في أول زيارة رسمية إلى فرنسا: مؤتمر مشترك بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الفرنسي ماكرون يؤكد على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا
في أول زيارة رسمية إلى فرنسا: مؤتمر مشترك بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الفرنسي ماكرون يؤكد على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا
● أخبار سورية ٧ مايو ٢٠٢٥

في أول زيارة رسمية إلى فرنسا: مؤتمر مشترك بين الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الفرنسي ماكرون يؤكد على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤتمراً صحفياً مشتركاً في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، مساء اليوم، في ختام جلسة محادثات موسعة تناولت مستقبل العلاقات السورية–الفرنسية، وقضايا الأمن، وإعادة الإعمار، والعدالة الانتقالية، وسط حضور رسمي رفيع من الجانبين.

تصريحات الرئيس الشرع:
في كلمته، شدد الرئيس الشرع على أن "سلامة السوريين أولوية قصوى"، مشيراً إلى أن الشعب السوري "قادر على إعادة بناء ما دمره النظام السابق"، مضيفاً: "نحاول استيعاب نهاية حكم استبدادي استخدم الطائفية كسلاح، وفتحنا الأبواب أمام لجنة التحقيق الدولية في الهجمات الطائفية، كما تحركنا بسرعة لمعالجة الأحداث الأخيرة في الساحل، رغم التضخيم الإعلامي".

وأكد الرئيس السوري أن إسرائيل نفذت أكثر من 20 غارة على الأراضي السورية خلال الأسبوع الماضي، تحت ذرائع حماية الأقليات، مشيراً إلى أن الملف طُرح بشكل مباشر مع الجانب الفرنسي، إلى جانب قضايا أمن الحدود مع لبنان، والهجمات الإسرائيلية المتكررة.

وأضاف الشرع: "أظهرنا أننا شريك جاد في مكافحة المخدرات، وتعاونّا مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... لا مكان للفتن الطائفية في مستقبل سوريا".

كما أشار إلى جهود الحكومة السورية في استيعاب المرحلة الانتقالية، قائلاً: "اسم سوريا ارتبط طويلاً بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية... النظام السابق مارس الاستبداد بحق كل السوريين، لكن شعبنا تمسك بإنسانيته رغم كل شيء".

وأوضح أنه بحث مع ماكرون دعم جهود إعادة الإعمار، تحسين الخدمات، واستعادة الثقة بمؤسسات الدولة، مؤكداً أن مستقبل سوريا "لن يُصاغ في غرف مغلقة أو يُقرّر في عواصم بعيدة".

ونوه الرئيس السوري أحمد الشرع إلى أن بلاده قدمت ضمانات لجميع الدول بشأن التزام المقاتلين الأجانب بالقانون السوري وعدم إلحاق الضرر ببلدانهم الأصلية، مبيناً أن الدستور السوري الجديد هو من سيحدد معايير منح الجنسية لهؤلاء المقاتلين ولعائلاتهم.

وأضاف الشرع أن المقاتلين الأجانب دخلوا سوريا بشكل فردي، لا جماعي، دعماً للشعب السوري خلال الثورة، مشيراً إلى أن مفاوضات غير مباشرة تجري حالياً مع إسرائيل، وهدفها الرئيسي هو وقف الانتهاكات المتكررة، وتثبيت التهدئة، مع التأكيد على أن دمشق تجري محادثات مع كافة الدول التي تتواصل مع إسرائيل من أجل ممارسة الضغط لوقف الاعتداءات.

واختتم الرئيس الشرع بالتأكيد أن الدولة ستُحاسب كل من تسبّب في سفك الدماء، بعد الانتهاء من التحقيقات التي تجريها السلطات المختصة.

تصريحات الرئيس ماكرون:

من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الوضع في سوريا "ليس مثالياً بعد"، لكنه أكد أن الرئيس الشرع "وضع حداً للنظام الذي نددنا به لسنوات"، مشيرًا إلى أن إنتاج الكبتاغون تراجع بنسبة تقارب 80% منذ سقوط نظام الأسد، وهو ما اعتبره دليلاً على جدّية التغيير الجاري في البلاد.

وأعرب ماكرون عن التزام بلاده بـمكافحة تنظيم الدولة (داعش) وميليشيا حزب الله، موضحاً أن العمل جارٍ مع الشركاء في الاتحاد الأوروبي لرفع العقوبات عن سوريا خلال الأسابيع المقبلة، ومشيراً إلى أن بلاده ستُعيد تقييم الأوضاع في سوريا بعد ستة أشهر، لكنها ستبقى "إلى جانب الشعب السوري".

وأشار ماكرون إلى أن "لدى فرنسا علاقات صداقة تاريخية مع الشعب السوري"، واصفاً الرئيس الشرع بأنه "يواجه تحديات كبرى في مرحلة دقيقة"، مضيفاً أن "بتحرير سوريا أنقذنا المنطقة من إرهاب النظام السابق"، مؤكداً أن "فرنسا لم تنخرط في أي عمل خارج سوريا ومارست تدخلها العسكري بشرف وأمانة".

وفي تطور لافت، كشف ماكرون عن وجود مفاوضات غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل عبر وسطاء دوليين بهدف تهدئة الأوضاع ومنع فقدان السيطرة، مؤكدًا: "نأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى إنهاء الانتهاكات الإسرائيلية، وعلى إسرائيل أن تزيد من مستوى التعاون، والرئيس الشرع مستعد للدخول في نقاشات مباشرة".

كما شدد الرئيس الفرنسي على أن "رفع العقوبات عن سوريا مسؤولية جماعية، ونعتقد أن مصلحة الجميع، بما في ذلك الولايات المتحدة، تقتضي تمكين عملية إعادة البناء"، مؤكداً أنه يسعى لإقناع واشنطن بتأجيل سحب قواتها من سوريا لضمان الاستقرار.


ونوه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "لا تسعى لفرض دروس على سوريا"، وأنها "تشارك الشعب السوري تطلعاته نحو دولة عادلة ومستقرة".

وأكمل بأن، الإطاحة بالنظام السابق "لقيت ترحيباً واسعاً من المجتمع الدولي"، وأن المرحلة الانتقالية يجب أن "تضمن العدالة لجميع السوريين".

كما رحّب ماكرون بـ"الجهد الكبير" الذي بذله الرئيس الشرع في ملف مكافحة المخدرات، مؤكداً أن إنتاج الكبتاغون تراجع بشكل ملحوظ.

وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية، قال ماكرون: "نحن مستعدون للقاء سوريا في منتصف الطريق إذا واصلت السير في مسار الإصلاح والانفتاح".
وكشف الرئيس الفرنسي عن نية بلاده الضغط لرفع تدريجي للعقوبات الأوروبية عن سوريا، والسعي مع الولايات المتحدة لتبني مسار مماثل، مشيراً إلى دعم باريس لإطلاق مفاوضات لترسيم الحدود بين سوريا ولبنان.

وشدد ماكرون على أهمية حماية جميع السوريين، وملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب، مضيفاً: "داعش لا يزال تهديداً قائماً، ونتوقع من الحكومة السورية أن تواصل مكافحة الفصائل المتطرفة، ونؤكد أهمية الاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية".

ويأتي هذا اللقاء في إطار زيارة رسمية يجريها الرئيس الشرع إلى فرنسا، يرافقه فيها كل من وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير إدارة الكوارث رائد الصالح، حيث شهدت الزيارة مراسم استقبال رسمية في قصر الإليزيه، وصفها مراقبون بأنها محطة دبلوماسية بارزة في مسار إعادة بناء العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ