جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 20-11-2015
• أشارت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يحاول إيجاد مزيد من الحلفاء في الشرق الأوسط لمواجهة تنظيم الدولة، لكن إدارته لم تفعل شيئا مهما في هذا المجال، وأن الضربات الجوية الدولية على تنظيم الدولة منذ أكثر من عام لم تسفر عن الكثير، وانتقدت الصحيفة في افتتاحيتها خيار أوباما، وقالت إن إدارته لم تفعل الكثير لإحداث تغيير سياسي جوهري في الشرق الأوسط، حيث إن واشنطن لم تعمل على الإطاحة بنظام بشار الأسد، ولا هي بذلت جهودا لجعل الحكومة العراقية بقيادة الشيعة تتصالح مع زعماء السنة في البلاد، كما نشرت الصحيفة مقالا للمرشح الرئاسي بن غارسون، أشار فيه إلى سعي الرئيس أوباما للتحالف مع كل من روسيا وإيران لاحتواء تنظيم الدولة واسترجاع الأراضي التي يسيطر عليها، وأضاف أن هاتين الدولتين تعتبران غير موثوقتين، وأوضح أن إضفاء الولايات المتحدة الشرعية على تحالف الولايات المتحدة مع كل من روسيا وإيران، سيجعل روسيا تعمل على تمكين نظام الأسد، كما أن إشراك الولايات المتحدة إيران في تحالف ضد تنظيم الدولة سيجعل إيران تعمل على بسط نفوذها في المنطقة، وبالتالي العمل على زعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
• خصصت صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالها الافتتاحي لطلب تعتزم الحكومة البريطانية تقديمه للبرلمان من أجل الترخيص لها بالتدخل بشن غارات جوية على تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، وتصف الإندبندنت الغارات الجوية على التنظيم في سوريا بأنها ضرورة لا بديل عنها، وتقول الصحيفة إن البرلمان البريطاني خذل رئيس الحكومة، ديفيد كاميرون، عندما طلب منه ترخيصا لشن غارات جوية في سوريا عام 2013، ولكن بريطانيا تشارك في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق، وهذا ما يجعلها، حسب الصحيفة، عرضة لهجمات من التنظيم المسلح، مثلما حدث لفرنسا، في هجمات باريس، فتنظيم "الدولة الإسلامية" عدو لبريطانيا مثلما هو عدو لفرنسا، حسب الإندبندنت، وترى الصحيفة أن الظروف التي رفض فيها البرلمان طلب الحكومة عام 2013 تختلف عن الظروف الحالية، لأن الغارات وقتها كانت ستوجه ضد جيش النظام السوري، الذي كان يقاتل تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات معارضة أخرى، فالغارات في 2013 كانت ستضعف عدو العدو، وكانت هناك بدائل، ولكن ما يجري حاليا فلا مكان فيه للمفاوضات، حسب الإندبندنت، وإنما المطلوب هو تدمير التنظيم، وسيكون رأي البرلمان إذا كانت بريطانيا ستشارك في تدميره أم ستترك العمل للآخرين.
• نشرت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية مقالا عن مأساة النازحين السوريين، الذي يواجهون المزيد من الضغوط وتغلق في وجوههم أبواب أخرى بسبب هجمات باريس، ويقول ديفيد غاردنر، في مقاله إن جواز السفر السوري المزور الذي وجد قرب جثة أحد الانتحاريين في هجمات باريس، سيزيد من إجراءات التضييق على النازحين والمهاجرين السوريين الذي يفرون من نيران الحرب في بلادهم، ويضيف أن تجارة جوازات السفر السورية ازدهرت كثرا في الدول المجاورة، ولعل عددا كبيرا من الذين يشترون هذه الوثائق هم غير سوريين يطمحون للهجرة إلى أوروبا من أجل تحسين أوضاعهم الاقتصادية، وقد يتسلل بينهم متشددون، ويشير الكاتب إلى تقارير انتشرت بشأن مزاعم عن ضلوع مسؤولين سوريين في تجارة جوازات السفر، ويقول غاردنر إن أزمة اللاجئين السوريين ضخمة، وإذا تراجعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عن التزامهما باستقبال حصصهما من اللاجئين فإن التبعات ستكون خطيرة، فالمسلمون السنة هم الفئة الأكثر ضعفا، حسب الكاتب، إذ يتعرضون لغارات النظام من جهة ولهجمات تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى، وإذا صدت أمامهم أبواب النزوح والهجرة، فإنهم سيلجؤون إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
• نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول الوجود الإيراني بسوريا، قالت فيه إن أكثر من أربعين مقاتلا من الحرس الثوري الإيراني سقطوا خلال شهر واحد، واعتبرت أن التواجد الإيراني بسوريا يجعل تشكيل تحالف دولي ضد تنظيم الدولة أمرا صعبا، وقالت الصحيفة، إن الشعب الإيراني يرى أن جنوده الذين يقاتلون بسوريا الآن، ليسوا إلا خط الدفاع الأول لبلادهم ضد أعدائها، وأن من مات منهم فهو شهيد، وإيران لن تسمح بقيام قوة سنية في سوريا، وأفادت الصحيفة بأن تعداد ضحايا إيران بسوريا يتزايد يوميا؛ حيث تجاوز الأربعين قتيلا لهذا الشهر فقط، من بينهم أربعة عشر ضابطا، وأضافت أيضا أن إيران لم تعد تخفي خسائرها البشرية بسوريا، مثل مقتل الجنرال حسين همداني، الضابط الأعلى رتبة عسكرية الذي يقتل في سوريا، حيث يمثل همداني المقرب من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، الذراع العسكري لإيران خارج حدودها، وذكرت الصحيفة أن كتائب شيعية أفغانية وباكستانية أرسلت إلى جنوب سوريا، للسيطرة على خط المواجهة مع إسرائيل، ولإفساد مخطط المعارضة المعتدلة بإنشاء "منطقة عازلة" على جوار هضبة الجولان، في جنوب سوريا، وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يضرب فيه الطيران الروسي مواقع المعارضة المعتدلة في سوريا منذ شهر ونصف، تقوم المليشيات الإيرانية، التي قدر البنتاغون تعدادها بألفي مقاتل فقط، وهو عدد على الأرجح ضئيل جدا مقارنة بالواقع، وبمساندة من حزب الله وعديد المليشيات الأخرى، بدعم نظام بشار الأسد، وبحسب الصحيفة، فإن إيران عززت وجودها في سوريا بعد التدخل الروسي، وبعد أن كان مقاتلوها في الصفوف الخلفية، أصبحوا اليوم في الواجهة، وعلى طاولة العمليات الميدانية بجانب روسيا وسوريا، وختمت الصحيفة بالقول إن إيران مستعدة لإرسال المزيد من القوات للمستنقع السوري، حتى ولو تكبدت المزيد من الخسائر، فالمهم بالنسبة إليها هو منع قيام قوة سنية قد تعزز الوضع الإقليمي للمملكة العربية السعودية.
• تحت عنوان "مختار من اللاذقية بديلاً للأسد" كتب غازي دحمان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، أعرب فيه عن اعتقاده بأن روسيا لا تريد السيطرة على كامل الأراضي السورية، وليست معنية بصراع مع السّنة في سورية والمنطقة، كما أنها لا ترغب في تطوير التحالف مع إيران، وليست معنية في دعم نفوذها في المنطقة، ورأى أنها مستعدة للتخلي عن الأسد، بعد أن أعادت توصيفه في الأزمة ورقة تفاوضية، وجرّدته من كل حمولات الشرعية والوطنية التي كانت تمنحه أوزاناً فائضة عن حجمه، منوها إلى أن موسكو، في الوقت نفسه، تكثّف من أصولها العسكرية في سورية، كماً ونوعاً، بما يعني أنها تتجه إلى إقامة مديدة وحضور فاعل في المنطقة، وأوضح الكاتب أن الاستراتيجية الروسية، حتى اللحظة، تقوم على مبدأ "إني بلغت"، بالارتكاز على منطق تبسيطي للقضية السورية، عبر اختزاله في معادلة "دولة – وإرهاب" و" قانون دولي – وحق السيادة"، وتطالب جميع الأطراف بالتعامل تحت هذا السقف، وفي إطار هذا التعريف، مبرزا أن هدف هذه الصيغة الشكلانية تفكيك علاقة الدول الإقليمية مع القضية السورية، بما فيها إيران، وإحراج القوة المؤثرة من دائرة الصراع، واعتبر الكاتب أنه في حال انكفاء العلويين إلى الساحل، تنتهي الوظيفة التي لعبها آل الأسد واجهة للسيطرة على سورية، وبالتالي، لا يمكن لمنطقة الساحل تحمل آل الأسد ومليشياتهم والامتيازات التي يطمحون للحصول عليها من دولة الساحل، ورأى أنه في الغالب سيكون التوجه نحو شخصية مغمورة، ومن خارج دائرة الصراع، تقوم بدور أقرب إلى دور المختار، ما دام الروس سيتولون مسؤولية الدفاع واستخراج الغاز والنفط في الساحل، وخلص الكاتب إلى القول إن شعار "أيام الأسد معدودة" هو شعار أطلقه باراك أوباما، والمفارقة أن الروس ربما هم من يتكفل بتطبيقه قريباً.
• نقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر في المعارضة العسكرية السورية أن أكثر من 30 فصيلا مسلحا سيشاركون في اللقاء الذي ستعقده المعارضة السورية، في السعودية في منتصف الشهر المقبل، بهدف اختيار وفد موحد يفاوض نظام الأسد، حسب ما نص عليه اجتماع "فيينا 2"، ونسبت الصحيفة إلى محمد علوش، القيادي في جيش الإسلام، القول إن من أبرز الفصائل التي تلقت الدعوة «الجيش الحر» و«جيش الإسلام» و«أحرار الشام» و«فيلق حمص» و«جيش اليرموك» و«الفرقة الساحلية في جبال الأكراد» و«الجبهة الشامية»، ووفقا للصحيفة، فقد أكد علوش أن «جبهة النصرة» لن تكون ضمن الفصائل المشاركة نظرا لامتلاكها مشروعها الخاص، مشيرا إلى أن مبادئ المعارضة السورية المسلحة تتماشى مع القيم والأخلاق وتتعارض مع إرهاب «داعش».
• في صحيفة المستقبل اللبنانية نقرأ مقالا لعلي نون بعنوان "لافروف.. مجدداً"، الكاتب سلط الضوء على ثلاث جمل استثنائية في "دقتها"، وردت بالأمس على لسان سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا، وكانت، كما اعتبرها الكاتب، من أندر ما قاله هذا الصقر الذي لا يزال يحلق في فضاء سوفياتي.. افتراضي، وأوضح الكاتب أن الجملة الأولى: أن هجمات باريس الإرهابية "ساعدت" الغرب على إدراك أن الأولوية هي لمحاربة "داعش" وليس إسقاط بشار الأسد، والثانية أن ما من سبيل لأي حل في سوريا من دونه، والثالثة أنه يمثل مصالح "شريحة كبيرة" من المجتمع السوري، وشبه الكاتب الجملة الأولى بمطالعة محام فاشل أراد الدفاع عن موكله، لكنه بدلاً من تبرئته عجّل في إدانته، باعتبار أن أحداً من أهل الحصافة والمنطق في هذه الدنيا، لا يرى، أن الإرهاب الداعشي الراهن لم يفعل أي شيء في تاريخه القصير إلا وخدم بشار الأسد والمحور الحاضن له، واعتبر الكاتب أن الجملة الثانية، سلبية في شكلها ومُناكفة وكيدية لكنها في مضمونها منطقية ولا تعني شيئاً غير ذلك، باعتبار أن الطريق إلى الحل لأي مشكلة لا يمكن أن يكون إلا بمقاربة صاحب تلك المشكلة وليس غيره، أما في القول إن بشار الأسد يمثل "شريحة كبيرة" من السوريين، لفت الكاتب إلى أن هذا ليس جديدا، مبرزا أن الأسد يستخدم التجييش الفئوي والفتنوي الطائفي والمذهبي في حرب الحياة أو الموت التي يخوضها منذ أربع سنوات وبضعة شهور، وفي الختام وجه الكاتب الشكر لناظر الديبلوماسية الروسية، لأنه استفز، حتى مستر أوباما نفسه، وصولاً إلى خروجه مجدداً، وبعد صمت مديد، إلى التأكيد بأن الحل في سوريا لا يمكن أن يتم مع الأسد، بل من دونه.
• اعتبرت صحيفة الرأي الأردنية، في مقال بعنوان "سوريا تحت المجهر، معارضون أم إرهابيون؟"، أن الميوعة الدولية في تعريف الإرهاب، لأن أي تعريف له سوف ينطبق على ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة، والخلاف بين الدول المنخرطة في أحداث سوريا جعلت تصنيف الإرهابيين عملية حساسة وصعبة، ومن هنا - تستطرد الصحيفة - جاء تكليف الأردن بإعداد جدول بالمنظمات الإرهابية وجدول آخر بمنظمات المعارضة المشروعة التي لا تمارس الإرهاب، مشيرة إلى أن البعض رحب بهذا التكليف من حيث دلالته على الثقة بالأردن فيما يرى البعض الآخر أن المهمة صعبة وخطرة، لأنها تحتمل اجتهادات متعددة وأحيانا متناقضة.
• كتبت صحيفة الوطن القطرية في افتتاحيتها أن هنالك فجوة بائنة في نظرة أطراف دولية عديدة إلى ترتيب الأولويات وخطة إنفاذ المعالجة الشاملة والعادلة والمنطقية للصراع في سوريا، مبرزة أن موسكو لا تزال تحاول التشبث بفرض حلول جديدة في سوريا لا تتماشى مع خيارات ورغبات السوريين، في حين تريد واشنطن تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، وشددت الصحيفة على أنه مع تسارع الخطوات الهادفة إلى إيجاد حل نهائي لأزمة سوريا فإنه من الضروري أخذ آراء السوريين بعين الاعتبار، وأنه لا يمكن القبول بأن يسمح لنظام الأسد بالاستمرار بحجة أن الأولوية لمحاربة تنظيم "داعش".