
سوريا واليونسكو تبحثان سبل دعم التعليم وإعادة تأهيل المدارس
ناقش وزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبد الرحمن تركو اليوم مع المدير الإقليمي لليونسكو باولو فونتاني، الواقع التعليمي في سوريا وسبل دعم القطاع وإعادة تأهيل المدارس لتأمين بيئة ملائمة للطلاب، لا سيما العائدين إلى أراضيهم، وفق بيان رسمي أوردته وكالة سانا .
وجاء اللقاء بمقر الوزارة في دمشق، حيث شدد الوزير تركو على أن البنية التحتية للمدارس تُعد "الحجر الأساس للعملية التعليمية"، وأكد حرص الوزارة على تخصيص غرفة أنشطة في كل مدرسة — بما يساهم في تعزيز ثقافة السلم الأهلي والتحاور بين الطلاب — لأن "التعليم والثقافة هما مفتاح السلام في سوريا الجديدة" .
من جانبه، أكّد المدير الإقليمي أن منظمة اليونسكو مستعدة للمساهمة بخطط مشتركة لتقييم الأضرار ومدى حاجة المدارس إلى دعم فوري ومبنى، من أجل إعادة تأهيل المدارس وتحسين الخدمات التعليمية. كما أعرب عن تقديره لدور الوزارة في هذه الجهود، مشيداً بـ"عودة سوريا إلى المحافل الدولية"، معتبراً أن ذلك يمثل فرصة لتعزيز قطاع التعليم عبر دعم دولي فعّال .
حضر الاجتماع إلى جانب الوزير تركو وفونتاني: أمين اللجنة الوطنية للتربية والعلوم والثقافة، وأخصائية التعليم في حالات الطوارئ، وممثلون عن وحدة اليونسكو في سوريا وفريق من اللجنة الوطنية، مما يعكس التزاماً مؤسساتيًا بالتعاون والتنسيق بين الجانبين.
وتعرض القطاع التربوي في سوريا خلال السنوات الماضية لأضرار واسعة طالت آلاف المدارس، نتيجة الحرب والنزوح والتخريب، ما انعكس على جودة التعليم واستقراره في عدة مناطق. وقد قدّرت تقارير رسمية ومحلية أن نسبة كبيرة من المدارس خرجت عن الخدمة أو أصبحت بحاجة إلى تأهيل جزئي أو شامل.
وتسعى وزارة التربية بالتعاون مع الشركاء الدوليين، وفي مقدّمتهم منظمة اليونسكو، إلى تأمين بنية تعليمية آمنة ومستقرة، خاصة في المناطق التي عاد إليها السكان، وذلك في إطار جهود أوسع لإعادة بناء النظام التعليمي ورفع معدلات الالتحاق بالمدارس، إلى جانب تعزيز ثقافة السلم الأهلي عبر البيئة المدرسية.
وكانت سوريا قد بدأت في الفترة الأخيرة استعادة موقعها في عدد من المنظمات الدولية، وعلى رأسها "اليونسكو"، ما أعاد تفعيل برامج التعاون التربوي والإنساني، وشجّع على إعادة إدماج المدارس السورية في خطط الدعم الفني والتمويلي المخصصة للبلدان الخارجة من النزاعات.