جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 16-09-2015
• أشارت مجلة فورين بوليسي الأميركية إلى أن مصادر بوزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) حذرت من أن موسكو تزيد من نطاق وجودها العسكري في سوريا، وصرح متحدث باسم البنتاغون البارحة أن هناك تدفقا بحريا وجويا متواصلا للأسلحة العسكرية الروسية إلى سوريا، مما يزيد من القلق لدى واشنطن إزاء تصاعد الدعم الروسي لنظام الأسد، وأوضح الكابتن جيف ديفيس أن الولايات المتحدة كشفت أيضا عن أن قوات روسية تقوم بتشييد قاعدة عسكرية جوية بمدينة اللاذقية شمال غرب سوريا، محذرا من أن الدعم العسكري الروسي للأسد من شأنه أن يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، ونسبت فورين بوليسي لمسؤول أميركي القول إن الخطوات العسكرية المتسارعة التي تتخذها روسيا في سوريا -في غفلة من المجتمع الدولي- تشبه تلك الخطوات التي اتخذتها موسكو العام الماضي من خلال نشرها قواتها في أوكرانيا، وأشارت المجلة إلى أن موسكو قامت بإرسال آليات عسكرية ودبابات وقطع مدفعية إلى سوريا، وإلى أن الزخم الذي تشكله طائرات الشحن الروسية في سماء سوريا يزيد من تعقيد مهمة التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في البلاد.
• نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا بعنوان "روسيا تؤسس قاعدة جوية في سوريا"، تقول الجريدة إن الولايات المتحدة الامريكية أعلنت أنها ترجح من المعلومات وصور الأقمار الاصطناعية القادمة من سوريا أن الجيش الروسي يقوم بتأسيس قاعدة جوية هناك، وأوضحت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن التحركات الأخيرة في منطقة اللاذقية معقل أنصار الأسد وطائفته العلوية تؤكد هذه الاستنتاجات علاوة على معلومات استخباراتية أخرى رفضت الافصاح عنها، وتنقل الجريدة عن المتحدث باسم البنتاغون قوله: لقد شاهدنا بعض التحركات والتنقلات للأفراد والمعدات مما يشير إلى أنهم يخططون لاستخدام القاعدة الموجودة في جنوب اللاذقية كقاعدة عمليات جوية، لكن الجريدة تنقل عن السفير السوري في موسكو رياض حداد نفيه كل المعلومات التى تتحدث عن وجود قوات روسية في سوريا ووصفها بأنها "أكاذيب"، لكن حداد أكد أيضا حصول بلاده على أسلحة ومعدات روسية ضمن التعاون الشامل بين البلدين والذي تنص عليه عدة اتفاقات وقعها الجانبين وهو ما يكلل تعاونا بين موسكو ودمشق استمر منذ 30 أو 40 عاما حسب حداد، وتشير الجريدة إلى التصريحات التى تداولتها وكالات الأنباء نقلا عن عسكريين أمريكيين أكدوا فيها أن روسيا حركت دبابات إلى منطقة القاعدة الجوية جنوب اللاذقية، وأوضحت المصادر أن هناك مايقرب من 7 دبابات روسية من طراز "تي 90" قد شوهدت قرب المنطقة المذكورة كما قامت روسيا بإعادة مركزة قطع من المدفعية الثقيلة في أوضاع دفاعية حول المنطقة لحماية القوات الروسية الموجودة جنوب اللاذقية، وتشير الجريدة إلى المعلومات السابقة التى نشرتها وسائل إعلام دولية عن وجود ما يقرب من 200 من عناصر مشاة البحرية الروسية في اللاذقية علاوة على إرسال شحنتين يوميا عبر رحلات جوية إلى القاعدة الجوية هناك طوال الأسبوع الماضي، وتقول الجريدة إن صورا نشرت على الإنترنت ومقاطع مصورة توضح مشاركة جنود يتحدثون الروسية في المعارك في سوريا علاوة على تحليق طائرات روسية في الأجواء هناك.
• نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تحليلا ساخرا بعنوان "كاميرون يرفض استقبال لاجئين سوريين وصلوا أوروبا كأن هناك قاعدة تسلل إنسانية"، وتقول الجريدة في التحليل الذي كتبه فرانكي بويل إن رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون والذي زار قبل ساعات معسكرا لللاجئين السوريين في لبنان استغرق ست سنوات ليتمكن من اتخاذ قرار أخلاقي وكان السبب في ذلك هو موت طفل سوري، وتوضح الجريدة أن هناك صورة نمطية في أوروبا نحو الأفارقة تقول إنهم لايقدرون قيمة الحياة البشرية لكن الأوروبيين قضوا الصيف الأخير يشاهدون القوارب التي تتلاعب بها الامواج في المتوسط وهي تحمل اللاجئين السوريين، وتضيف الجريدة أن كل ما شغل بال الأوروبيين في هذا الوقت هو ما إذا كان ذلك سيؤثر على جودة مياه البحر وإمكانية إغلاق الشواطئ أمام المصطافين، وتقول الجريدة إنه يبدو أن الغرب أحمق بما فيه الكفاية بحيث يتحدثون على سكايب ويلهون بينما يرفضون تصديق أن الأطفال يموتون هناك في الخارج على أعتاب أوروبا ولا يمكن إقناعهم بحقيقة ذلك إلا إذا جعلتهم يشاهدون صورا لذلك، وتشير الجريدة إلى أن البعض يقول إنه لاينبغي أن نساعد اللاجئين بينما يوجد هنا في بريطانيا مشردون لايجدون مأوى لهم كما أن بريطانيا تشترط عند استقبال لاجئين ألا يكونوا في أوروبا فعلا لأنهم قاموا بالغش بحثا عن النجاة بأرواحهم وأسرهم، لافتة إلى أنه عندما طلب من مجلس العموم السماح بمشاركة المقاتلات البريطانية في قصف سوريا كان الهدف المعلن هو تجنب أزمة إنسانية تعصف بأوروبا لكن الأن بما أن الأزمة قد أصبحت حقيقة واقعة فإن يبدو أن بريطانيا لاتكترث بها.
• نشرت جريدة لوبوان الفرنسية مقالا تحليليا يرصد مساعي الكريملين في سوريا، واعتبر التقرير أن تعزيز روسيا لوجودها العسكري في الأراضي السورية يصب في المقام الأول في مساعيها نحو إنقاذ الأسد ونظامه، علاوة على حماية مصالحها الإستراتيجية المرتبطة بالأساس بهذا النظام، ولفتت الجريدة إلى أن التعزيزات العسكرية الروسية تأتي بمثابة استجابة لما أسمته بـ"نداء الاستغاثة" الذي أطلقه الأسد قبل أسابيع، والذي اعترف فيه بافتقار جيشه النظامي إلى الوسائل الكافية التي تمكنه من التواجد على كافة الأراضي السورية، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التواجد العسكري قد أثار الكثير من الشد والجذب، حيث سبق وأن صرح متحدث باسم البنتاغون أن هناك تدفقا بحريا وجويا متواصلا للأسلحة العسكرية الروسية إلى سوريا، في ما تفيد مصادر سورية بأن قوات روسية تتواجد بالمئات في مدينة اللاذقية التي ما تزال خاضعة لسيطرة النظام، تقوم بتشييد قاعدة عسكرية جوية بالمدينة التي تقع شمال غرب سوريا، مما زاد من القلق لدى واشنطن إزاء تصاعد الدعم الروسي لنظام الأسد، فيما يحاول الجانب الروسي دحض هذه المخاوف، ونقلت "لوبوان" عن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان تأكيده على أن العسكريين الروس لا يشاركون فعلا في أي عمليات عسكرية، لحد الساعة، وهو ما يتوافق والتصريحات المتوالية للكريملين، والتي أكدت غير ما مرة على أن التواجد في الأراضي السورية لا يعدو أن يكون مجرد حماية للمواقع العسكرية الروسية المتواجدة في البلاد، ونقلت الصحيفة عن أحد المحللين المتخصصين في الشأن الروسي تأكيده على أن روسيا تسعى للحفاظ على نظام الأسد في سبيل الحفاظ على صورتها كبلد يضمن الحماية في منطقة الشرق الأوسط، وهو الأمر الذي لا يتنافى حسب المتحدث ذاته مع سعي موسكو إلى الحفاظ على منفذ لها على البحر الأبيض المتوسط لاعتبارات سياسية بالمقام الأول.
• في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط يتساءل الصحفي الأمريكي جوش روغين: "ما موقف واشنطن بعد قدوم الروس إلى سوريا؟"، الكاتب أشار إلى أن إدارة الرئيس أوباما وأجهزة الاستخبارات الأميركية خلصت إلى أن روسيا سوف تبدأ في تنفيذ المهام القتالية الجوية من قاعدة جوية جديدة لها داخل سوريا، مبرزا أن هناك خلافا داخل الحكومة الأميركية حول ما يتعين عليهم القيام به إزاء ذلك، ونوه الكاتب إلى أن بعض المسؤولين داخل البيت الأبيض أعربوا عن قلقهم من تعريض العلاقات الأميركية الروسية إلى مزيد من التوتر، وإنهم ينظرون بجدية في قبول التصعيد العسكري الروسي في المنطقة كأمر واقع، ثم العمل مع موسكو لتنسيق الغارات الجوية الأميركية الروسية في شمال سوريا، معتبرا أن فكرة قبول المشاركة الروسية في القتال ضد "داعش" تعد أقرب ما تكون بالاعتراف الصريح بأن جهود إسقاط نظام حكم الرئيس السوري قد فشلت، بالإضافة إلى أنهم يخشون أن روسيا سوف تهاجم الجماعات السورية المعارضة التي تحارب نظام الأسد مستخدمة الحرب ضد تنظيم "داعش" كغطاء لذلك، ولفت كاتب المقال إلى أن هناك حالة من القلق داخل أروقة الإدارة الأميركية، حتى بين أولئك الداعين إلى مواجهة الإجراءات الروسية في سوريا، ومنشؤها أن الولايات المتحدة لا تتمتع بالنفوذ الكافي لمواجهة التحركات الروسية، ورأى الكاتب أن التعاون مع القوات الروسية على الأرض أو في الجو من شأنه تقويض كافة مستويات المصداقية المتبقية لدى الولايات المتحدة لدى المعارضة السورية ولدى دول الخليج العربي الداعمة لها، مشددا على أنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تظهر بمظهر المتواطئ مع موسكو، لأنه بحدوث ذلك، سوف تتأكد الشكوك بأن الرئيس أوباما يعمل فعليا، وبصورة غير مباشرة، على المحافظة على نظام حكم الأسد.
• تحت عنوان "بقاء بشار الأسد يعيق حل مشكلة اللاجئين" كتبت رندة تقي الدين مقالها في صحيفة الحياة اللندنية، تطرقت فيه إلى استيقاظ للدول الأوروبية المفاجئ على اللجوء السوري الذي بدأ منذ أن شن بشار الأسد حربه على شعبه ودفعت براميله إلى اللجوء إلى الخارج والتشرد، ونوهت الكاتب إلى أن اللجوء السوري إلى فرنسا وبريطانيا وألمانيا قد أصبح فجأة الموضوع الأساسي في الإعلام الغربي مع مشهد الولد إيلان الكردي السوري الملقى على الشاطئ التركي، متسائلة: لماذا لم يتحرك هذا الرأي العام نفسه عندما قتلت قوات بشار الأسد في ٢٠١١ الطفل حمزة الخطيب في درعا عندما بدأت الأحداث، وكم إيلان وقع قبله وكم حمزة بعده بسبب بشار الأسد، ورأت الكاتبة أن تأييد أوساط الرأي العام في أوروبا ضرب "داعش" لن يحل مشكلة اللجوء ما دام بشار الأسد وجماعته على رأس الحكم، مشددة على أن ضرب "داعش" على عكس ما يعتقده بعضهم، سيزيد مأساة اللجوء لأن المدنيين الباقين سيحاولون الهروب من ضربات الائتلاف ضد "داعش" مهما كانت محددة ودقيقة لمراكزها، وأكدت كاتبة المقال أن الحل ليس في ضرب "داعش" بل إنهاء نظام الأسد، ودعت إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى النظام الإيراني من أجل الحل دون الأسد قبل تفكيك سورية.
• في صحيفة الرأي الأردنية يعلق صالح القلاب على موقف المجر من أزمة اللاجئين، مشيرًا إلى أن ركل الصحافية المجرية لطفلة سورية لاجئة، وظهور المستقبلون بأغطية "كمامات" فوق أنوفهم تحاشيًا لانتقال أمراض معدية من هؤلاء الضيوف، يدل على أن فيروسات العنصرية متفشية في هذا البلد، وأكد القلاب أن هذه الصحافية المصابة بداء العنصرية مثلها مثل الذين غطوا أنوفهم ووجوههم إمعاناً في احتقار اللاجئين لا تعرف عن سوريا شيئاً ولا تعرف أن هذا البلد كان في ذروة تألقه الحضاري عندما كانت أوروبا تعيش عصور الظلام وأن شعبه أعطى للعالم تجارب كانت الشعوب الأوروبية تعتبرها في تلك العصور البعيدة من المستحيلات ومن نسج الخيال، لكن الكاتب يعود ليؤكد أن مسؤولية الزاحفين إلى العديد من الدول الأوروبية، ومن بينها المجر، لا تقع على هذه الدول، بل تقع على الأنظمة الاستبدادية التي ارتكبت من المجازر ومن البطش ما لم يرتكبه التتار، وأولها نظام الأسد.
• سلطت صحيفة الشرق السعودية الضوء على أزمة المهاجرين في أوروبا، وتساءلت: هل الأسد نجح في مشاغلة أوروبا والتغطية على جرائمه، أم أن الأوروبيين متواطئون، وهل يرى الأوروبيون أن حل الصراع السوري يكون باستقبال ملايين السوريين كلاجئين، أم رحيل الأسد وحده وبقاء الملايين، وأشارت الصحيفة إلى أن القادة الأوروبيين، لم يدركوا أن إحدى نتائج الصراع في سوريا أنهم سيتحملون عبء هذا الصراع، وربما لهذا لم تكن أوروبا مشغولة البال بما يرتكب الأسد من جرائم على مدى السنوات الماضية، مبرزة أن أوروبا اليوم وجدت نفسها أمام مواجهة أحد أخطر نتائج الصراع السوري، وما يقوم به نظام الأسد وإيران من تهجير وتدمير، وأوضحت أن صورة الطفل السوري الغريق، ألقت الضوء عما يجري في الظل بشأن الهجرة واللجوء السوري إلى أوروبا التي من الصعب معرفة الأعداد الحقيقية لهم، لكن من الثابت أنه تجاوز مئات الآلاف خلال الفترة الماضية.