جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 19-10-2015
• نشرت صحيفة ذي كريستيان ساينس مونيتور الأميركية مقالا للكاتبة ميشيل توه قالت فيه إنه رغم رفض الرئيس أوباما المتكرر لفكرة وجود حرب بالوكالة بين الولايات المتحدة وروسيا داخل سوريا، فإن الخبراء يبدون منقسمين بشأن ما يحدث بالفعل على أرض الواقع إزاء هذه القضية، وأضافت أن روسيا أعلنت الخميس الماضي عزمها خفض طلعات مقاتلاتها في الأجواء السورية بدعوى أن قوات "النظام السوري" ستتحرك على الأرض، لكن هذه التصريحات الروسية تأتي في أعقاب إعلان المعارضة المناوئة لنظام الأسد عن تسلمها صواريخ "تاو" أميركية الصنع المضادة للمدرعات والدبابات، وأوضحت الكاتبة أن هذه التطورات تكشف عن الدور المتزايد الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذه الحرب السورية، وخاصة بعد انضمام روسيا لاعبا جديدا فيها، وأشارت إلى أن حلفاء أميركا زودوا الثوار السوريين بنحو خمسمئة من صواريخ تاو التي مداها أكثر من أربع كيلومترات، وأنها تعد ذات تأثير قاتل ضد قوات الأسد، وسط الخشية من انزلاق روسيا عميقا في المستنقع السوري.
أشارت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في مقال مطوّل إلى أن الثوار السوريين يقولون إنهم يتسلمون كميات من الصواريخ الأميركية المضادة للدبابات، وذلك منذ بدأت المقاتلات الروسية قصفها لدعم قوات "النظام السوري"، وأوضحت أن تزويد الولايات المتحدة الثوار السوريين بهذه الأسلحة النوعية يعني أن الحرب في سوريا تتجه لأن تكون حربا بالوكالة بين واشنطن وموسكو، وسط تعدد اللاعبين الدوليين والإقليميين فيها، وأضافت نيويورك تايمز أن الثوار السوريون دمروا سبع دبابات تعود لنظام الأسد بسبع صواريخ تاو أميركية، مما يعني أن نتيجة إصابة الهدف كانت عبارة عن "سبعة من سبعة" أو 100%.
• تناول وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر الأوضاع المتدهورة في الشرق الأوسط والأزمات التي تنذر بالمزيد من زعزعة استقراره، وتساءل -في مقال نشرته له صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية- عن السبيل إلى الخروج من الدمار الذي يحيق بالمنطقة برمتها، وأشار كيسنجر إلى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا تسبب في جلب الفوضى للبنية الجيوسياسية التي اتسمت بها منطقة الشرق الأوسط عقودا، وأضاف أن الولايات المتحدة بحاجة إلى إستراتيجية جديدة إزاء أزمات المنطقة، وأنها أحوج ما تكون إلى الانتباه إلى الأولويات الملحّة في هذا المجال، وأضاف أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمثل أحدث أعراض تفكك الدور الأميركي الساعي لجلب الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط، وهو الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية في 1973، وقال كيسنجر إن المصير الذي آلت إليه الأوضاع في سوريا يعطي مثالا واضحا على التناقضات التي تعانيها منطقة الشرق الأوسط، وأضاف أن تراجع الدور الأميركي في المنطقة تسبب في قدوم روسيا إليها بثقلها العسكري، وأكد أن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط تبعث على مزيد من الشك لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وسط الخشية من المواجهة الفعلية بين القوتين الأميركية والروسية في المنطقة، وذلك لأن الظروف الراهنة تشبه تلك التي أدت للحرب العالمية الأولى، مع الفارق أن تلك الحرب كانت بالأسلحة التقليدية، واختتم كيسنجر بالقول إن الشرق الأوسط يمثل منطقة الاختبار الأهم الذي يضع سمعة الولايات المتحدة على المحك، وذلك ليس بشأن قوتها العسكرية، ولكن إزاء عزيمة الأميركيين وقدرتهم على التفاهم من أجل عالم جديد.
• نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا عن تهريب المهاجرين بحرا من تركيا إلى اليونان وارتفاع مخاطره في فصل الشتاء، الذي تهب فيه الرياح الباردة وتهيج فيه الأمواج العاتية، وتقول كاتبة التقرير زيا ويس من إزمير إن المهربين يعرضون على اللاجئين السوريين تخفيضات، بسبب هيجان البحار في هذه الفترة من العام، وتضيف أن حركة العبور تهدأ عادة في فصل الشتاء، عندما تبدأ الرياح الباردة تعصف وترتفع الأمواج العاتية عاليا في البحر الأبيض المتوسط، ولكن الكثير من المهربين في إزمير يعتقدون أنهم وجدوا حلا لرفع الطلب على خدماتهم، وذلك بعرض تخفيضات موسمية، فهم يرون أن تخفيض الأسعار يجذب اللاجئين الفقراء ويغريهم بالمخاطرة للعبور إلى أوروبا في ظروف أصعب، ونقلت ويس عن بعض المهربين أنهم يعدون بواخر لفصل الشتاء، لأن القوارب الصغيرة لا يمكن العبور بها في الاضطرابات الجوية المتواصلة، لكن المنظمة الدولية للهجرة تتوقع لجوء المهاجرين إلى الطرق البرية أكثر، لأن الدول الأوروبية تشن حملة مراقبة على البواخر الكبيرة التي تحمل المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط، وتختم الكاتبة تقريرها بما سمعته عن أحد المهربين، وهو أن "حالة الطقس ستكون صعبة، ولكن المهاجرين سيواصلون رحلاتهم إلى أوروبا".
• نشرت صحيفة لوموند الفرنسية تقريرا حول موقف المملكة العربية السعودية من التدخل الروسي في سوريا، وقالت الصحيفة إن وزير خارجية السعودي، عادل الجبير، عرض في أواخر أيلول/ سبتمبر في اجتماع الأمم المتحدة؛ الخيار العسكري للإطاحة ببشار الأسد، لكن بعد يوم واحد فقط من تصريحاته أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين طائراته المقاتلة "سوخوي" لإنقاذ هذا الديكتاتور السوري، وقالت الصحيفة إن الرياض زادت من تصميمها على الإطاحة بالأسد، خاصة بعد أن بدت على هذا النظام علامات الضعف والتراجع أمام مقاتلي المعارضة، وهي تهدف من خلال ذلك إلى كسر المحور الشيعي (طهران - دمشق - حزب الله)، وذلك بهدف مواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة، وذكرت لوموند أن القضية السورية شهدت انسحاب عدد من حلفاء الرياض في المنطقة، فبعد انسحاب مصر التي أشادت بالضربات الجوية، فضل الأردن والإمارات التراجع أيضا عن دعمهما للسعودية، إذ إن كل طرف له حساباته المعقدة، فالقاهرة تشيد بالضربات الروسية لرغبتها في القيام بضربات مماثلة بليبيا، بحسب الصحيفة، أما موقف الإمارات المعادي للإخوان المسلمين والمجموعات المسلحة المتشددة فلم يتغير، وبالنسبة الأردن فإنه يرفع شعار الحياد، نظرا لحدوده الممتدة مع سوريا، وخوفا من انتقال الصراع لأراضيه، وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الخليج العربي أصبحت في مرمى الحركات الإرهابية، وخير دليل على ذلك الهجمات الأخيرة على السعودية والكويت، ونقلت الصحيفة عن مسؤول سعودي، رفض الإفصاح عن هويته، قوله على إحدى القنوات الإخبارية: "إن الدعم العسكري للمعارضة سيتضاعف"، ما ينذر بتواصل الحرب في سوريا.
• تحت عنوان "بوتين يكتفي من سورية بما خلّف لجورجيا وأوكرانيا؟" كتب جورج سمعان مقاله في صحيفة الحياة اللندنية، اعتبر فيه أن دعوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكررة لفتح حوار بين موسكو وواشنطن لتسوية الأزمة السورية كمن ينفخ في رماد، وبعد أن لفت إلى أن هذه الدعوات لم تلق جواباً إلى الآن، أكد الكاتب أن تكرار موسكو تذمرها من موقف واشنطن يعبر عن مخاوف وخشية من الفشل أو العجز، سواء في القتال أو في إيجاد حل سياسي، مبرزا أن معظم القوى السياسية والعسكرية المناوئة للنظام بدأت تتعامل موحدة مع التدخل الروسي كقوة احتلال، وبذلك باتت روسيا جزء من المشكلة وليس الحل، مثلها مثل إيران، وأشار كاتب المقال إلى أن موسكو تريد أن تطوي بيان جنيف الأول، أو على الأقل فرض قراءتها لبنود هذا البيان، ولذلك سينتظر بوتين بلا جدوى مساعدة من الولايات المتحدة التي لا يضيرها اليوم إذا قيض للحملة الروسية النجاح في دحر الإرهاب، مثلما يفرحها غرقها في المستنقع، منوها إلى أن الولايات المتحدة ليست قلقة من إمكان تغيير المشهد الاستراتيجي جذرياً في المنطقة.
• نطالع في صحيفة الغد الأردنية مقالا لفهد الخيطان بعنوان "الوجود الروسي في سورية"، الكاتب رأى أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ليس مؤقتا، مبرزا أن روسيا جاءت إلى سورية لكي تبقى، لا لتغادر بعد أشهر، وأوضح الكاتب أن روسيا تسعى إلى تثبيت أقدام النظام السوري، والحؤول دون سقوطه؛ ولكن على المدى الاستراتيجي البعيد، روسيا تدافع عن مصالحها القومية، على ما صرح رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيدف، وهنا يتحول التدخل العسكري إلى وجود روسي طويل المدى في سورية، وبين الكاتب أن روسيا تدرك أن وجودها سيتحول إلى غزو بحكم الأمر الواقع مستقبلا، إذا لم تفكر منذ الآن بتطوير مقاربة للحل السياسي، تخفف من كلف الوجود العسكري وتداعياته، لتنتقل فيما بعد من مرحلة الوجود العسكري إلى ممارسة النفوذ في سورية بأدوات ناعمة؛ اقتصادية وسياسية وأمنية، على ما تفعل الولايات المتحدة الأميركية، وما كان يفعله الاتحاد السوفييتي من قبل في العديد من الدول، مشيرا إلى أن القيادة الروسية ستكتشف مستقبلا أن من الصعوبة بمكان التوفيق بين "المصالح القومية" لروسيا في سورية، وحماية النظام السوري بتركيبته الحالية، وعندها قد نشهد ما يمكن وصفه بالمرحلة الانتقالية في سورية، ولكن على طريقة موسكو وليس واشنطن.
• في صحيفة الدستور الأردنية اعتبر عريب الرنتاوي تحت عنوان "موسكو وواشنطن... «الأفغنة» و«الفتنمة»" أن ثمة حدود لما يمكن للأطراف المناهضة للتدخل الروسي في سوريا أن تفعله، لجعل مهمة الكرملين فيها صعبة للغاية، مبينا أن واشنطن حتى الآن عازمة على تدعيم قدرات المسلحين الأكراد، وبعض حلفائهم من الفصائل المسلحة العربية (المعتدلة)، بأسلحة نوعية متطورة، لا تصل حد تقديم أسلحة مضادة للطائرات، بينما ذهبت السعودية أبعد من واشنطن، وسلمت لفصائل على صلة وثيقة بـ"النصرة" أسلحة مضادة للدروع من طراز "تاو"، وبين الكاتب أن لكل فريق من الأفرقاء المتورطين في الأزمة السورية "كعب اخيله"، الذي يمكن أن يؤتى منه، موضحا أن روسيا تمتلك بدورها منظومات متحركة وسهلة الحمل، من الأسلحة المضادة للدروع والطائرات، وإذا بلغ الأمر عند البعض حد المجازفة بإعادة انتاج سيناريو "الأفغنة" في سوريا، فإن لدى موسكو القدرة بدورها على إعادة انتاج سيناريو "الفتنمة" في كل من اليمن وسوريا والعراق وحتى في تركيا، ورأى الكاتب أن الموقف الأمريكي من التدخل الروسي يتسم بالتخبط والارتباك في الأداء السياسي، مشيرا إلى تأكيد الرئيس باراك أوباما، في بدايات التدخل الروسي في سوريا، على أن بلاده لا تنوي الدخول في "حرب بالوكالة" مع روسيا، فيما تشي تصريحات المسؤولين الأمريكيين، في الأيام الأخيرة، بخلاف ذلك، وتدفع على الاعتقاد بأن (حرب الوكالة) قد بدأت، وأنها لم تعد احتمالا مجردا أو بعيدا.