جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 17-12-2015
• قالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية إن تنظيم الدولة الإسلامية سيفرح كثيرا لرؤيته الأميركيين يبتعدون شيئا فشيئا عن ديمقراطيتهم الدستورية، بردود فعلهم التي تنتهك المساجد وتهدد المسلمين عشوائيا، وأضافت بافتتاحيتها حول جرائم الكراهية ضد المسلمين، والتي قالت إنها تصاعدت في الولايات المتحدة عقب أحداث سان بيرناردينو في كاليفورنيا بالثاني من ديسمبر/كانون الأول الجاري، إنه وكلما يتم تشويه واجهة مسجد ما أو تهديد مسلم بشكل عشوائي فإن ذلك يضعف مناخ الحريات الشخصية والعامة ويعزز قضية "الإرهابيين"، وأعربت الصحيفة عن أسفها أن البعض، عقب أحداث سان بيرناردينو، عبّر عن غضبه جراء تلك العملية التي قُتل خلالها 14 شخصا، بأعمال استهدفت تخويف المزيد من الأبرياء، وأوردت لوس أنجلوس تايمز أن هناك عشرات الأعمال ضد المسلمين على نطاق البلاد أخطرها ما جرى الجمعة الماضية عندما اُحرقت واجهة مركز إسلامي في بلدة كوشيلا التي تبعد 75 ميلا من سان بيرناردينو، واتُهم بالحادث شاب واُعتقل بتهمة جريمة الكراهية، وأشارت إلى أن أعمال الكراهية ضد المسلمين شملت التخريب المتعمد للممتلكات، وتكسير نوافذ أحد المساجد، ووضع رأس خنزير بمدخل مسجد في فيلادلفيا، وكتابات مستفزة على جدران مساجد أخرى، وتهديد أفراد مسلمين أبرياء مثل إشهار أحدهم سكينا في وجه امرأة ببلدة شينو هيلز بكاليفورنيا أيضا، وأوضحت الصحيفة أن تنظيم الدولة صدّر "إرهابه" لأسباب إستراتيجية راجيا أن يرد غير المسلمين الغاضبين بعنف على المسلمين ليدفعوهم إلى التطرف.
• نقرأ في صحيفة التايمز البريطانية مقالاً لميشال ايفانز يتناول النفط الذي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق والتأثيرات التي طرأت على موارده جراء الضربات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة، وقال كاتب المقال إن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على 80 في المئة من النفط السوري، إلا أن موارد بيعه في السوق السوداء تراجعت بنسبة كبيرة بسبب الضربات الجوية التي تستهدف منشآته، وذلك بحسب مسؤول أمريكي رفيع المستوى، وأضاف المسؤول لكاتب المقال إن تنظيم الدولة الإسلامية يحصد من عوائد النفط المتدفق من شمال شرق سوريا نحو 500 مليون دولار سنوياً، مشيراً إلى أن التنظيم تتوفر له زبائن عديدة في السوق السوداء من بينهم بشار الأسد، وأوضح المسؤول أنه من المقدر أن تنظيم الدولة الإسلامية كان يبيع 40 ألف برميل من النفط يومياً، وبقيمة تقدر بأكثر من مليوني دولار أمريكي، إلا أن هذا المصدر من الأموال بدأ يجف بسبب استهداف المنشآت النفطية من قبل الطائرات الروسية والامريكية، وخاصة الضربة الجوية التي استهدفت مجمع في دير الزورفي شمال شرقي سوريا وقتل خلالها الأمير سيف المعروف بأمير النفط في تنظيم الدولة الإسلامية، ونقلاً عن المسؤول الامريكي، فإن تنظيم الدولة الإسلامية لم يكن يجني الكثير من الأموال من المنشآت النفطية العراقية، وكان يركز اهتماماته على النفط السوري وتسويقه.
• جاءت افتتاحية صحيفة الإندبندنت البريطانية بعنوان "التحالف العسكري السعودي الجديد خطوة رمزية وليست حقيقية"، وقالت الصحيفة إن إعلان السعودية إنشائها تحالفاً عسكرياً سنياً يوحي بالثقة بالاسم فقط، وأضافت الصحيفة أن الولايات المتحدة طالما اشتكت من غياب وجود أي جيش سني على الخطوط الأمامية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وأوضحت الصحيفة أن بعض المحللين يعتقدون أن هذا التحالف العسكري الجديد المؤلف من 34 دولة اسلامية سيأخذ زمام المبادرة لوضع يده على أكثر الجرائم الإرهابية تطرفاً في المنطقة، وتتساءل الصحيفة عن دور هذه الدول في هذا التحالف، فلم يفصح عن أي مؤتمر لتوضيح دورهم، ونقلاً عن بيان الأمير السعودي محمد بن سلمان، فإن التحالف العسكري الجديد لن يستهدف تنظيم الدولة الإسلامية فقط، وتختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه في ظل عدم وجود خطة أو استراتيجية فإن الإرهابيين لن يخافوا من هذا التحالف العسكري السعودي.
• نشرت صحيفة لاكروا الفرنسية تقريرا حول المشاورات بين روسيا والولايات المتحدة لتنظيم مؤتمر دولي حول سوريا، بحضور بشار الأسد وأطراف من المعارضة ودول الجوار، وقالت الصحيفة، إن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، التقى في موسكو نظيره الروسي، سيرغي لافروف، والرئيس فلاديمير بوتين؛ بهدف تقريب وجهات النظر فيما يتعلق بعقد قمة مشتركة في الولايات المتحدة حول المصالحة السورية، وأضافت الصحيفة أن واشنطن تسعى إلى إقناع موسكو بدفع حليفها بشار الأسد، إلى طاولة المفاوضات، جنبا إلى جنب مع المعارضة السورية، في المؤتمر الذي من المقرر عقده في نيويورك يوم 18 كانون الأول/ ديسمبر، وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة تسعى إلى إنهاء الحرب الأهلية الدائرة في سوريا، إلا أن تنظيم المؤتمر الدولي القادم في نيويورك، يبقى رهن قدرة موسكو على إقناع نظام بشار الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة، وذكرت الصحيفة أن التوافق المبدئي حول المؤتمر الدولي القادم، لا ينفي وجود اختلافات عميقة بين الحلف الروسي وحلف الولايات المتحدة حول بقاء الأسد في سلطة من عدمه، وإذا كانت روسيا تعارض رحيل الأسد عن السلطة، وتدعمها في ذلك إيران، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب يرون أن الأسد لا يمكن أن يكون طرفا في عملية الانتقال السياسي، وقالت الصحيفة إن بعض مجموعات المعارضة أبدت تحفظها حول المشاركة في المفاوضات، بينما عارضت جبهة النصرة تماما الاتفاق مع النظام حول أي انتقال سلمي للسلطة.
• قالت صحيفة لوموند الفرنسية في افتتاحيتها، إن الصور التي سربها المصور السابق في الشرطة العسكرية السورية، المعروف باسم سيزار (أو قيصر)، فضحت فظاعة الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد ضد المعتقلين، وأكدت أن لا مكان لهذا الرئيس في أي خارطة سياسية مستقبلية، وقالت الصحيفة إن الصور التي أظهرت ضحايا التعذيب والقتل في سجون النظام السوري، تعد أحد أهم مفاتيح فهم الصراع الذي يعصف بسوريا، حيث إنها تمثل شاهدا على بربرية نظام بشار الأسد، وأضافت أن الجميع كانوا يعلمون أنه يمارس الخطف والتعذيب وقتل المعارضين، وكانوا يعلمون أنه لا يتردد في قتل الأطفال، ولكن ما تغير الآن هو أنه أصبحت هنالك أدلة على أن آلة القتل الهمجية تورطت في جرائم قتل جماعي، ليس فقط في أثناء المعارك أو في إطار قصف المباني السكنية، بل أيضا في إطار نظام اعتقال هو أشبه بالمذبح، يقتل فيه آلاف السوريين بأسلحة التجويع والمرض والتعذيب، وذكرت الصحيفة أن هذه الصور عادت للواجهة مع نشر منظمة هيومن رايتس وتش تقريرا جديدا بعد تحقيق استغرق نحو تسعة أشهر في موضوع هذه الصور، ورغم أن النظام ادعى بأن الصور مزيفة، فإن مجموعة خبراء من لندن قامت بفحص الصور بكل دقة، واستبعدت كونها غير صحيحة، واعتبرت الصحيفة أن الاستنتاج الأبرز الذي يمكن الخروج به بعد مشاهدة هذه الصور، هو أن وحشية النظام هي السبب الرئيسي لموت أكثر من 200 ألف سوري في هذا الصراع، ويمكن تفهم حرص العديد من الدول المتدخلة في الصراع السوري على القضاء على خطر تنظيم الدولة، الذي يهدد بتركيز دولة إرهابية في قلب الشرق الأوسط، ولكن ملف سيزار يبين أن من الصعب، بل من المستحيل، تخيل فترة انتقال سياسي يبقى فيها بشار الأسد في السلطة.
• نشرت صحيفة كورييرا ديلا سيرا الإيطالية تقريرا حول تأثير حادثة غرق الطفل السوري، أيلان الكردي، على النظرة الغربية لأزمة اللاجئين السوريين، والمواقف السياسية من هذه الأزمة، وقالت الصحيفة، إنه في الثاني من أيلول/ سبتمبر 2015، تم العثور على جثة طفل على ساحل مدينة بودروم، بعد أن جرفتها المياه إلى الشاطئ، ذلك الطفل أيلان الكردي، البالغ من العمر ثلاث سنوات، كان يحاول صحبة عائلته الهروب من جحيم الحرب في شمال سوريا، وأضافت أنه خلال 12 ساعة فقط، جابت صورة الطفل أيلان العالم، وحظيت بأكثر من 20 مليون مشاهدة، وأدت لإدخال تغيير جذري للنقاش الدائر حول الهجرة، وهو ما أظهره تقرير أنجز في جامعة شيفيلد البريطانية، حول نمط انتشار صورة أيلان والمراحل التي مرت بها تلك القضية، إلى أن أصبحت "رمزا لمأساة المهاجرين"، وذكرت الصحيفة أنه بحسب فريق البحث الذي قام بالتقرير حول هذه الحادثة في جامعة شيفيلد، فإن موت أيلان تحول بسرعة إلى قضية سياسية، وأثر بشكل مباشر على النقاش الدائر حول مسألة تدفق اللاجئين على أوروبا، حيث زاد البريطانيون من ضغوطهم على حكومتهم لاتخاذ موقف واضح من هذه المأساة، وأظهرت استطلاعات الرأي في فرنسا بعد أسبوع من الحادثة، ارتفاعا واضحا في اهتمام الفرنسيين بهذه المأساة.
• في صحيفة الشرق الأوسط نقرأ مقالا للكاتبة هدى الحسيني بعنوان "ما دفع روسيا إلى المتوسط أبعد من سوريا!"، أشارت فيه إلى أنه ومع التدخل العسكري الروسي في سوريا نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تحولت روسيا إلى لاعب أساسي، إن لم يكن اللاعب الأول في الشرق الأوسط، مبرزة أن خسائر إيران وحزب الله زادت في سوريا مع هذا التدخل، فاضطرت الأولى رغم نفيها إلى مراجعة عدد حرسها المنتشرين على جبهات القتال في سوريا، أما "حزب الله" فازدادت عرقلته على الساحة اللبنانية ليغطي على ما يتعرض له داخل سوريا، أما تركيا فكان رد فعلها الأول إسقاط طائرة "سوخوي" روسية، وقد يمتد انتقام الروس ليضرب علاقات أنقرة بالدول التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع روسيا، مع تجنب المواجهة العسكرية، ونقلت الكاتبة عن خبير غربي متخصص في الشأن الروسي أن رؤية فلاديمير بوتين هي أكثر عالمية مما تعتقد أوروبا وأميركا، وأبعد كثيًرا من الصراع في سوريا، ولفت إلى أن اللاعب الأساسي في الشرق الأوسط اليوم هو روسيا التي ترسل مزيدًا من السفن والطائرات إلى سوريا، ويتوقع أن يوسع الروس القتال في سوريا، ورأت الكاتبة في المقابل أن هناك دول كثيرة استثمرت كثيًرا من هيبتها ومصداقيتها في سوريا، واعتبرت أن روسيا لن تكون قادرة على فرض الحل الذي تراه مناسبًا في سوريا، وختمت الكاتبة مقالها بالإشارة إلى ما قاله الكاتب باتريك كوكبرن في مقاله بصحيفة "الإندبندنت" اللندنية، وقال فيه: إن الصراع في سوريا والعراق أصبح في القرن الواحد والعشرين ما كانت عليه حروب البلقان في القرن العشرين، ومن ناحية العنف المتفجر على نطاق دولي فإن عام 2016 قد يكون لنا عام 1914، أي عام اشتعال الحرب العالمية الأولى.
• نشرت صحيفة الحياة اللندنية مقالا لعبد الوهاب بدرخان تحت عنوان "روسيا وإيران لتغيير مسار فيينا ... بعد «صدمة» الرياض"، وبدأ الكاتب مقاله بالتساؤل: هل بدأت روسيا وإيران عملية منهجية لإسقاط مسار فيينا لإنهاء الأزمة في سورية، بعدما أحبطتا مسار جنيف قبله؟ ورأى أن لدى هاتان الدولتان أسباباً، خصوصاً روسيا التي تعتبر أن الأطراف الأخرى الجالسة إلى الطاولة لم تغيّر موقفها من نظام بشار الأسد، أي أنها لم تفهم بعد مغزى التدخل الروسي أو لا تريد الاعتراف بالتغيير الذي طرأ على موازين القوى داخلياً لمصلحة النظام، أما إيران فكانت ولا تزال رافضة صيغة جنيف لـ "حكم انتقالي"، والفارق بينها وبين روسيا أن الأخيرة تقبل تكتيكياً البحث في "الانتقال" كطريقة جدلية لتسويق مفهومها لـ "بقاء الأسد"، وأشار الكاتب إلى أن موسكو بدأت منذ عشية مؤتمر الرياض للمعارضة تطلق إشارات اعتراضية متتالية، موضحة أن بداية الاعتراضات كانت على نقل لقاء "مجموعة فيينا" إلى نيويورك، وتواصلت باستعجال الحصول على قائمة "التنظيمات الإرهابية" التي كلّف الأردن بإعدادها، ثم برفض الصفة التمثيلية للمعارضين المدعوين إلى الرياض، وكان آخرها تساؤل سيرغي لافروف لماذا ترفض واشنطن إشراك نظام الأسد في الحرب على داعش، واعتبرت الكاتبة أن كل ذلك يشي بأحد أمرين: إمّا أن الروس يرون أن الخطوات التمهيدية لتطبيق "خريطة فيينا" لا تسير على النحو الذي يناسبهم، وإما أنهم يريدون مساومة الأميركيين على شروط جديدة لاستمرارهم في تبنّي هذه الخريطة".
• في مقاله بصحيفة النهار اللبنانية يتساءل راجح الخوري: "هل تنسف موسكو مؤتمر الرياض؟"، ولفت الكاتب إلى أنه وفور انتهاء مؤتمر المعارضة في الرياض و إصدار بيانها الذي دعا إلى رحيل بشار الأسد ورموز حكمه مع انطلاق المرحلة الانتقالية التي أشار إليها مؤتمر "فيينا - 2"، أعلن النظام رفضه الخوض في أي مفاوضات مع الوفد الذي تم تشكيله، معتبراً أنه "يتكوّن من مجموعات إرهابية ولن يكون في الإمكان التفاوض مع المعارضة قبل أن تتخلى عن سلاحها"، وتابع الكاتب أن موسكو بدورها سارعت إلى إصدار بيان التوائي أعرب عن تقديره للجهود السعودية التي بُذلت لجمع صفوف المعارضة، لكنه اعتبر أن الاجتماع لا يمثّل كل أطياف المعارضة "لأن قسماً من المعارضين رفض الجلوس إلى طاولة واحدة مع المتطرفين والإرهابيين" في اجتماع الرياض، واعتبر الكاتب أن المقصود هنا "جيش الاسلام" و"أحرار الشام" وهو ما يمثّل تبنياً لموقف النظام الذي يريد نسف نتائج اجتماع المعارضة، ورأى أن قمة المساخر تتجلى عندما نعلم، أولاً أن مؤتمراً ثانياً قيل إنه للمعارضة عقد في منطقة الجزيرة داخل سوريا بعنوان "مجلس سوريا الديموقراطية" لقطع الطريق على مؤتمر الرياض، وثانياً أن وفد معارضة الداخل الذي شارك في مؤتمر السعودية قصد السفير السوفياتي في الرياض أوليغ اوزيروف وناشده تدخل موسكو لدى النظام السوري ليضمن سلامة عودة أعضائه إلى دمشق بعد توقيعهم البيان الختامي للمؤتمر، بما يعني أن النظام وموسكو يصران على أنه لا وجود لأي معارضة لا تهتف "الأسد رئيسنا إلى الأبد".