
جولة شام في الصحافة العربية والعالمية 12-02-2015
• جاءت افتتاحية صحيفة الغارديان بعنوان "الصورة التي رسمها له الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلة بي بي سي يجب ألا تصرف انتباهنا عن أكاذيب مجرم حرب"، وقالت الصحيفة إن بشار الأسد لم يأت بالجديد خلال المقابلة التي أجراها مع قناة بي بي سي حول رأيه بالوضع المأساوي في بلاده أو في المنطقة إلا أنها أظهرته كرجل ساخر وواثق من نفسه إلى حد كبير، وأوضحت الصحيفة أن الأزمة التي تعصف بسوريا ستدخل عامها الرابع، مضيفة أنها بدأت بمظاهرات سلمية ضخمة ضد بشار الأسد إلا أنها ما لبثت أن انزلقت إلى حرب أهلية بعدما بدأ "النظام السوري" باستخدام القناصين والدبابات ضد الجماهير المتظاهرة، وأشارت الصحيفة الى أن هذه الحرب أودت بحياة أكثر 210 الف شخص، وتسببت بتحويل 3 ملايين سوري الى لاجئين في الدول المجاورة، كما اضطر ثلث عدد سكان سوريا البالغ عدده 22 مليون نسمة الى النزوح من منازلهم في محاولة للحفاظ على حياتهم، ونوهت الافتتاحية إلى أن الأسد لم يعبر عن تعاطفه تجاه شعبه الذي يقتل بشكل اجرامي على يد جيشه والذي دمر مدن بأكملها كمدينة حلب التي تحولت إلى ركام، مشيرة إلى أن الآلآف - بل عشرات الآلاف من السوريين اعتقلوا وعذبوا حتى الموت أحياناً في معتقلات الأسد، ورأت الصحيفة أن الأسد قائد يشعر أو يريد أن يشعر بأنه قادر على مناقشة القضايا السياسية الإقليمية كأي رئيس إقليمي، وختمت الصحيفة بالقول إن الأسد كان دوماً جزءاً من المشكلة في سوريا وليس الحل.
• تطرقت افتتاحية صحيفة الديلي تلغراف البريطانية إلى مقابلة الأسد وعنونت افتتاحيتها "الأسد عدو تنظيم الدولة الإسلامية، إلا أنه ليس حليف الغرب"، وقالت الصحيفة إن المقابلة التي اجراها بشار الأسد مع "بي بي سي" ما هي إلا تذكير بحقيقة فشل السياسيات الغربية، فالأسد ما زال يتربع على كرسي الرئاسة وليس هناك أي إشارة إلى اقصائه عن سدة الحكم اليوم، وأوضحت الصحيفة أن رفص الأسد تحمل أي مسؤولية عن دوره في تدهور الأوضاع في سوريا أو الاعتراف بالدور المروع الذي يقوم به جيشه، هو إهانة لأجهزة استخباراتنا، كما أن نفي استخدام جيشه للبراميل المتفجرة ضد المدنيين أمر فاضح، وتطرقت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لطالما شددا أن الأسد لن يكون أبداً جزءاً من مستقبل سوريا، إلا أن الأسد ذكر مشاهدي "بي بي سي" أن ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق فجأة، وضع الغرب والأسد في كفه واحدة في مواجهة هذا العدو المشترك، وأشارت الصحيفة إلى أن الانهيار البطيء للاقتصاد السوري سيعمل على انهيار نظام الأسد قريباً، أما الآن من أجل إنهاء المعاناة في سوريا، فإنه يجب النظر بحلول جديدة يمكن أن تكون بصورة تسوية سياسية، وختمت بالقول إن مراسل شؤون الشرق الأوسط في "بي بي سي" جيرمي بوين، كشف أن موافقة الأسد على إجراء مقابلة معه، يعد دليل على أنه يشعر بثقة كبيرة شبيهة بتلك التي شعر بها إبان نشوب الحرب الأهلية في البلاد.
• نقرأ في صحيفة الإندبندنت البريطانية مقالاً لديفيد أوزبورن حول سعي أوباما للحصول على تخويل رسمي من الكونغرس لقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقال كاتب المقال إنه بعد تأكيد مقتل الرهينة الأمريكية الشابة كايلا مولر، فإن البيت الأبيض يسعى للحصول على تخويل رسمي من الكونغرس لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق، كما أنه ينفي التعاون مع بشار الأسد، وتطرق كاتب المقال الى تصريحات الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي وعد بمحاسبة المسؤولين عن اختطاف الرهينة الأمريكية كايلا مولر التي قتلت مؤخراً، واصفاً التنظيم بأنه جماعة إرهابية متطرفة، ومن جهته، قال البيت الابيض إن هناك تقارير تشير الى وجود رهينة أمريكي آخر بيد تنظيم الدولة، إلا أن تقارير أمريكية أشارت إلى وجود عدد من الأمريكيين كرهائن في يد تنظيم الدولة، وختم كاتب المقال بالقول إن مصادر أوضحت أن السلطات الامريكية ستطالب باستخدام مزيد من القوة تجاه تنظيم "الدولة الإسلامية"، إلا أنه لا يمكنها توقع إرسال جنود للقتال على أرض المعركة.
• تحت عنوان "طناجر الأسد!" تطرق حسان حيدر في صحيفة الحياة اللندنية إلى المقابلة التي أجراها بشار الأسد مع "هيئة الإذاعة البريطانية"، وأشار إلى أن بشار الأسد قد صدم الصحافي جيريمي بوين عندما قال بتهكم إن "الجيش السوري لا يستخدم براميل متفجرة… ولا طناجر"، موضحا أن الصدمة عبّر عنها بوين في التحليل الذي أرفقه بنص المقابلة قائلاً: إن استخدام كلمة طناجر تعني إما أن "الرئيس السوري" لا مبال، أو أن لديه حس فكاهة مقذعاً، أو أنه مفصول عن الواقع وعما يحدث ويشعر بأنه مغلوب على أمره، ورجح كاتب المقال أن الاحتمالات الثلاثة مجتمعة في شخص حاكم دمشق، فهو فعلاً لا يبالي بما يحصل لشعبه ولا يعنيه سوى الحفاظ على الحيز الجغرافي المتبقي له من دمشق ومحيطها يمارس عليه سلطته، وكلما أحس بالخطر يقترب منه، استشرس في الدفاع عنه واستخدم كل ما يملك من وسائل قتل وتدمير، وأمعن في إظهار عنفه كي يردع المعارضة عن تهديده مجددا، مضيفا أنه هو من يشجع جيشه على الذهاب في القسوة إلى أقصى حدود، ولا يرى ما يسيء في استخدام براميل متفجرة تدمر أحياء بكاملها على رؤوس قاطنيها، مثلما يحصل في ضاحية دوما الدمشقية منذ أيام، ورأى الكاتب أن الابتسامات و"القفشات" التي وزعها الأسد خلال المقابلة لن تكفي لإخفاء الواقع المأسوي والمؤلم لسورية، ولا لإثبات ثقة حاكم دمشق بنفسه، منوها إلى أن الجميع يعرف أن قراره ليس بيده وأنه لا يملك سوى الذهاب بعيداً في العنف بعدما أغلق طرق العودة.
• عبد الرحمن الراشد كتب في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "عشر سنوات على اغتياله الحريري"، أننا لو سألنا اليوم بشار الأسد، ماذا لو عاد به الزمن إلى الوراء، هل كان سيرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو يشارك فيها؟، مشيرا إلى أنه في مثل هذه الأيام، وقبل عشر سنوات، قُتل الحريري، حيث كانت جريمة سياسية هزت المنطقة، وعلامة تاريخية فارقة، قلبت المعادلات، وسالت بعدها، وبسببها، أنهار من الدماء، ولا تزال تصبغ تراب لبنان وسوريا، واعتبر الراشد أن جريمة اغتياله الحريري هي أبرز محطات حياة "الرئيس السوري"، موضحا أنها هي التي وضعته في الصندوق وأغلقته عليه منذ ذلك اليوم المظلم، فقد أجبره مجلس الأمن على سحب قواته من لبنان، وعاش أربع سنوات متهما ومحاصرا سياسيا، وقاطعته حكومات كانت صديقة له مثل الخليجية والأوروبية، وصار معظم نشاط وزارة خارجيته موجها لإنكار التهم، ولفت الكاتب إلى أنه في مطلع العام الخامس (2009) فرجت أزمته قليلا في قمة الكويت الاقتصادية بعد إعلان المصالحة، إلا أن الاغتيالات استمرت، لتوحي لنا أن الرئيس لم يتغير، وهو يعتقد أنه انتصر في القمة، ولم ينظر إليها كمصالحة، ورأى أن هذه النظرة الاستعلائية، والاستهانة بالأرواح والقيم، والاستخفاف بالقوى الإقليمية والدولية، قادته لاحقا إلى ما هو أعظم، عندما ثارت درعا ولحقت بها بقية المدن السورية التي انتفضت ضده، وها هو انتهى محاصرا في دمشق، وخلص الراشد إلى أن الأسد اليوم مجرد رئيس شكلي، يوكل أمنه ومعاركه لقيادات إيرانية وميليشيات عراقية و"حزب الله"، وأنهى مقاله متسائلا: من كان يتصور أن اغتيال رجل مسالم، مثل الحريري، بلا ميليشيا تحميه، ولا عشيرة تدافع عنه، سيؤدي إلى كل هذه الحروب والمعاناة؟
• تطرقت صحيفة الغد الأردنية لموضوع الحملة السورية على الأردن، فقالت إنه في الوقت الذي كان فيه الأردنيون يشتعلون غضبا بعد إقدام تنظيم "داعش" على قتل الطيار معاذ الكساسبة، وبينما كانت المقاتلات الأردنية تقصف معاقل الإرهابيين في الرقة ودير الزور والموصل، شن أركان "النظام السوري" هجوما عنيفا على الأردن، سبقته حملة شرسة في وسائل إعلام محسوبة على "النظام السوري" ضد الأردن، وأضافت الصحيفة أنه إذا كان الهدف من الهجوم المكثف على الأردن دفعه لإعلان تحالفه مع دمشق، فإن الوسيلة التي اختاروها لتحقيق هذه الغاية بدائية بحق، وتنم عن جهل مستوطن في قواعد التحالفات والعلاقات الدولية، والاصطفافات القائمة في المنطقة، معتبرة أنها وفي أحسن الأحوال هي دعوة مبكرة جدا لم يحن أوانها بعد.