ثالثاً، الحيلولة دون حدوث اندفاعات معاكسة قد يقوم بها العلويون في جنوب تركيا، رداً على أي تدخل تركي ميداني على الأرض يبدأ بإنقاذ كوباني وينتهي باسقاط الأسد، وفقاً لشروط أردوغان المعلنة اقامة منطقة عازلة وإسقاط "النظام السوري"، ولفت الخوري إلى أن أردوغان يمارس لعبة عض الأصابع مع واشنطن لفرض شروطه، ويقوم بتسوية حساباته مع حزب "الاتحاد الديموقراطي الكردي" الذي تتهمه أنقرة بأنه وقف مع الأسد وأراد تشكيل "كانتون الحسكة الكردي"، منوها إلى أن نائب رئيس الوزراء التركي بولند أرينج خاطب أكراد كوباني بالقول: لقد وقفتم مع الأسد… لماذا أردتم تشكيل دولة ولماذا عاديتم تركيا… هل ادركتم الآن أن لا حامي لكم غير تركيا؟.
• رأت صحيفة عكاظ السعودية في إرهاب داعش في سوريا والعراق، وإرهاب الأسد ضد مواطنيه، وإرهاب الفكر الطائفي الإيراني المقيت المتمثل تارة بـ"حزب الله" في لبنان، وتارة أخرى بالحوثيين في اليمن، وما بينهما ممارسات المستغلين لظروف العراق، حالة تطابق وتناسخ، وقالت الصحيفة إن العالم بأكمله مطالب، وبشكل ملح، بأن يقول كلمته بشكل واضح وصريح ضد الإرهاب بوجهيه، إن كان داعشياً أو إيرانياً طائفياً، فالجور والظلم والإرهاب والتشدد والطائفية لها هوية واحدة، والحرب على التطرف حرب واحدة وتحت سقف واحد، وهو سقف الحق، وأي تصنيف خارج هذا السياق ملهاة وإنتاج لظلم جديد، وأبانت الصحيفة، أنه مهما طال الزمن، فإن الإرهاب والفكر الطائفي إلى زوال؛ لأن المجتمع العربي والإسلامي يرفض هذا الفكر المتشنج، ويؤمن فقط بقيم التسامح والوسطية والاعتدال وفهم ثقافة الآخر، ولأن الدين الإسلامي دين السماحة واليسر ونبذ الإرهاب والتطرف، وسينتصر التسامح على التطرف.
• تناولت صحيفة الشرق السعودية، مهاجمة موسكو للتحالف الدولي لمواجهة الإرهاب في سوريا، ورؤيتها أن مثل هذه التحالفات مخالِفة للقانون الدولي لأنه لم يكن لمجلس الأمن دور في تأسيسها ولا إقرار طبيعة مهامها وأهدافها، وشددت على أن موسكو هي السبب في أن تتشكل مثل هذه التحالفات خارج إطار الأمم المتحدة لأنها أسرفت في استخدام حق النقض "فيتو" خلال العامين الأخيرين لمواجهة أي قرار من شأنه أن يؤثر سلباً على سلطة بشار الأسد، وقالت الصحيفة إن من نتائج هذه السياسة الروسية، كان شل قدرة المجتمع الدولي على التحرك لإنقاذ السوريين، وبالتالي مُنِح الأسد المجال للاستمرار في قمع الاحتجاجات بالقوة، ثم في مرحلةٍ تالية ظهرت على الساحة السورية تنظيمات متطرفة كـ "داعش" استفادت من حالة الفوضى والعنف والطائفية، وقد هددت هذه الحالة المدنيين تهديداً لا جدال فيه، وأنهت الصحيفة مقالها، مشيرة إلى أن موسكو الآن تتناسي كل هذه الحقائق وتوجِّه النقد إلى التحالف وتركز على طريقة تشكله إلا أنها لا تتحدث عن دوره في مواجهة الإرهاب.