جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 21-12-2015
• تناولت مجلة ذي ديلي بيست الأميركية التصعيد وأجواء التوتر بين روسيا وتركيا، وذلك في أعقاب إسقاط أنقرة قاذفة روسية من طراز سوخوي24 اخترقت الأجواء التركية، وقالت إن ثمة حربا باردة تدور رحاها بين البلدين، وإن الطرفين يعانيان، ونشرت الصحيفة مقالا للكاتبة آنا نيمتسوفا أشارت فيه إلى تصاعد مستوى التراشق الإعلامي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، وقالت إن الشحناء والاتهامات المتبادلة بين مسؤولي البلدين من شأنها ترك انعكاسات سلبية على علاقات البلدين في مختلف المجالات، وأضافت أن البلدين كانا إلى عهد قريب حليفين وتربطهما شبكة كبيرة من الاتفاقات التجارية، ولكن الخصام المتصاعد بين الطرفين بدأ يترك تداعياته على المجالات الاقتصادية المختلفة لدى الجانبين بكل تأكيد، وأشارت الصحيفة إلى أن هناك علاقات وتفاهمات واتفاقات بين الجانبين في معظم المجالات -من السياحة إلى شحن النفط- لا يمكن انفصالها على الرغم من الخلاف الكبير بين الرئيسين حول الشأن السوري، حيث تدخل بوتين في الحرب في سوريا من أجل دعم بشار الأسد الذي سبق أن أقسم" الرئيس التركي أردوغان على الإطاحة به، وبينت أن حدة التوتر بين الطرفين لا تزال تتزايد، مشيرة إلى المؤتمر الصحفي السنوي الذي عقده الرئيس الروسي بوتين الخميس الماضي في موسكو، وأن بوتين صرح بأن علاقات روسيا وتركيا الرسمية تضررت بشكل لا يمكن إصلاحه، واستخدم ألفاظا بذيئة بحق تركيا.
• قالت صنداي تلغراف البريطانية إن خطة السلام الأممية حول سوريا لن تقود إلا للحرب وإن المشاركين في وضعها استخدموها للتغطية على نواياهم الحقيقية، وأشارت إلى اشتداد الحرب والقتال والغارات من كل الأطراف منذ بدء المحادثات في فيينا نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأضافت بأنه لو كان التكثيف الأخير في الحرب علامة على سلام قادم، فإن الأمر يستحق التضحية، لكن، وللأسف إننا لا نرى جديدا في فرص السلام، فقرار الأمم المتحدة لم يأت على ذكر لمصير الرئيس بشار الأسد، رغم أن كل هذه الحرب ظلت تدور حول مصيره، واختتمت الصحيفة بقولها إن كل القرارات السابقة حول سوريا كانت توصف بأنها بداية النهاية للحرب الأهلية هناك، لكنها تنتهي إلى مزيد منها، مضيفة أن الرومان قديما كانوا يقولون: إذا أردت السلام، فعليك الاستعداد للحرب، لكن حكمة العصر الحالي تقول إذا أردت الحرب فعليك الاستعداد لمحادثات سلام.
• قالت صحيفة صنداي أوبزيرفر البريطانية إن قرار الأمم المتحدة حول محادثات السلام السورية أنشأ إطارا، لكنه ملئ بالثغرات، موضحة أن القرار عبارة عن وثيقة طموحة وضعت جدولا زمنيا لستة شهور لتشكيل حكومة انتقالية و18 شهرا لوضع دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية، وقبل ذلك محادثات في السعودية ووقف إطلاق النار، لكنها أشارت إلى أنه ليس من المؤكد أن يوافق الطرف الحكومي على المشاركة في محادثات يناير/كانون الثاني بالسعودية مع المعارضة، وليس معلوما حجم المعارضة التي ستشارك في هذه المحادثات وتأثيرها الفعلي، إذ لم يتم بعد الاتفاق على قائمة المشاركين فيها، وقالت أيضا إن أفضل الاحتمالات في حالة تنفيذ وقف إطلاق النار والتوصل لاتفاق سلام نهائي، أنهما لن يُطبقا إلا في الأجزاء الغربية والشمالية من سوريا التي يسيطر عليها حاليا النظام أو القوات التي توصف بأنها ليست "داعش".
• نشرت صحيفة التايمز أون صاندي البريطانية تقريرا عن لاجئ سوري دخل أوروبا سباحة لوحده، ودون مساعدة من أحد، وتقول كاتبة التقرير، لويز كالاغان، إن اللاجئ السوري روى لها تفاصيل قصته، وكيف واجه التيارات البحرية والأمواج العاتية، واضطر للسباحة 7 ساعات كاملة في بحر إيجة، على أمل بدء حياة جديدة في أوروبا، وتضيف أن أمير تدرب مع منتخب سوريا للسباحة في دمشق، وكاد أن يغرق وهو يجتاز مسافة 8 أميال بين تركيا وجزيرة ساموس اليونانية، وتقول الكاتبة على لسان أمير، الموجود في مركز لاجئين في السويد: كان علي أن أسبح، كنت دائما أغرب في ذلك، وكنت متأكدا أنه بمقدوري فعل ذلك، ولم يبق في بلدنا غير الحرب، وخلال رحلته في البحر يقول أمير إنه حمل معه حقيبة ظهر صغيرة وهاتفا، وحفنة من التمر ليتغذى بها، ولكنه لم يذق منها شيئا، من شدة الخوف، وبعد وصوله إلى جزيرة ساموس اليونانية واصل عامر طريقه مدة شهر عبر أوروبا لينتهي به الأمر إلى السويد، حيث ينتظر الرد على طلب اللجوء، الذي تقدم به هناك.
• كشف رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أن تمدد تنظيم الدولة في سيناء وسيطرته على سوريا يندرجان ضمن أكبر الأخطار التي تهدد الأمن الإسرائيلي، مشيدا بالتدخل الروسي الذي يهدف إلى القضاء على هذا التنظيم، وذكر تساحي هنغبي -في لقاء أجراه معه مراسل صحيفة "إسرائيل اليوم" بسبب قرب نهاية عمله- أن الشرق الأوسط جرت عليه ثمانية تغييرات في السنوات الأخيرة، أهمها قيام دول وسقوط أخرى، وزعماء عرب قتلوا واعتقلوا، وخارطة العنف غيّرت وجهتها، وحروب خاضتها إسرائيل في لبنان وغزة، لكن التحديات والمخاطر الأمنية لم تتوقف لحظة واحدة، وحول التطورات الإقليمية، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست إن إسرائيل ترى أن هناك ثلاثة تطورات فاعلة في المنطقة: أولها الروس الذين يصرون على العمل ضد تنظيم الدولة، خاصة بعد إسقاط طائرتهم في سيناء، وإسرائيل لديها مصلحة في إضعاف هذا التنظيم وعدم سيطرته على سوريا، والتطور الثاني هو إيران التي توفر الرعاية لنظام الأسد في سوريا، وإسرائيل لديها مصلحة في استبدال نظام الأسد بنظام غير تابع لإيران و"حزب الله"، أما التطور الثالث -كما يقول المتحدث- فيتمثل في إحباط وصول أي أسلحة متطورة من إيران إلى "حزب الله"، وهذه مسؤولية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو يقوم بهذه المسؤولية، على حد قوله، وأشار هنغبي إلى أن وجود عشرات الطائرات الروسية وآلاف الجنود الروس في سوريا قد يتسبب في إيجاد حالة من عدم التفاهم مع إسرائيل، لكن الجانبين الإسرائيلي والروسي أقاما جهاز تنسيق للتواصل الفعال في مثل هذه الظروف.
• في صحيفة الشرق الأوسط يتساءل طارق الحميد: "مقتل القنطار.. ما رأي إيران الآن؟"، وأشار إلى أنه في الوقت الذي كشفت فيه وكالة "رويترز" نقلاً عن مسؤولين إيرانيين، عن أن طهران قررت تعزيز تنسيقها مع روسيا حول سوريا؛ وذلك بعد اجتماع الرئيس الروسي بالمرشد الإيراني الشهر الماضي، أعلن "حزب الله"، أمس، عن مقتل سمير القنطار في دمشق نتيجة غارة إسرائيلية، ولفت الكاتب إلى أن السؤال هنا ليس عّما كان يفعله القنطار في دمشق؛ فالأمور واضحة بهذا الخصوص، وإنما السؤال هو: ما رأي إيران، ومعها "حزب الله"، والقنطار يُصفّى في دمشق من قبل إسرائيل، بينما الجميع يعرف أن دمشق تحت الوصاية الروسية الآن، وتابع الكاتب التساؤل: هل تصفية القنطار في دمشق من قبل إسرائيل توافق الرؤية الإيرانية الروسية المشتركة حول سوريا، وما رأي الرئيس بوتين الذي يهدد تركيا بأن تتجرأ بإرسال طائراتها إلى المجال الجوي السوري؟، أم أن المجال الجوي السوري يعتبر مفتوًحا لإسرائيل؛ وذلك نتيجة غرفة العمليات المشتركة الروسية الإسرائيلية المعنية بتنسيق الأوضاع في سوريا بعد التدخل الروسي هناك؟، أم أن لدى الإسرائيليين مقدرة على دخول الأجواء السورية دون أن يشعر الروس؟، وهو ما يناقض حديث الرئيس بوتين، وتباهيه أمام الأتراك، عن قوة موسكو،، واعتبر الكاتب أن الإيرانيين، ومعهم "حزب الله"، ومثلهم الروس، في ورطة الآن، بعد اغتيال سمير القنطار في غارة إسرائيلية، فكيف تبرر إيران إعلانها توافق المواقف مع الروس في سوريا، بينما الروس ينسقون مع إسرائيل التي قامت بتصفية القنطار الذي يصفه "حزب الله" بـ"المقاوم والمجاهد"؟ وخلص الكاتب إلى أن سوريا باتت بمثابة الورطة لكل من يحاول مناصرة مجرم دمشق بشار الأسد، مؤكدا أن إيران، وحلفائها هناك، ومعهم الروس، هم في حفرة، وكل يوم يمضي يعني أنهم يواصلون الحفر.
• كتبت صحيفة الخليج الإماراتية، في افتتاحيتها، أنه في خطوة غير مسبوقة في تاريخ الأزمة السورية التي تقترب من نهاية عامها الخامس، وأدت إلى ما أدت إليه من تدمير وتقتيل وتهجير ومذابح وإبادة لمعالم حضارية، اتخذ مجلس الأمن الدولي في مشهد نادر قرارا بالإجماع يؤكد وحدة المجتمع الدولي، خصوصا القوى الكبرى تجاه تحديد آلية للحل السياسي للأزمة، من خلال خريطة طريق توضح الأهداف والمدى الزمني للحل، وأبرزت الافتتاحية أن الدول المعنية بالأزمة، أدركت خلال الأشهر القليلة الماضية استحالة الحل العسكري بعدما استنفدت ما لديها من وسائل، كما أدرك النظام السوري الأمر نفسه، ووصل الجميع أمام حائط مسدود، بحيث صار استمرار الصراع العسكري استنزافا لسوريا وإمعانا في تدمير ما تبقى منها، وتسهيلا لمزيد من الإرهاب الذي استشرى واتسع مداه، وتجاوز خطره الجغرافيا السورية والعراقية وصولا إلى العالم بأسره، وتساءلت الصحيفة في هذ السياق: هل يمكن لهذا القرار أن يكون خطوة جادة على طريق الحل، موضحة أن ذلك ممكن إن صدقت النوايا، وتوقف اللاعبون عن ممارسة لعبة شد الحبال أو عض الأصابع.
• اعتبرت صحيفة الراية القطرية في افتتاحيتها انه من المهم أن يدرك مجلس الأمن الذي تبنى نص قرار بالإجماع يدعم عملية السلام في سوريا، أن هذا السلام لن يتحقق إلا بذهاب الأسد ووقف التدخل العسكري الروسي لصالح النظام، وأن يعمل الجميع لتحقيق الضمانات برحيل الأسد عن السلطة بموجب الخطة التي اعتمدها المجلس، باعتبار أن تنحي الأسد ضروري ليس فقط لأسباب أخلاقية ولكن أيضا لضمان فاعلية الحل المرتجى، لأنه من المستحيل لرجل مثله أن يجمع شعبا بعدما ذبحه وشرده، وشددت الصحيفة على أن استمرار نظام الأسد، سيجعل إجراء مصالحة حقيقية ودائمة بين الشعب والدولة السورية أمرا بعيد المنال، مؤكدة أنه بات من المهم أن يعمل مجلس الأمن على تسريع تفعيل هذا القرار الشجاع، من أجل تطبيق انتقال فعال ينطوي على نقل صلاحيات تنفيذية كاملة إلى سلطة انتقالية، والسيطرة على الجهاز العسكري والأمني، كما ينص عليه بيان (جنيف1).
• تحدثت صحيفة عكاظ السعودية، عن إجماع أعضاء مجلس الأمن الدولي أخيراً ، بعد مباحثات طويلة ومعقدة ، على مشروع قرار عملي لإحلال السلام في سورية ، ليكون بمثابة خريطة الطريق العسير التي أعدتها القوى الكبرى خلال لقاءات فيينا ، خاصة بعد الجهود الكبيرة التي بذلتها المملكة خلال اجتماع الرياض بين فصائل المعارضة السورية في 9 ديسمبر الماضي، وبعد أن لاح في الأفق أخيراً توافق نوعي في الموقف الروسي-الأمريكي حيال الأزمة السورية وعدم التشديد على موقف ثابت ضد رحيل الأسد، وقالت الصحيفة إنه ووفقاً للقرار، ستشهد الخطوة القادمة مفاوضات بين النظام السوري والمعارضة حول عملية انتقال سياسي تنهي الحرب في سورية، وذلك وفقاً "لإعلان جنيف- 1" في يونيو 2012 بالنسبة إلى الانتقال السياسي في سورية ، كما ينص مشروع القرار الأخير على أن مجلس الأمن يدعم وقف إطلاق نار على كامل الأراضي السورية، ويدخل حيز النفاذ فور اتخاذ السلطة والمعارضة الخطوات الأولى باتجاه عملية انتقال سياسي، وشددت الصحيفة على أن الموقف حيال رحيل الأسد -محور الأزمة ونقطة الخلاف الكبرى- ، يبقى ضبابياً، ولم يبت القرار في مسألة رحيله خلال العملية الانتقالية، وهو ما يضع القرار الأخير وإن تم بإجماع الدول الكبرى، الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (روسيا والصين وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة)، أمام الخطوة المحورية الفاصلة في هذا النزاع لتحقيق الوقف الفعلي لإطلاق النار، والتحرك نحو تحقيق السلام في سورية.
• قالت صحيفة الرياض السعودية إنه منذ أن أسقطت المقاتلة التركية طائرة سوخوي الروسية بسبب دخول الأخيرة أراضي الأولى، تكلم كثير من الاستراتيجيين حول العالم عن مآلات هذا الفعل الخطير الذي لم يحدث منذ حوالي خمسين عاماً، واحتمالية أن يؤدي إلى حرب عالمية، ورأت أن الأمر لا يتعلق فقط بأنقرة وموسكو، بل إن الناتو كحلف موجه في أساسه إلى روسيا الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي مندمج بحكم الأمر الواقع في هذا التجاذب، بل إن ما يقال عن إسقاط الطائرة إنما جاء بأمر من الحلف الأطلسي هي رواية لا يمكن تجاهلها، باعتبار ما قامت به روسيا اعتداء على حدود الناتو، لذا وجب إيقافها عند حدها، وأشارت إلى أن الحلف الأطلسي في واقع الأمر يبدو مكشوفاً في خاصرته الجنوبية، ونقصد الحدود التركية مع الدول الست، التي تدور في فلك موسكو باستثناء العراق الذي تغازله روسيا تحت نظر الأمريكيين، عندما أعلنت عن مركز عمليات استخباراتية مع بغداد عشية التدخل الروسي العسكري في سورية، وهو أمر استفز واشنطن، التي أنذرت حكومة بغداد إن هي سمحت للطائرات الروسية القيام بضربات ضد أي أهداف في المجال العراقي دون التنسيق مع أميركا التي تقود تحالفاً دولياً هناك.
• كتبت جريدة الجمهورية المصرية في افتتاحية بعنوان "سورية على أبواب التسوية", أن القرار الإجماعي لمجلس الأمن بشأن وقف اطلاق النار والبدء في عملية تسوية سياسية في سورية، قد يكون بداية النهاية لحرب أهلية مدمرة دفع فيها الشعب السوري الشقيق ثمنا باهظا نتيجة التدخلات الأجنبية لأصحاب المصالح في نزاع داخلي بين الحكم والمعارضة كان مفترضا حله بالحوار وتغليب المصالح العليا للبلاد، وعبرت الصحيفة عن الأمل في التوصل إلى التسوية السياسية المرتقبة وإنهاء القتال الضاري الذي خلف الملايين من السوريين بين قتيل وجريح ولاجئ.